تضمن حزمة تمويلية بـ 7.4 مليار يورو..
"جلف توداي": اتفاق مصر والاتحاد الأوروبي "خطوة إيجابية"
وقّع الرئيس عبد الفتاح السيسي اتفاقية جديدة مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ومسؤولين آخرين بالاتحاد الأوروبي في القاهرة، تتضمن حزمة تمويل بقيمة 7.4 مليار يورو تشمل قروضًا واستثمارات ومنح، ووصفت صحيفة جلف توداي الاتفاق بأنه "خطوة إيجابية".
وحضر التوقيع قادة كل من بلجيكا وإيطاليا والنمسا وقبرص واليونان وقال الرئيس السيسي: إن زيارتكم اليوم تمثل علامة فارقة مهمة للغاية في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، ووصف ذلك بأنه "نقلة نوعية في علاقات مصر وأوروبا"، واعترف الاتحاد الأوروبي بدور مصر كشريك موثوق به، وبدورها الجيوستراتيجي الفريد والحيوي كركيزة للأمن والاعتدال والسلام في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى وأفريقيا.
وتغطي الشراكة ستة مجالات ذات أولوية، وهي العلاقات السياسية، والاستقرار الاقتصادي، والتجارة والاستثمار، وإدارة الهجرة، والأمن، وتنمية المهارات. وتتضمن الحزمة 5 مليارات يورو على شكل قروض ميسرة، و1.8 مليار يورو على شكل استثمارات إضافية في إطار الخطة الاقتصادية والاستثمارية للجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي، و200 مليون يورو لإدارة الهجرة. وقد ركزت العديد من وكالات الأنباء الغربية على إدارة الهجرة باعتبارها جانبًا أساسيًا من هذه الحزمة.
وتشعر مصر بالقلق إزاء عشرات الآلاف من اللاجئين وطالبي اللجوء، وتشعر أوروبا بالقلق إزاء المهاجرين الذين يسافرون بدون أوراق إلى الدول الأوروبية من ليبيا. وقالت مصر إن هناك تسعة ملايين لاجئ في البلاد، منهم 480 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين لدى وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
واهتمت جلف توداي بصفة خاصة بتصريحات مفوضة الاتحاد الأوروبي، فون دير لاين في القمة المصرية الأوروبية التي عقدت في وقت سابق من الأسبوع الجاري، والتي تظهر أن الاتحاد الأوروبي يركز على العلاقات الاقتصادية مع مصر، وقالت المسؤولة الأوروبية الكبيرة: “أنتم حريصون على جذب الاستثمار الأجنبي، لدينا مستثمرون مهتمون بمصر، ولدينا مذكرة تفاهم في هذا الشأن. لذلك دعونا نمضي قدمًا في العمل في هذا المجال”. وأضافت أيضًا "يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك بكثير، سواء كان ذلك في مجال الطاقة المتجددة، أو في مجال الرقمنة أو الاتصال، أو في القطاع الزراعي أو إدارة المياه، على سبيل المثال لا الحصر".
وأشارت إلى مشروع ربط الكهرباء بين اليونان ومصر الجاري تنفيذه، وكيف سيساعد الكابل البحري الذي يربط أفريقيا باليونان أوروبا في الحصول على الطاقة من مصادر متجددة. وقالت إن مصر يمكن أن تصبح مركزا للطاقة المتجددة. وليس من المستغرب أن يرغب الاتحاد الأوروبي في استقرار وتعزيز علاقاته مع مصر، لأنها الأكثر تطورًا في المنطقة ولديها سكان عاملون ماهرون بالإضافة إلى المثقفين.
ولا شك في أن مصر من أكثر الدول في المنطقة تأثيرًا ويريد الاتحاد الأوروبي بعد ذلك الاستفادة من هذه الجوانب الإيجابية وتكوين صداقات مع مصر.
ولم تكن الولايات المتحدة متحمسة للغاية بشأن العلاقات مع مصر رغم أنها تدعم الحكومة بشكل كامل، ومع ذلك، فإن القرب الجغرافي للاتحاد الأوروبي من مصر يجعله شريكًا أكثر اهتمامًا، ولدى الاتحاد الأوروبي الكثير ليكسبه فيما يتعلق بإمدادات الطاقة المتجددة من مصر وعبرها.
وفي الوقت الذي يتطلع فيه مستثمرو الاتحاد الأوروبي إلى ما هو أبعد من حدودهم، فإن مصر تمثل فرصة واعدة، وكان الاتحاد الأوروبي صريحًا أيضًا في انتقاده للحرب الإسرائيلية في غزة، كما انتقد الهجوم المتواصل للاحتلال الإسرائيلي على غزة، وتعد الحزمة الاقتصادية والارتقاء بالعلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى شراكة استراتيجية علامة إيجابية، وخلص التحليل إلى أن الاتفاق والحزمة المالية لهما أهمية جيوسياسية أكثر مما يبدو على السطح.