الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

موضوع خطبة الجمعة اليوم 8 مارس 2024

الرئيس نيوز

يبحث الكثير من المسلمين في مختلف محافظات الجمهورية عن موضوع خطبة الجمعة اليوم 8 مارس 2024، وذلك بالتزامن مع حلول الجمعة الأخيرة من شعبان لعام 1445 هـ، ويوم الشهيد.

ومن جانبها، حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 8 مارس 2024؛ ليكون تحت عنوان "يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظماء"، حيث تناولت الخطبة بطولات الشهداء في تاريخ أمتنا العظيمة، مبرزة فضل الشهادة من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

موضوع خطبة الجمعة اليوم 8 مارس 2024

ومن المقرر أن يلقي الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم، من رحاب مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس، وتبدأ شعائر الجمعة الأخيرة من شعبان بتلاوة للشيخ حجاج الهندوي، وخطيبا الدكتور محمد مختار جمعة.

وإلى نص الخطبة:

يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}، وأَشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمْ وبارك عليه، وعلَى آلِهِ،وصحبهِ ومَنْ تَبِعَهُمْ بإِحسان إلى يوم الدِّينِ، وبعد:

فلا شك أن يوم الشهيد يوم عظيم مشهود في تاريخ وطننا العزيز، نتذكر فيه الشهداء عن العظام الذين بذلوا أنفسهم في سبيل الله تعالى، وارتوت أرضنا الزكية بدمائهم، دفاعًا عن الوطن والأرض والعرض لينتقلوا إلى الحياة الأعظم التي يتنعمون فيها بفضل رب العالمين، ويهنئون بإكرامه، حيث يقول الحق سبحانه: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سبيل اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لا تَشْعُرُونَ}، ويقول سبحانه: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

الله (عز وجل)

وقد أكرم الله تعالى الشهداء بمنح عظيمة وعطاءات كريمة، فقد وعدهم بالجنة جزاءً لما بذلوا أنفسهم في سبيله سبحانه، يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ

المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، ويقول سبحانه: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}، وهم رفقاء النبيين والصديقين والصالحين، حيث يقول سبحانه: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصَّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ

وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.

لأجل هذه الكرامة الربانية للشهداء، ولعظم ما أعد الله لهم من الجزاء؛ نجد نبينا (صلى الله عليه وسلم) يتمنى الشهادة في سبيل الله عز وجل، حيث يقول نبينا (صلى

الله عليه وسلم): (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أَقْتَلُ،ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أَقْتَلُ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أَقْتَلُ)، وأخبر (صلى الله عليه وسلم) أن من رزق الشهادة يتمنى الرجوع إلى الدنيا ليستشهد مرات ومرات يقول صلوات ربي وسلامه عليه): (ما مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ غَيْرُ الشَّهِيدِ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ، فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ).

وقد سطر التاريخ بطولات الشهداء العظام بأحرف من نور من أمثال سيدنا حمزة بن عبد المطلب، وسيدنا جعفر بن أبي طالب، وسيدنا مصعب بن عمير، وسيدنا عبد الله بن رواحة وسيدنا حنظلة بن أبي عامر وسيدنا عُمَيْر بن الحمام وغيرهم (رضي الله عنهم أجمعين).

ومنهم سيدنا عمرو بن الجموح رضي الله عنه الذي كان من ذوي القدرات الخاصة به عرج شديد في رجله، وكان له أربعة أبناء يقاتلون مع نبينا صلى الله عليه وسلم -

فلما كان يوم أحد، أراد عمرو (رضي الله عنه) أن يشترك في القتال، فقال له بنوه: إن الله قد جعل لك رخصة، فلو قعدت ونحن نكفيك فقال عمرو للنبي (صلى الله عليه وسلم:.والله إني لأرجو أن أستشهد، فأطأ بعرْجَتِي هذه في الجنةِ!! فقُتِلَ يومَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وعندما رآه نبينا صلى الله عليه وسلم) شهيدًا قال له: (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةٌ فِي الجَنَّةِ).

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن بطولات الشهداء العظام في تاريخ أمتنا المجيد حاضرة في كل جيل، فلا ينسى التاريخ تضحيات رجال قواتنا المسلحة الباسلة الذين ضربوا أروع الأمثلة في البطولة والفداء في سبيل دفاعهم عن الوطن، فأحيوا فينا روح الكرامة والمروءة والعزة والشهامة،واستطاعوا أن يحفظوا لمصر مكانتها وهيبتها منهم الشهيد عبد المنعم رياض، والشهيد أحمد بدوي والشهيد أحمد حمدي، والشهيد إبراهيم الرفاعي والشهيد إسماعيل إمام

ومنهم الشهيد أحمد المنسي، والشهيد خالد مغربي والشهيد أحمد الشبراوي، وإلى جانبهم زملاؤهم من شهداء الشرطة البواسل منهم الشهيد نبيل فراج والشهيد محمد مبروك، والشهيد إسلام مشهور والشهيد عمر القاضي، والشهيد ماجد عبد الرازق، وغيرهم

ممن سجلوا أسماءهم بحروف من نور في سجل الشهداء الحافل من أبطال قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية العظيمة عبر تاريخنا المصري العظيم.

على أننا نؤكد أنّ الوفاء لتضحيات شهدائنا يتطلب أن يكون كل واحدٍ منّا جنديًا لهذا الوطن في مجاله، وأن يبذل أقصى طاقته في خدمة هذا الوطن العظيم، وأن نقف صفا واحدًا وعلى قلب رجل واحدٍ خلف جيشنا وشرطتنا وسائر المؤسسات الوطنية، وإننا لترجي لأنفسنا شهادةً في سبيل الله والوطن، ولم لا؟ وقد قال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ).

اللهم احفظ مصرنا الحبيبة وارفع رايتها في العالمين

وارحم شهداءنا وتقبلهم مع النبيين والصديقين والصالحين بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين

وكانت الأوقاف قد حددت موضوعات خطب شهر رمضان 1445هـ:

الجمعة الأولى: رمضان شهر الطاعات. 
الجمعة الثانية: رمضان شهر الانتصارات. 
الجمعة الثالثة: أعمال وفضائل العشر الأواخر من رمضان. 
الجمعة الرابعة: صدقة الفطر وحق الله في المال.. أحكام ومقاصد.