زيارة تجريبية للمتحف المصري الكبير.. افتتاح سيكون الأكثر إثارة في العصر الحديث
أشارت صحيفة ذا إندبندنت البريطانية إلى أن القاهرة وضعت عددًا من الخطط الطموحة للغاية لتعزيز الأنشطة السياحة في القاهرة، وفي القلب من تلك الخطط يقع حدث بالغ الأهمية، وهو بلا شك افتتاح المتحف المصري الكبير.
وعلى الجانب الشمالي من الأهرامات وأبي الهول، يقع المتحف على مساحة 120 فدانًا وقد طال انتظار افتتاحه، وأقيم المتحف بتمويل ياباني بقيمة مليار جنيه إسترليني - وهو أكبر متحف أثري في العالم بمساحة 872000 قدم مربع من حيث المساحة الأرضية.
وسيكون المتحف المصري الكبير موطنًا لـ 100000 قطعة أثرية، بما في ذلك 5398 قطعة من مجموعة توت عنخ آمون الأسطورية، والتي تتميز بملامح بارزة مثل قناع الموت الشهير للملك الصبي بالإضافة إلى عرشه الذهبي، وبعد مرور أكثر من 100 عام على انشغال العالم بحفريات عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، الذي كشف عن أحد أعظم الاكتشافات التاريخية، تستعد مصر لمثوى أخير يليق بممتلكات الملك الأسطوري.
وينحدر سقف المجمع ذو اللون الرملي إلى الأرض مثل شعاع ضوء الشمس القادم من السماء، والذي يقطعه هرم من الحجر الداكن هو بمثابة المدخل الكبير للمتحف.
وبمجرد دخول المتحف، سيجد الزائر في استقباله بالردهة الفسيحة الفاخرة تمثال رمسيس الثاني البالغ من العمر 3200 عام - ويبلغ ارتفاعه 11 مترًا، وكان لا بد من تركيبه في مكانه الحالي عندما كان الموقع لا يزال كومة من الرمال، وكان المتحف قيد الإنشاء، ونقل من موقعه التقليدي في ميدان باب الحديد وسط القاهرة، ثم بنيت الردهة من حوله.
وعلى الرغم من أن موعد افتتاح المتحف لم يتم تأكيده بعد، فقد تمت دعوة عدد من الصحفيين من قبل شركات السياحة لإلقاء نظرة سريعة على ما وعدت به هيئة السياحة المصرية ليكون واحدًا من أفضل المجموعات التاريخية في العالم.
وتبدأ الزيارة بتجربة سينمائية غامرة بزاوية 360 درجة، تعيد الزائر بالزمن إلى أسطورة الملك توت، وتأخذه في رحلة افتراضية إلى وادي الملوك وإلى مقبرته التي أعيد خلقها باللون الأصفر النابض بالحياة علاوة على الأحمر والأخضر في رسم الحروف الهيروغليفية الأصلية – تبدو حديثة مثل اليوم الذي تم رسمها فيه في الأصل بمناسبة وفاته عام 1323 قبل الميلاد.
وبعد ذلك، يعود الزائر إلى الردهة لبدء صعود الدرج الكبير، الذي يحاكي جانبًا من الأهرامات التي تم تصميمها لتكون طريقًا إلى السماء للملوك الإلهة المدفونين في مقابرهم الفخمة بالداخل.
وفي كل مرحلة أثناء الصعود، يقابل الزائر بمجموعة من التماثيل والتوابيت والألواح التي تحكي قصة ملوك وملكات مصر، قبل أن يصل إلى المستوى النهائي الذي يصور الهدف القديم لجميع الملوك – الخلود.
ويوجد مدخل المعرض المخصص لتوت عنخ آمون - والذي سيعيش اسمه بالتأكيد إلى الأبد - ونافذة عملاقة توفر إطلالة مذهلة على أهرامات الجيزة الثلاثة الرئيسية في الأفق.
ويقول مراسل الصحيفة البريطانية: "لسوء الحظ، هذا هو المكان الذي تنتهي فيه الزيارة حاليًا حتى يتم الإعلان أخيرًا عن موعد الافتتاح، والذي يُعتقد حاليًا أنه سيكون في وقت لاحق من هذا العام وكان سبب التأخير هو جائحة كوفيد-19، وأزمة الربيع العربي في عام 2011، والآن يبدو أن الحرب بين إسرائيل وغزة كان لها تأثير إضافي على موعد الافتتاح".
تم إنشاء نافذة صغيرة فوق المدخل لتسمح لشعاع الشمس أن يشرق مباشرة على تمثال رمسيس الثاني العملاق مرتين في العام، بنفس الطريقة التي صمم بها القدماء مقبرته وبنفس الطريقة التي تسمح لشعاع الشمس بالتعامد على وجه الملك وسيحدث هذا بعد ذلك في 22 أكتوبر.
وتضع هيئة السياحة المصرية خططًا واسعة النطاق لتسهيل الوصول إلى المتحف الجديد والأهرامات مع تمثال أبو الهول، مع افتتاح مطار جديد في مكان قريب وطريق سريع مكون من 18 حارة يربط بين المدينة جانبي التجربة السياحية في المتحف وفي موقع الأهرامات، ولكنها تحاول أيضًا تجديد شباب المدينة نفسها من خلال إنشاء بحيرة ومتنزه يحيط بالمتحف الوطني للحضارة المصرية الذي تم افتتاحه مؤخرًا، والذي يضم قاعة المومياوات.
لا يقتصر الأمر على أن هذه المعالم السياحية المبنية حديثًا فقط هي التي تجعل القاهرة مكانًا يجب مشاهدته، بل هي محطة توقف في الطريق إلى العروض الرئيسية الأخرى في الأقصر وأبو سمبل.