حوار| المخرج مجدي أبو عميرة: لم أكن أعرف الكثير عن عالم “السوشيال ميديا” ومخاطره قبل "عتبات البهجة"
- "عتبات البهجة" مسلسل اجتماعي لايت بعيد عن الخناقات والقتل والدم
- تمنيت تحقيق نفس نجاح "حمادة عزو" و"جحا المصري" مع يحيي الفخراني
- تقنيات التصوير تغيرت كثيرا بعد 2011 وأصبحنا نعمل بطريقة السينما
- لم أكن متحمسا لمسلسلات الـ15 حلقة حتى قدمتها واكتشفت أنها الأفضل
- أتخوف من أي عمل أقدمه وأتابع رد فعل الجمهور.. وجزء من الوسط الفني به "شللية"
- التصنيف العمري للدراما مجرد “حبر على ورق” ولا يوجد له تطبيق في المجتمع
- لدينا أزمة "ورق" و"ورش الكتابة" لا تخرج عملا جيدا
كشف المخرج مجدي أبو عميرة سبب عودة بعد فترة من الغياب من خلال مسلسل عتبات البهجة الذي عُرض في النصف الأول من شهر رمضان الجاري.
وقال أبو عميرة في حواره لـ"الرئيس نيوز" إن هناك صراع بين الأجيال وهو أن كل جيل يري نفسه أفضل وأحسن من الثاني، ويوجد ندية في التعامل تصل لحد التطاول بينهما.
كما أوضح سبب ارتدائه بلوفر أحمر في أول يوم تصوير لأي عمل وتلك العادة التي استمرت معه لنحو 20 عاما. وإلى نص الحوار..
بداية.. لماذا اخترت أن تكون عودتك من خلال مسلسل "عتبات البهجة"؟
لعدة أسباب أولها وجود يحيي الفخراني، الذي تعاملت معه سابقًا في "حمادة عزو"، "وجحا المصري" وحققنا نجاحا كبيرا جدا يعيش حتى الأن، كما أنني وجدت "عتبات البهجة" مختلف وجديد، الراوية للأستاذ إبراهيم عبدالمجيد ورشحها لنا الدكتور مدحت العدل وكتب لها السيناريو والحوار وأيضا تعاونت معه سابقا في "محمود المصري" وحققنا نجاحا كبيرا، واعتبرت "عتبات البهجة" مسلسل لطيف، لا يوجد به قتل ولا ضرب ولا خناقات وصراعات، فهو عمل اجتماعي لايت من واقع الحياة اليومية للبطل "بهجت الأنصاري"، وهو الدكتور يحيي الفخراني، وأحفاده والجو المحيط به.
لماذا اخترت طرح أمور شبابية في مسلسل من بطولة يحيي الفخراني؟
نحن قدمنا عمل على رأسه الفنان الكبير يحيي الفخراني، وأنا أعتبره فاكهة رمضان، وكما قال الناقد الفني طارق الشناوي عنه من قبل (يحيي الفخراني طقس من طقوس رمضان) وعودته بعد 3 سنوات أمر مميز جدا، خاصة أن الناس تحبه وتشتاق إليه، لكن الدكتور مدحت العدل ركز على جانب الشباب ومشاكلهم، وأنا لم أكن على دراية بها، فركز المسلسل على مخاطر الإنترنت، وأشياء لم أكن أعرفها وتعرفت عليها من خلال المسلسل، وكل هذه الأمور جذبت الشباب لمشاهدة العمل، خاصًة أن الجديد هو ظهور يحيي الفخراني بشخصية بلوجر، وهي كلمة لم أكن أعرف معناها أصلا.
ما الذي لفت انتباهك في سيناريو وأحداث "عتبات البهجة" قبل بدء التصوير؟
لفت انتباهي الكثير من القضايا الشبابية التي يطرحها العمل، وحقيقة لم أكن على درايه بها، لأنني بعيدًا عن عالم الإنترنت، وحقيقة هو أمر جيد أننا نظهر مخاطر الاستخدام السئ للتكنولوجيا، وأعتقد أن جزء كبير من الشباب ركز مع هذه القضايا التي رصدناها خلال العمل، وأيضا الأجيال القديمة بدأت تعرف مخاطر الإنترنت والسوشيال ميديا وتتابع أبنائها.
هل تري مشاكل اختلاف الأجيال لازالت قائمة وتؤثر على المجتمع؟
بالطبع، هناك صراع بين الأجيال، وهو أن كل جيل يري نفسه أفضل وأحسن من الثاني، ويوجد ندية في التعامل تصل لحد التطاول، والجد "بهجت" في المسلسل دخل في عمق تفكير وعالم الشباب، واقترب منهم، والأغرب أنه تعلم منهم، ووجد لغة تواصل معهم، وهذا خلق حالة جديدة بينهم برغم اختلاف الأجيال، وهذه هي الرسالة الرئيسية للعمل (الربط بين الأجيال وخلق لغة تاصل وتفاهم).
كيف يتعامل المخرج مجدي أبو عميرة مع التكنولوجيا في تقنيات التصوير والصوت وهذه الأمور؟
بدأت أجاري التطور في التقينات، من خلال كاميرات التصوير، الأول كنّا نعمل من خلال نظام الـ 3 كاميرات، والمشهد كان بيتصور (وان تيك) حتى تحوّل النظام منذ 2011، وبدأت الحكاية بالنسبة لي كالسيستم الذي نعمل به حاليًا، منذ مسلسل الصفعة 2011، صوّرته بطريقة السينما، ومن ثم مسلسل القاصرات 2013، ومسلسل ليالي الحلمية 2016، ثم الجزء الأول والثاني من "قوت القلوب" 2019، و2020 صوّرت بـكاميرات "ألكسا"، كأننا نتعامل بالسينما، وكل كاميرا تسجل لوحدها وليست لها مونتير، ومن مميزات التقنيات الحديثة أن الصورة مختلفة تمامًا عما قبل، وكل مرة تتطور التقينات والكاميرات، وهو نظام صعب، إلا أنه ممتع، والنظام الحديث تكلفته كبيرة على المنتج لأن كم العاملين وراء الكاميرات كبير جدًا، لأن كل كاميرا لها تيم خاص بها، وهناك مراحل كبيرة بعد الانتهاء من التصوير، من مونتاج وتلوين، ومكسياج، ولكن في النهاية النتيجة إن الكواليتي رائع.
