السفير حسام زكي: الجامعة العربية متمسكة بالكفاح الدبلوماسي والقانوني لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني
أكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن الجامعة متمسكة بالكفاح الدبلوماسي والقضائي والقانوني والسياسي من أجل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يعد "نقطة سوداء" في الضمير العالمي، إذ إن إسرائيل لا تريد أن توقف آلتها العسكرية، بينما يدفع الشعب الفلسطيني الثمن يوميا من الدماء والإصابات والخسائر الرهيبة في الممتلكات.
وقال السفير حسام زكي - في مقابلة مع قناة (الغد العربي) الفضائية - إن الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق يعد تطورًا مؤسفًا للغاية يمهد لأن تكون المواجهة الآن أوسع نطاقًا وأكثر تعقيدًا وتتسع على جبهات أخرى، مشددا على ضرورة أن تكون لمساعي الحالية منصبة على فكرة وقف إطلاق النار في غزة وليس توسيع دائرة الحرب.
وأضاف أن التصرفات الإسرائيلية تقودها رغبة محمومة لبقاء رئيس الحكومة الإسرائيلي في مكانه ومحاولة الاستفادة من الموقف للإجهاز على خصوم إسرائيل، مشيرا إلى أن الموجهة قد تؤدي بالمنطقة إلى مرحلة جديدة من النزاع والحرب وسيكون لها عواقب وخيمة، مؤكدا أن استعلاء إسرائيل على القرارات الدولية بشأن غزة أمر مشين.
وحول رؤية الجامعة العربية لتخليص سوريا من جعلها ساحة حرب، طالب السفير حسام زكي، بضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، لكي يكون هناك تقدم في عدد من الملفات حيث تعهدت الحكومة السورية التواصل مع لجنة الاتصال العربية لعودة اللاجئين ومكافحة الاتجار بالمخدرات، مضيفا أن الوضع يحمل الكثير من التعقيدات بسبب الوجود الإيراني والتدخل الإسرائيلي غير المرغوب فيه.
وأشار إلى أن هناك حوار ناضجًا بين سوريا ومجموعة الاتصال العربية (مصر والسعودية والأردن والعراق ولبنان) وتم تجاوز مرحلة إلقاء اللوم، فالوضع الحالي يشير إلى أن هناك أزمة في سوريا مظهرها الأساسي اقتصادي وأمني وهناك تدخلات من دولة ثالثة والبلد يستخدم كساحة، وكل عربي يدين هذا، معربا عن أمله أن يأتي الحوار بثماره في المستقبل.
وردا علي سؤال عما إذا كانت المنظمات الدولية الكبرى قد رفعت الراية البيضاء أمام إسرائيل، قال: "بالتأكيد لم ترفع الراية البيضاء ولكنها تدرك أن هناك قوة فوق القانون الدولي مثل إسرائيل وتتصرف بضوء أخضر من قوة عظمى مثل الولايات المتحدة، وهو أمر لا يستطيع أي طرف أن يوازيه، طالما أنه يعتمد على التحرك السياسي والدبلوماسي والقضائي القانوني مثل الدعاوى في المحاكم الدولية، فالصراع موجود في الساحات الدبلوماسية والإعلامية".
وبسؤاله حول التأخر في عقد قمة طارئة من الجامعة العربية بشأن أزمة غزة، أشار إلى أن عقد قمة طارئة بشأن غزة مخاطرة لارتفاع توقعات الرأي العام وعلم الحكومات لحقيقة المساندة الأمريكية الغربية لما يحدث وما تفعله إسرائيل في غزة، مشيرا إلى أن حدوث اجتماعات عليا دون الاتفاق على مخرجات لهذه الاجتماعات ستأتي برد فعل عكسي.
وحول مشروع القرار المقدم من فرنسا في مجس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في غزة، ذكر السفير حسام زكي: "أننا نتابع مع بعثة الجامعة في نيويورك ومندوب فلسطين كل التطورات متابعة حثيثة ودقيقة"، مؤكدا أهمية تأمين مرور هذا المشروع لأن مروره قد يعني مرحلة جديدة في تعامل مجلس الأمن مع القضية، لأن المشروع لا يتعامل مع فكرة وقف إطلاق النار فقط وإنما يتعامل مع الوضع الفلسطيني بشكل عام؛ بما في ذلك الاعتراف بفلسطين كدولة وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
وبخصوص تصريحات نيتنياهو بشأن المصادقة على خطة اجتياح رفح، قال زكي: "هذا أمر مؤسف ومحفوف بالمخاطر وتم توجيه نصائح مباشرة للجانب الإسرائيلي وغير مباشرة على عدم الإقدام على هذه الخطوة، معربا عن أمله في تضييق نطاق الحرب وصولا إلى وقف إطلاق النار كاملة".
وشدد على أن غزو رفح مرفوض ومدان سلفا، لافتا إلى أن الجامعة العربية تقف بكل تضامن مع الشعب الفلسطيني ومصر في مواجهة هذا الوضع.
وعن رؤية جامعة الدول العربية عن اليوم التالي للحرب في غزة، قال "إنه عندما تكون هناك قرارات نلتزم بها نعبر عنها بكل الطرق المتاحة، وعندما لا تكون هناك قرارات يعبر الأمين العام عن موقف سياسي يتماهى مع مواقف الدول عندما تكون هناك مجموعة دول تأخذ زمام المبادرة في هذا الموضوع".
ولفت إلى أن المطلب العربي الفلسطيني الأساسي هو وقف إطلاق النار، وأن الحديث عما بعد الحرب دون حديث عن وقف إطلاق النار كان ولا يزال شكلا من أشكال الاستسلام لمواجهة أمر واقع تفرضه إسرائيل على القطاع.
وتابع السفير زكي:"أنه عقب المواجهة الدامية وسقوط آلاف الضحايا المصابين فقد تم تشكيل حكومة جديدة في الجانب الفلسطيني وتم تكليفها أن تعود إلى غزة عندما يتاح هذا؛ وبالتالي فإن هناك توجها فلسطينيا لاستعادة السلطة قدرتها على السيطرة على الأمور في غزة، كما أن هناك أوضاعا معينة لابد أن يكون فيها تفاهم مع جميع الفصائل الفلسطينية".
وحول كون الجامعة العربية هي المكان المناسب لحل مسألة الانقسام الفلسطيني، قال إن المكان ليس المشكلة، مشيرا إلى أن الفلسطينيين اجتمعوا في أماكن كثيرة ولكن الإرادة هي المشكلة، مضيفا أنه إذا حسنت النوايا ووضعت المصلحة الفلسطينية العليا قبل أي مصلحة فصائيلة فهذا سيؤدى لاستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام.
وعن مقترح إرسال قوات دولية وعربية مشتركة لحفظ الأمن لفترة معينة في قطاع غزة ورؤية الجامعة في ذلك، قال ان الدول العربية لم تتعامل من خلال الجامعة العربية مع هذه السيناريوهات، ولا يوجد قرار عربي في هذا الموضوع، مشيرا إلى أن أي تواجد لقوات سواء عربية أو دولية في قطاع غزة لابد أن يسبقه إطار سياسي واضح يطمئن الفلسطينيين بأن طموحهم في الاستقلال هو طموح جاري العمل على تحقيقه وليس الإطاحة به في المستقبل.