الرحلة الأولى في حياتهم: قصة أطفال ينتقلون لخارج قطاع غزة عبر جسر جوي
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على الطفلة الفلسطينية شيماء شادي، 5 أعوام، التي تعرضت لعملية بتر ساقها في يناير الماضي، بعد انفجار منزل عائلتها في غزة، حيث كانت تستريح هي وأقاربها والطفلة سارة يوسف، البالغة من العمر 5 سنوات أيضًا، التي أصيبت بحروق وكُسرت ساقها وحوضها عندما قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينتها في نوفمبر والشاب عبد الرحمن ماضي، 19 عامًا، الذي أصيب بكسر في عموده الفقري، مما أدى إلى إصابته بالشلل جزئيًا، خلال هجوم أدى إلى استشهاد أكثر من عشرين فردًا من عائلته وكان هؤلاء ثلاثة من بين 16 شابًا، جميعهم باستثناء واحد تقل أعمارهم عن 15 عامًا، تم نقلهم من غزة ونقلوا جوًا إلى مستشفيات في إيطاليا.
وأمضت مراسلة نيويورك تايمز ناريمان المفتي ثمانية أيام مع مجموعة من أطفال غزة والقائمين على رعايتهم، وانضمت إليهم في رحلة عسكرية إيطالية من القاهرة إلى روما، ثم إلى بيزا بإيطاليا وسافرت مع عائلتين في سيارات الإسعاف إلى مستشفى في بولونيا بإيطاليا، حيث يتلقى الأطفال العلاج، ونجا هؤلاء من الفظائع ولكن فقد كل منهم أقاربه في الغارات التي أصابتهم، ويكافحون جميعًا مع مشاعر ما مروا به وما يواجهونه في المستقبل.
ولا يشكل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم سوى نسبة ضئيلة من آلاف المدنيين، بما في ذلك العديد من الأطفال، الذين عانوا من إصابات خطيرة على مدار الحملة التي تشنها إسرائيل منذ أشهر ضد حماس وقصفها لغزة.
ويقول مسؤولو الصحة في القطاع إن أكثر من 31،000 من سكان غزة استشهدوا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، ويقول الخبراء إن الأطفال معرضون بشكل خاص للحروق والإصابات الخطيرة الناجمة عن الهجمات عالية الكثافة، وخاصة في بيئة حضرية مزدحمة مثل غزة.
وأدى الانفجار الذي أصاب شيماء، 5 أعوام، في قرية المواصي بجنوب غزة في يناير، إلى استشهاد جدتها وإصابة جدها بجروح بالغة وتشويه قدم الفتاة، بحسب لينا جمال، عمة شيماء ثم بعد ذلك تم نقل شيماء إلى مستشفى ناصر، حيث قرر الأطباء على وجه السرعة بترها. ولم يعد لديهم تخدير أو كحول أو أي وسيلة أخرى لتنظيف الجرح، مما اضطر الأطباء إلى شطفه بالماء العكر وأجريت عملية جراحية سريعة وسارعوا لمساعدة الجرحى الآخرين المزدحمين في القاعات، في حين ظلت شيماء لمدة ثلاثة أيام “تصرخ دائمًا”.