ما رأيك في مسلسلات الـ 15 حلقة؟
الحقيقة أن الفنان يحيي الفخراني كان يعارضني في البداية، لأنه كان يريد أن يكون المسلسل 30 حلقة، باعتبار إني مصوّر كل مسلسلاتي 30 حلقة، وهذا ما حدث على مدار 19 سنة في رمضان، لكني سعدت جدا بالـ 15، حتى يكون المسلسل إيقاعه سريع، وهذا يساعد أيضًا على الانتهاء من التصوير سريعًا، لأن الـ 30 حلقة يأخذ وقت طويل في التصوير، والناس تزهق من بعض في الآخر في التصوير بسبب طول الأيام، لكن رأيي لو استمرت فكرة الـ 15 حلقة ستكون فكرة بديعة، وفي الوقت ذاته المشاهد سيكون لديه فرصة في التنوع في المشاهدة.
حدثنا عن أول يوم تصوير للمسلسل؟
حقيقة ارتدي أول يوم تصوير بلوفر أحمر، منذ 20 عاما، فأنا اتفائل به، وجرت العادة على هذا، والعام في "عتبات البهجة"، كان أول يوم تصوير في زايد، وتواجد الدكتور مدحت وجمال العدل وارتديت نفس البلوفر وسخروا مني جميعا.
ماذا عن ظهور المنصات الرقمية؟
فكرتها عظيمة جدًا، فأنا ابنتي تطلب مني أن يكون مسلسل "عتبات البهجة" موجود على منصة رقمية، لأنها اعتادت على مشاهدة المسلسل دون فواصل إعلانية، على الرغم من أن هناك منتج منذ 20 عاما عرض عليّا تصوير مسلسل وعرضه عبر يوتيوب إلا أنني رفضت الفكرة، واعتبرتها تقليلا من شأن العمل، حتى تطوّر إلى منصات، وندمت على رفضي مع التطور الحالي.
ما رأيك في فكرة التصنيف العمري للأعمال الدرامية؟
أعتبرها تخريجة لوجود بعض المشاهد، ولكن الحمد لله "عتبات البهجة" حصلت على تصنيف جمهور عام، وهذا الأمر أسعدني كثيرًا، وحقيقة لا أرى داعي للتصنيف العمري للأعمال لأنه مجرد حبر على ورق ولا يطبق من الأساس في مجتمعنا ولا في بيوتنا.
هل تعاني الدراما من أزمة ورق وما رأيك في ورش الكتابة؟
بالطبع، لدينا أزمة ورق شديدة للأسف، وأزمة في فكرة الورش، لأنني أعتبر أن التأليف وجهة نظر واحدة، والإخراج أيضًا وجهة نظر واحدة، ولكنني أري أن هناك ورش كتابة كثيرة وأصبحت موضة، وفي الإخراج يوجد 3 و4 وحدات، نتيجة ضيق الوقت، وهذا أمر غير جيد للصناعة.
هل تهتم بالعرض في رمضان؟
بالطبع فهذا يحدث منذ زمن، شهر رمضان هو شهر الفرحة والفرجة، والمسلسل الرمضاني هو الذي يعيش بكل صراحة، ولكن مسلسلات الأوف سيزون تنتج لاستهلاك الوقت، لكن حتى لا نتحدث في أمور غير دقيقة، قد يكون بعض الأعمال التي تكون خارج رمضان ناجحة جدا.
مَن مِن الفنانين الذي تحب العمل معه من الجيل الحالي؟
هناك مجموعة من من النجوم الشباب الممتازين وأنا عملت مع النجوم الكِبار في بدايتهم كالفنان أحمد عز، وأحمد زاهر وأحمد رزق، وحلا شيحة، ومي عز الدين، وسمية الخشاب، ومنة شلبي، كل هؤلاء، وانا لا أميل لشخص بعينه ولكني أري كل النجوم الشباب الذين يحصلون على بطولات، جيدون وآخر ما شاهدته مسلسل لفنان شاب اسمه طه الدسوقي، في مسلسل "حالة خاصة" وكان جميل.
هل توافق وصف الوسط الفني بأنه عبارة عن شللية؟
هناك جزء من هذا الكلام حقيقي، ولكن الفن لا يحب الواسطة، حتي وإن حدث هذا لفترة سيظل يعمل ولكن لن يصبح نجما ولا بطلا.
هل تتابع ردود الفعل بعد عرض العمل؟
حقيقي أكون قلق جدًا، من أول الإخراج إلى آخره، حتى وقت عرضه، وانتظر ردود فعل الجمهور والنقاد، وحاليًا ظهرت آراء السوشيال ميديا وأنا عملت روائع الدراما قبل ظهورها، وأعتقد أن السوشيال ميديا لها دور كبير في نجاح عدد من الأعمال الفنية على الرغم من ضعفها في بعض الأحيان في السنوات الأخيرة، والفرق أن زمان بيشبع بالحدوتة وهكذا، أما الآن في عصر السماوات المفتوحة والتنافس الشديد أصبح الجمهور واعي ولا يعجبه العجب، لذا يجب أن تقدم له عمل يشبع رغبته.