الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

زفاف تحت القصف.. عروسان فلسطينيان يقيمان حفل زفافهما وسط أجواء الإبادة الجماعية

الرئيس نيوز

على الرغم من الظروف الصعبة للغاية في غزة، فإن الفلسطينيين لا يسمحون لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل بأن تحرمهم من فرحة الزفاف ومتعة الزواج والتفكير في مستقبلهم بكثير من الأمل في غدٍ أفضل.

وأجرت صحيفة تورنتو ستار الكندية مقابلة مع عريسين شابين تمكنا من الاحتفال بزفافهما، كما أجرت صحيفة فلسطين كرونيكل مقابلة أخرى مع شاب فلسطيني باعدت الحرب الدائرة بينه وبين خطيبته مؤخرًا، ولكنه لم يفقد الأمل وقد عقد العزم على العثور عليها والزواج منها في أقرب وقت ممكن.

وعلى مدى الأشهر الخمسة الماضية، تشن إسرائيل حربًا انتقامية مدمرة على قطاع غزة ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، استشهد 30،960 فلسطينيًا، وأصيب 72،524 آخرين في الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في غزة منذ 7 أكتوبر وعلاوة على ذلك، هناك ما لا يقل عن 7000 شخص في عداد المفقودين، ويُفترض أنهم ماتوا تحت أنقاض منازلهم في جميع أنحاء القطاع وتقول منظمات فلسطينية ودولية إن غالبية الشهداء والجرحى من النساء والأطفال.

عروسان نازحان

قال محمد المدهون لمراسلي الصحيفة: "أنا مثل غيري من الشباب، كنت أحلم بالزواج في حفل بهيج، حسب عادات وتقاليد غزة ولكن بدلًا من أن أقضي شهر العسل مع عروسي، وجدت نفسي أهرب معها من ملجأ إلى آخر بحثًا عن الأمان".

وكان الشاب الفلسطيني، وهو من مدينة خان يونس جنوبي البلاد، قد خطب فتاة من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قبل شهرين من الحرب وكان من المقرر عقد زواجهما في شهر يناير الماضي، ولكن بسبب الحرب، اضطرا إلى تغيير خططهما.

وقال والد العريس، الحاج أبو محمد المدهون، “التقينا بعروس ابني وتزوجا دون أي مراسم” واستغل الزوجان بعض الهدوء وتوقف القصف بضعة ساعات للاحتفال بالزفاف ولكن بعد بضعة أيام فقط، أطلق جيش الاحتلال عمليته العسكرية في خان يونس، المدينة التي تعيش فيها عائلة محمد.

وأضاف أبو محمد: "هربنا جميعًا من المنزل تحت القصف، كما هرب ابني مع عروسه إلى الخيام، وبدأ العروسان حياتهما الزوجية كنازحين”.

شهر العسل في خيام النازحين

وتابعت الصحيفة زواج حمادة تمراز أثناء الحرب، وقال تمراز للمراسلين: "تمكنت مع عروسي من الانتقال من مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، إلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة"، مضيفًا: "نحن الآن نعيش شهر العسل في الخيام ونعاني من كل أنواع الحرمان، لكننا نحاول الاستمرار في العيش رغم كل شيء".

وتابع العريس الجديد: "حلمنا الوحيد هنا في غزة هو أن نعيش حياة آمنة ومستقرة، وأن نبني مستقبلًا لنا ولأطفالنا."

باعدت الحرب بينهما

أما الشاب الفلسطيني محمد نصار، من مخيم النصيرات، فله قصة أخرى، فهو لم يتمكن من الزواج وبعد حوالي أسبوعين من الحرب، خطب فتاة من خان يونس.

وأوضح نصار: "خلال الحرب، هربت خطيبتي وعائلتها من خان يونس إلى رفح، بينما هربت أنا وعائلتي من مخيم النصيرات للاجئين إلى مدينة دير البلح". وتابع: “لقد فرقنا الاحتلال ودمر أسعد لحظات حياتنا”.

وقال نصار بعبارة مليئة بالأسف والأسى: “منذ أسابيع وأنا أحاول إحضار خطيبتي وعائلتها إلى حيث استقرت أسرتي هنا في النصيرات وإقامة مراسم الزفاف، لكن دون جدوى”.

وأضاف: “شعور بالحزن يسود كل سكان غزة، الموت في كل مكان، ولكننا سنستمر في الحياة من أجل الشهداء ومن أجل كل التضحيات التي قدمها أهل غزة”.

واختتم ناصر بالقول: "الاحتلال قتل الفرحة في قلوبنا، لكننا سنحييها بالزفاف وسنحيي الفرحة في كل مناطق قطاع غزة، هذا وعد".