عمرها 4300 عام.. اكتشاف لوحات ملونة للحياة اليومية بمقبرة مصرية
عثرت بعثة أثرية مصرية - ألمانية على لوحات فرعونية ملونة تجسّد تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة داخل مقبرة يعود تاريخها إلى أكثر من 4300 عام.
واكتشفت البعثة اللوحات في منطقة دهشور التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترًا جنوب القاهرة، وجنوبي أهرامات الجيزة الشهيرة في محيط العاصمة القديمة ممفيس، وأبرز معالم الجذب السياحي بهذه المنطقة هي الأهرامات الكبيرة للملك سنفرو؛ ما يُسمى بالهرم المنحني والهرم الأحمر.
وتبلغ أبعاد المصطبة المستطيلة المصنوعة من الطوب الطيني غير المحروق نحو 8 أمتار عرضا و12 مترًا طولا، وتتميز المقبرة التي تضم اللوحات بسبعة أعمدة دفن، بالإضافة إلى عمود آخر للأوعية الخزفية وغيرها من العناصر المستخدمة في طقوس الدفن وبحسب النقوش الموجودة على باب وهمي ضخم من الحجر الجيري، فإن المقبرة تعود لرجل يُدعى سنيب - نبيف وزوجته إيدوت.
ووفقًا لشبكة سي إن إن الإخبارية، يشير شكل المقبرة بالإضافة إلى النقوش واللوحات والخزف الموجود بداخلها إلى أنها تعود إلى نهاية الأسرة الخامسة أو بداية الأسرة السادسة (نحو 2300 قبل الميلاد).
وقاد البعثة المدير السابق لمعهد الآثار الألماني في برلين ستيفان سايدلماير الذي قال للشبكة الإخبارية الأمريكية " إن الممر مزُيّن وغرفة العبادة كذلك مزينة بلوحات دقيقة الصنع على الجص الطيني، وهو أمر نادر في مقبرة دهشور"، مضيفًا: "على الرغم من الدمار واسع النطاق بسبب تآكل الرسومات بفعل الزمن، فقد حفظت العديد من اللوحات التي تعرض صور صاحب المقبرة وزوجته أمام مائدة القرابين، ومشاهد من الحياة اليومية -السفن في النيل وسوق- والخدم الذين يقدمون الهدايا خلال المراسم الجنائزية".
وأوضح سايدلماير: "بأشكالها الأنيقة وتنفيذها المثالي، تقدم الصور دليلًا صالحًا على البيئة الفنية لمنطقة عاصمة المملكة القديمة المتقدمة"، وكشفت النقوش أن صاحب المقبرة شغل عدة مناصب في القصر الملكي في إدارة المستأجرين، بينما كانت زوجته تحمل ألقاب كاهنة حتحور وسيدة حتحور.
ويقوم المعهد الأثري الألماني بالقاهرة بالتنقيب في دهشور منذ عام 1976، وتركزت المراحل الأولية على أهرامات الملك سنفرو من الدولة القديمة والملك أمنمحات الثالث من الدولة الوسطى.
وتركزت الحفريات الأحدث على مقابر كبار رجال الدولة والكهنة والإداريين من العصور نفسها وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية في بيانها، إن سيدلماير وفريقه سيواصلون التنقيب في الموقع في محاولة للكشف عن المزيد من أسرار هذه المنطقة»، مضيفةً «أعمال التنظيف والتوثيق ستُنفَّذ على المقبرة ونقوشها خلال الفترة المقبلة.