ليبيا.. هل بات الفشل هو المصير المحتوم للمبادرات الأحادية
سلطت صحيفة ليبيا أوبزرفر الضوء على عدم تعليق بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بشكل جوهري على نتائج الاجتماع الثلاثي الذي جمع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالا ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح في القاهرة مؤخرا.
وعقب لقائه مع المنفي، أصدر المبعوث الأممي عبد الله باثيلي بيانا مقتضبا، قال فيه إنه أحاط علما بالاجتماع ونتائجه.
كما لم تعلق أي من سفارات الدول الناشطة في المشهد الليبي على اللقاء. أما سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو فقد أعلن أن "الاتحاد يرحب بجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا"، وهو مؤشر واضح على استمرار دعم الاتحاد الأوروبي لمبادرة باتيلي، وإشارة ضمنية إلى رفض المحاولات المصرية لتقويض مقاربات التسوية. الحل السياسي.
وحذر في البيان نفسه من المبادرات السياسية غير المنسقة، لأنها قد تؤدي إلى تعميق الانقسامات.
وهذا الموقف الدولي يؤكد صراحة على عدم التفاعل مع أي مبادرات أحادية، سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية، لأن حدة الصراع على كافة هذه المستويات، مع مناخ دولي مليء بالانقسامات والصراعات، لا يساعد على التوصل إلى حل. تسوية مقبولة لجميع الأطراف المعنية بالأزمة الليبية.
إن الدعم المستمر لموقف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يبعث برسالة واضحة للجميع مفادها أن المقترحات والحلول المقبولة يجب أن تكون مرضية للجميع.
وبما أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستأخذ في الاعتبار مصالح واهتمامات جميع الأطراف، في حين أن المبادرات الأحادية ستخدم مصالح الطرف الذي يقف وراءها وتعززها بالفعل.
ولعل هذا الموقف الأوروبي، وبالتأكيد الموقف الأميركي، حتى لو لم يتم التعبير عنه ببيان واضح، سيقوض المحاولة الفرنسية لطرح مبادرة جديدة، والتي من المتوقع أن تفشل، مثل المبادرات السابقة التي رعتها الرئاسة الفرنسية، والتي لم يسبق لها مثيل. وامتنعت عن طرح المبادرات رغم الفشل المتوقع كالعادة.
نظرا للمساهمة الفرنسية في تعميق الصراع من خلال دعم أحد الأطراف، ومسؤوليتها المباشرة عن إراقة الدماء والأرواح خلال حروب حفتر الأخيرة.
ما هو مصير مبادرة باثيلي؟ هذا هو السؤال حول أي إجابة سوف تعرض جميع المبادرات الأحادية الجانب للخطر. إن استجابة الأطراف الخمسة المدعوة للتفاوض والاجتماع على طاولة باثيلي هي السبيل الوحيد للاتفاق على إنهاء الأزمة الحالية، وذلك بالتوجه إلى الانتخابات.
لكن هذا الرد لن يأتي دون تهديد صريح بتجاوز من يرفضه والانتقال إلى تشكيل منتدى سياسي واسع على غرار منتدى تونس-جنيف السابق. إذ أن انتظار موافقة من يريد البقاء في السلطة لن يساعد على تحقيق أي تقدم.
في حين أن إشراك الأحزاب الخارجة عن السلطة حاليًا، والتي ترى في الانتخابات السبيل الوحيد لتحقيق حلمها، هو الخيار الأفضل المتاح لتجاوز المرحلة الحالية.
ولذلك، فإن البعثة مدعوة إلى كسر الجمود الحالي، من خلال البدء في الإعداد لمنتدى سياسي جديد تشارك فيه كافة القوى السياسية والعسكرية والاجتماعية. وسيكتسب هذا المنتدى شرعية قوية إذا تم تشكيله عن طريق الانتخابات.