خبير كيمائي يعلق على دراسة حكومية لاستخدام زيوت الطعام المستعمل في وقود الطائرات
بدأت الحكومة المصرية في دراسة الاستفادة من زيت الطعام المستعمل في صناعة وقود الطائرات المستدام.
وتشارك مصر ضمن المجموعة الإفريقية في مؤتمر الإيكاو الثالث حول وقود الطيران المستدام بدبي، حيث وافقت المجموعة على الدخول فى منظومة إنتاج ونشر وقود الطيران المستدام تحت مظلة الإيكاو، مع التأكيد على نقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتوفير التمويل لمرحلة الانتاج والتشغيل طبقًا لرؤية كل دولة، وتعمل دول الإيكاو سويًا نحو الوصول إلى نسبة 5% على الأقل من تزويد الطائرات بهذا الوقود بحلول عام 2030.
وكشف المهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، عن أهمية النظر في تنفيذ آلية قابلة للتطبيق وناجحة لجمع وتوريد زيت الطعام المستعمل، وتأمينه كأحد مدخلات إنتاج وقود الطائرات المستدام.
وأشار وزير الصناعة إلى التعاون المهم مع وزارة التموين والشركات الموردة للزيوت بالسوق المحلية، وكبار المستخدمين في الأنشطة التجارية والصناعية، وضرورة إعطاء حوافز للمستهلكين في الأنشطة التجارية والمنزلية لحثهم على إرجاع الزيوت المستعملة.
جاء ذلك خلال اجتماع عدد من وزراء الحكومة، منهم وزراء البيئة البترول والثروة المعدنية والطيران المدني والتجارة والصناعة والزراعة واستصلاح الأراضي وقطاع الأعمال العام.
وأكد الكيمائي مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول للعمليات سابقا أن وقود الطيران المستدام وهو ما يعني أن المصادر الخاصة به مستدامة من خلال الزراعة النباتية، لافتا الى أن مصر من الدول التي لديها اكتفاء ذاتي من وقود النفاثات (الطيران) من أصل بترولي (احفوري) وينتج بمعامل تكرير عديدة بمصر.
وأضاف يوسف في تصريحات صحفية أن الدول الصناعية الكبرى وعلى رأسها أمريكا وأوروبا واليابان تتجه حاليا إلى الاستعاضة عن الوقود الأحفوري (بنزين/ سولار/ وقود نفاثات) ببدائل لا تسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على ضوء تأثيره الكبير على تغير المناخ.
وتابع: كما لجأت مؤخرا للسيارات الكهربائية بديلا للبنزين والسولار، والآن تتجه النية في المستقبل إلى وقود بديل لوقود النفاثات إلى أن تتجه إلى منع مرور الطائرات داخل مجالها الجوي للطائرات التي تستخدم وقودا أحفوريا.
وبالقطع فإنه ستكون هناك رغبة من الشركات العالمية في تموين طائراتهم بالوقود المستدام وهذا سيدر على الدولة موارد دولارية على قدر الإنتاج والمبيعات.
وكشف يوسف عن أن وحدة إنتاج الوقود المستدام المتوقع إنشاؤها في مصر تعتمد على بقايا زيوت الطعام المستعملة على أساس قدرة الدولة ووزارة البيئة على وضع تشريع بمنع تداول الزيوت المستعملة إلا لتلك الوحدات الصناعية.
وأشار إلى أنه سبق أن واجه قطاع البترول مشاكل في تجميع زيوت السيارات المستعملة بعد وضع تشريع مماثل عند إنشاء وحدة لمعالجة تلك الزيوت بالإسكندرية أدت إلى توقف جزئي ثم نهائي للوحدة.
واختتم يوسف: عموما وقود النفاثات الأحفوري تتعدى أسعاره السولار ويقل قليلا عن أسعار البنزين ٩٥ وحال إنتاجه من زيوت الطعام فالأمر مرده على وضع الدولة سعرا جاذبا لزيوت الطعام المستعملة والمتوقع بطبيعة الحال ارتفاع أسعارها بعد إنشاء الوحدة الجديدة، علاوة على التكاليف الاستثمارية ومصاريف التشغيل.. وفي الغالب فإن سعر طن زيوت الطعام المستعملة سيكون المحدد الرئيسي لتكلفة التشغيل.