شكري يؤكد دعم مصر الكامل للأونروا لمواصلة دورها في تقديم المساعدات لغزة
أكد وزير الخارجية سامح شكري دعم مصر الكامل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لمواصلة دورها وعملها الذي لا غنى عنه في تقديم المساعدات لقطاع غزة والفلسطينيين، منوها بأن الدور المحوري الذي تقوم به الوكالة يجب أن يستمر دعمه.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية، اليوم الاثنين، مع المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ورحب شكري- في مستهل المؤتمر الصحفي- بالمفوض العام للأونروا، مشيرا إلى الاتصالات بين الجانبين خلال الأزمة الأخيرة التي يشهدها قطاع غزة في ظل الأوضاع الإنسانية المأسوية في القطاع.
وأشاد بدور الأونروا في تقديم المساعدات على الرغم من استمرار العمليات العسكرية وفقدان سبل الحياة الأساسية بقطاع غزة، معربا عن التقدير لدور الوكالة الأممية والتزامها باستمرارها في العمل واضطلاعها بمسئولياتها.
وأشار شكرى إلى القرارات المتخذة لوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، من جانب بعض الدول نتيجة لبعض الاتهامات، قائلا: “بالطبع ينبغي أن تكون هناك أدلة، ولا يجب أن يتم تشويه مصداقية 40 ألف من الموظفين والمنظمة التي عملت لعقود طويلة لدعم الفلسطينيين ليس فقط في فترة الأزمة، ولكن أيضا لدعم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والأردن والمناطق المختلفة”.
وأكد وزير الخارجية دعم مصر لمفوض عام “الأونروا” بصورة كاملة وإدارته للمنظمة والعاملين، لافتا إلى أن تمويل الوكالة يجب أن يستمر وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن “الأونروا” إن اختفت من الوجود عليهم أن يضطلعوا بالعبء المعنوي وعواقبه والمسئولية التي تضطلع بها الوكالة.
وقال “إنه يجب علينا أن نؤسس نظاما يحترم القواعد وينبغي احترام ولاية هذه المنظمة من قبل المجتمع الدولي، وأي أفعال فردية لتقييد عمل الأونروا غير مقبولة، لأن هناك ضحايا وأرواحا تزهق يوميًا وهناك أطفالا ونساء”، لافتا إلى دور “الأونروا” في وصول المساعدات والاحتياجات الإنسانية إلى غزة، ويجب استمرار دعم الوكالة لاستمرار عملها في هذه الفترة الكارثية التي يشهدها القطاع.
ورحب شكري مجددا بالتنسيق والتعاون الوثيق بين مصر ووكالة “الأونروا” ومفوضها العام، معربا عن التطلع لاستمرار التواصل مع المفوض العام.
من جانبه، أعرب المفوض العام لـ “الأونروا” عن شكره لمصر لدعمها السياسي القوى للمنظمة الأممية، وللدور الذي تقوم به القاهرة في حل الأزمة التي يشهدها قطاع غزة.
وأضاف أنه بحث مع الوزير سامح شكري الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة، والتي وصفها بأنها “أزمة غير عادية” بالنظر للعدد الكبير من المدنيين الذين فقدوا حياتهم بخلاف عدد الأطفال والذي يتخطى عدد الأطفال الذين قتلوا في الحروب الأخرى، فضلا عن الصحفيين وموظفي الأمم المتحدة الذين فقدوا حياتهم خلال هذه الأزمة.
وقال إنه تم أيضا تناول المجاعة التي تلوح في الأفق في القطاع على مدار الشهرين الماضيين، لافتا إلى أن هذه المنطقة لم تمر بمجاعة من قبل، موضحا أن منظمة “اليونيسيف” أشارت الأسبوع الماضي إلى أن افتقار التغذية بالنسبة للأطفال قد تضاعفت خلال شهر واحد، رغم أننا حذرنا مرارا وتكرارا من انتشار المجاعة.
وأضاف أن محكمة العدل الدولية أصدرت في نهاية يناير الماضي أمرا تضمن دعوة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومع ذلك انخفضت المساعدات بنحو خمسين بالمائة، ثم زادت في مارس الجاري، مشيرا إلى “أننا نتسابق مع الزمن لمواجهة تأثير انتشار المجاعة والجوع في غزة”.
وكشف عن أنه سيتم إصدار بيانات جديدة حول المجاعة في غزة، معربا عن خشيته من أن هذه البيانات لا تشير إلى تحسن في الوضع.
وقال إن الأمم المتحدة دفعت ثمنا باهظا خلال الحرب الجارية في غزة حيث إنه بالإضافة إلى موظفي “الأونروا” الذين قتلوا، فان هناك 150 من المنشآت التابعة للأمم المتحدة التي تم تدميرها تماما، وأكثر من 400 شخص من الأمم المتحدة تم قتلهم أثناء سعيهم للحصول على الحماية، فضلا عن إصابة نحو ألف آخرين.