"يهود الحريديم" يغلقون الطرق احتجاجًا على قانون تجنيدهم بالجيش
ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن مئات من اليهود الحريديم المتطرفين تظاهروا وأغقلوا الطرق السريعة في القدس المحتلة رفضا لقانون تجنيدهم.
وفي وقت سابق، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إلى سن قانون جديد يلغي إعفاءات التجنيد والخدمة العسكرية التي يحظى بها اليهود المتشددون، الحريديم، الذين رفعوا لافتات تقول "نفضل الموت على التجنيد"، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى سقوط الائتلاف الحاكم، وفقا لما ذكرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وقال جالانت إن أي مشروع قانون توافق عليه جميع أطراف الائتلاف، سيكون مقبولًا بالنسبة له، لكن من دون موافقة الجميع، فإن النظام الدفاعي تحت قيادته لن يقدم القانون، لافتا أنه يجب على كل القطاعات.
كما طالب وزراء في مجلس الحرب الإسرائيلي بتعديل قانون «الحريديم» ليشمل اليهود المتشددين لأداء الخدمة العسكرية، في حين يرفض هؤلاء اليهود قانون التجنيد من أجل الدراسة في المعاهد اللاهوتية بدلا من الخدمة في الجيش لمدة 3 أعوام.
ووفقًا لـ"سكاي نيوز"، صرح رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حكومته ستجد سبيلا إلى إنهاء إعفاء اليهود المتشددين من أداء الخدمة العسكرية في مواجهة ضغوط سياسية تهدد مستقبل ائتلافه الحاكم.
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي: سنحدد أهدافا لتجنيد اليهود المتشددين (الحريديم) في الجيش الإسرائيلي وفي الخدمات المدنية الوطنية.. سنحدد أيضا وسائل لتنفيذ هذه الأهداف.
وأبطلت المحكمة العليا في إسرائيل في 2018 قانونا لإعفاء الذكور المتشددين من التجنيد، مشيرة إلى أن الحاجة تستدعي مشاركة المجتمع الإسرائيلي كله في تحمل عبء الخدمة العسكرية.
وأخفق الكنيست الإسرائيلي في التوصل إلى ترتيب جديد، وينتهي في مارس سريان أمر أصدرته الحكومة بتعليق التجنيد الإلزامي للمتشددين في حين ساعدت الأحزاب المتشددة مع الأحزاب المنتمية إلى اليمين المتطرف نتنياهو في الفوز بأغلبية برلمانية طفيفة، لكن هذه الأحزاب جعلت في الحكومات السابقة الإعفاء من التجنيد شرطا للبقاء في الائتلاف.
وجاء إعلان نتنياهو فيما يبدو ردا على تعهد قطعه وزير الدفاع باستخدام حق النقض (الفيتو) لإلغاء قانون سيسمح بمواصلة الإعفاء مالم تتوصل الحكومة إلى اتفاق يمهد الطريق أمام تجنيد اليهود المتشددين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: نقدر وندعم من يكرسون حياتهم لدراسة الكتاب اليهودي المقدس، ومع ذلك، لا وجود روحانيا من دون وجود مادي.
وكانت الإعفاءات السارية على اليهود المتشددين مصدرا للخلاف مع المواطنين الأكثر ميلا للعلمانية، وتسببت التعبئة المكلفة من أجل حرب غزة في الوقت الحالي في إذكاء جذوة ذلك الخلاف.
ويطالب اليهود المتشددون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلا من الخدمة في الجيش لمدة 3 أعوام.
ويقول البعض إن نمط حياتهم المتدين قد يصطدم بالأعراف والتقاليد العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم للدولة الليبرالية.
ويشكل اليهود المتشددون 13 بالمئة من سكان إسرائيل، وهي نسبة من المتوقع أن تزيد إلى 19 بالمئة بحلول 2035 بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم ويقول خبراء اقتصاديون إن الإعفاء من التجنيد يبقي بعضهم في المعاهد اللاهوتية بلا داعٍ وخارج القوة العاملة.