أبعاد الاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية مصر وإيران
قال الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب إن الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الإيراني، يأتي في سياق مساعي التقارب المصري الإيراني، وتبادل وجهات النظر بخصوص تطورات الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة الفقير والمحاصر.
لفت رجب في تصريحات لـ"الرئيس نيوز" إلى أن إيران طرف رئيس في معادلة الحرب؛ عبر استعمال أذرعها المسلحة في المنطقة "حزب الله اللبناني" و"أنصار الله" في اليمن (الحوثيون)، والفصائل العراقية.
وأكد أن موقف القاهرة هو العمل على عدم اتساع رقعة الصراع، وكذلك الحفاظ على حركة الملاحة الدولية؛ حيث الممر المائي العالمي قناة السويس؛ عبر العمل على تهدئة الأوضاع في جنوب البحر الأحمر.
أوضح رجب أن الاتصال يأتي في وقت تتحدث فيه وسائل إعلام الكيان الصهيوني عن مقترح تشكيل قوات عربية إرسالها لقطاع غزة؛ بزعم تأمين دخول المساعدات، وكذلك تأمين الميناء البحري المزعم إنشاءه من قبل أمريكا.
وأمس تناقلت تقارير صحفية تصريحات مسؤول مصري، أكد رفض القاهرة فكرة إرسال قوات عربية لقطاع غزة، مشددا على أن مصر تدعم عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، ودعهما للإضطلاع مسؤوليتها، أما إرسال قوات عربية فهي فكرة غير مناسبة.
كان السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، قال إن الوزير سامح شكري تلقى اتصالا هاتفيا يوم الأحد ٣١ مارس الجاري من دكتور حسين أمير عبد اللهيان وزير خارجية إيران.
وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية، بأن الاتصال تناول مسار العلاقات المصرية/ الإيرانية فى أعقاب اللقاء الذي تم بين الوزيرين في مدينة جنيف السويسرية الشهر المنصرم، حيث تم التداول حول مختلف الموضوعات المرتبطة بالعلاقة الثنائية، مع تأكيد الطرفين علي الالتزام بمبادي الاحترام المتبادل وحسن الجوار، والعمل علي تحقيق مصالح الشعبين المصرى والايرانى، ودعم استقرار المنطقة.
هذا، وقد تناول الاتصال بشكل مستفيض التطورات الخاصة بأزمة قطاع غزة في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية وتدهور الأوضاع الإنسانية المأساوية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى في القطاع، حيث تم التوافق علي الأولوية القصوى لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الدائرة فى قطاع غزة، وضرورة التزام إسرائيل بتنفيذ قرارى مجلس الأمن أرقام ٢٧٢٠ و٢٧٢٨، كما أكد الوزيران علي رفض كافة السيناريوهات التى تستهدف تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، ورفض ومعارضة أية عمليات عسكرية برية فى مدينة رفح الفلسطينية. كما توافق الجانبان على ضرورة ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومستمر إلى قطاع غزة وإزالة إسرائيل للعقبات التى تحول دون ذلك، والالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الشأن.
وأردف السفير أحمد أبو زيد، بأن وزير الخارجية أعرب خلال الاتصال عن قلق مصر البالغ من اتساع رقعه الصراع في المنطقة، لاسيما فى منطقة جنوب البحر الأحمر وتأثيراتها الخطيرة علي حركة الملاحة وتدفق التجارة الدولية فى هذا الشريان الدولى الهام. وحذر شكرى من العواقب الخطيرة التى قد تترتب عن ذلك علي استقرار المنطقة وعلي السلم والأمن الدوليين، مشددا في الوقت ذاته علي أن اتساع رقعه ونطاق الصراع يوثر سلبا علي المساعى الاقليمية والدولية الرامية لحلحلة الأزمة.
وفي نهاية الاتصال، اتفق الوزيران علي مواصلة التشاور بشأن مسار العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة القادمة وصولًا الي استعادتها إلى طبيعتها، والتباحث بشأن سبل حل الأزمة في قطاع غزة ومواجهة التحديات المرتبطة بها.