الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

مصر تؤكد رفضها للتدخلات الخارجية التي تعيق حل الأزمة السودانية

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على تأكيد وزير الخارجية سامح شكري، أهمية التعامل مع الصراع في السودان باعتباره “شأنًا سودانيًا خالصًا”، رافضًا تدخلات أي أطراف خارجية في الأزمة “التي تعيق جهود احتوائها”.

وجاء ذلك خلال لقائه أمس الاثنين، مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو، الذي يزور القاهرة في إطار جولة إقليمية تهدف إلى بحث سبل إنهاء الأزمة في السودان، بحسب بيان للخارجية المصرية..

واطلع شكري المبعوث الجديد على الاتصالات المصرية مع مختلف الأطراف السودانية، والجهود الدبلوماسية التي بذلتها البلاد مع القوى الدولية والإقليمية والمنظمات الأممية والدولية بشأن ضرورة وقف التصعيد والتوصل إلى اتفاق مستدام لوقف إطلاق النار والحفاظ على السلام والأمن. تماسك الدولة والنسيج الاجتماعي في السودان.

كما حثت مصر المجتمع الدولي على تقديم مساعدات إنسانية وطبية فورية لتلبية احتياجات الشعب السوداني، بحسب وزير الخارجية.

وشدد شكري على أن أي عملية سياسية مقبلة يجب أن تشمل كافة الفاعلين الوطنيين على الساحة الداخلية السودانية، على أن تتم في إطار مبادئ احترام سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، ومنع تفككها.

ونقل بيان الخارجية عن المبعوث الأمريكي تأكيده على أهمية نفوذ مصر في المنطقة، ومركزية دورها في أي حل مستقبلي للأزمة السودانية كما اتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتنسيق بين بلديهما خلال المرحلة المقبلة.

حراك ملحوظ في القاهرة

شهدت القاهرة حراكًا مكثفًا مرتبطًا بالأزمة السودانية خلال الأيام الماضية، تصدرته زيارة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك للقاهرة اعتبارا من 8 مارس الجاري، وسبق ذلك لقاء جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في القاهرة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أواخر فبراير الماضي، حيث عرض البرهان رؤيته لإنهاء الحرب واستدامة السلام والاستقرار في بلاده.

في حين احتضنت العاصمة المصرية في 6 مارس الجاري اجتماعا لافتا للآلية الأفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان مع ممثلين لحزب المؤتمر الوطني المحلول الحاكم سابقا، تداول فيه الطرفان كيفية إخماد الصراع الذي يقترب من إكمال عامه الأول وقد أعادت هذه اللقاءات تسليط الضوء على الجهود المصرية لمعالجة الأوضاع المتدهورة في جارتها الجنوبية، والعلاقات المتباينة التي تربطها بالفاعلين على الساحة السودانية.

وترتكز المنهجية المصرية لحل الأزمة في السودان على مجموعة من المحددات التي أودعتها مبادرتها "لدول جوار السودان" التي عقدت قمتها في 13 يوليو 2023، بما يتضمن الدعوة إلى إنهاء الحرب، مع الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته، ووقف تدخل الأطراف الخارجية، بجانب الحفاظ على الدولة السودانية. 

وفي هذا السياق يعتقد محللون أن مجموعة من العوامل تكمن خلف النشاط الملحوظ الذي شهدته جهود القاهرة مؤخرا، حيث يعزز انسداد الأفق السياسي المخاوف حول مستقبل السودان كدولة موحدة، مع كل ما يحمله هذا السيناريو من تداعيات على دول الجوار وفي مقدمتها مصر.

في حين يهدد تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان بزيادة أعداد اللاجئين إلى مصر بما يضاعف الأعباء على القاهرة التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة، حيث تشير أرقام أممية منشورة في فبراير إلى فرار قرابة نصف مليون سوداني إلى مصر منذ اندلاع شرارة الحرب السودانية.