رغم قرار وقف النار.. إسرائيل تواصل الحرب على غزة
تَواصل القصف الإسرائيلي في قطاع غزة، الثلاثاء، بعد صدور أول قرار عن مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، التي سارعت لإبداء امتعاضها من حليفها الأميركي لعدم تصويته ضدّ القرار، كما فعل مرارًا منذ اندلعت الحرب قبل أكثر من 5 أشهر.
وأفاد شهود بأنّ غارات عدّة استهدفت، الثلاثاء، أماكن قريبة من رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع على الحدود المغلقة مع مصر والتي تضاعف عدد سكّانها 5 مرات منذ اندلعت الحرب.
كما أفادوا بأنّ اشتباكات عنيفة دارت في حي الرمال ومخيم الشاطئ وتل الهوى بمدينة غزة ووسط خان يونس وغربها، فيما دوّت صافرات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة، وكذلك أيضًا في شمال الدولة، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ"حماس"، فقد شنّت إسرائيل ليل الاثنين عشرات الغارات في غزة ورفح ودير البلح وخان يونس والمغازي وبيت لاهيا، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف استهدف مناطق مختلفة في القطاع.
كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، الاثنين، إجلاء 27 من موظفيه إلى مستشفى الأمل، بعدما أجلى، الأحد، النازحين الذين كانوا قد لجأوا إليه.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة ارتفاع حصيلة الضحايا في القطاع إلى 32 ألفًا و334 وعدد المصابين إلى 74 ألفًا و694 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء.
وميدانيًا، لا ينفكّ الوضع في غزّة يزداد سوءًا بالنسبة لسكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة والذين يخضعون لحصار كامل والمهددين بمجاعة، وفقًا للأمم المتحدة ومنظمات دولية.
أما رفح، التي لجأ إليها أكثر من مليون نازح بسبب الحرب، فباتت مهدّدة بعملية برية واسعة النطاق تعدّ لها إسرائيل ويخشى المجتمع الدولي من مخاطرها على المدنيين الفلسطينيين المكدّسين فيها.
وفي الإطار، حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف جالانت، خلال اجتماع في واشنطن، من مخاطر اجتياح رفح، مجدّدًا التأكيد على رفض الولايات المتّحدة لعملية عسكرية واسعة النطاق كهذه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في بيان، إنّ بلينكن "كرّر دعم الولايات المتّحدة لضمان هزيمة حماس، بما في ذلك في رفح، لكنّه كرّر معارضته لعملية برية واشعة النطاق في رفح".
وأضاف أنّ الوزير الأمريكي "شدّد على وجود حلول أخرى غير غزو برّي واسع النطاق، وهي حلول من شأنها أن تضمن بشكل أفضل أمن إسرائيل وتحمي المدنيين الفلسطينيين".
من جهته، قال جالانت إنّه "لا يحقّ لنا من الناحية الأخلاقية وقف الحرب، طالما أنّ هناك رهائن في غزة"، مشددًا على أنّ "نتيجة هذه الحرب ستحدّد شكل المنطقة لسنوات مقبلة"، مؤكّدًا أنّ من أجل ضمان أمن إسرائيل لا بد من "هزيمة" الحركة.
وعُقد الاجتماع بين بلينكن وجالانت في مقرّ وزارة الخارجية في واشنطن، بعيد ساعات من إلغاء إسرائيل زيارة كان مقررًا أن يقوم بها وفد رفيع المستوى إلى العاصمة الأميركية، احتجاجًا على عدم استخدام واشنطن حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، لمنع صدور القرار الداعي لوقف النار.
قرار مجلس الأمن
ويطالب القرار الذي تمّ تبنّيه بغالبية 14 صوتًا مؤيّدًا وامتناع عضو واحد عن التصويت هو الولايات المتحدة، بـ"وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، الذي بدأ قبل أسبوعين، على أنّ يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم، كما يدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".
ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بصدور القرار، مشدّدًا على أهمية تنفيذه.
وقال جوتيريش في منشور على منصة "إكس": "ينبغي تنفيذ هذا القرار، إن الفشل سيكون أمرًا لا يغتفر".
وتفرض إسرائيل حصارًا مطبقًا على قطاع غزة منذ بداية الحرب، إذ تقول وكالات الإغاثة إنّ شاحنات المساعدات المحدودة التي تسمح إسرائيل بدخولها "لا تلبّي الاحتياجات الهائلة لنحو 2.4 مليون نسمة، معظمهم نازحون مهددون بالمجاعة".
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أنّ إسرائيل منعتها نهائيًا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة، حيث تقدر وجود 300 ألف شخص بلا ماء ولا طعام.