الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

عمرو الليثي: في عصر المعلومات أصبحت المسؤولية التي يتحملها الإعلاميون هائلة

الرئيس نيوز

قال الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد اذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي إننا نجد أنفسنا اليوم كإعلاميين، على مفترق طرق، نقطة تتقاطع فيها قوة وسائل الإعلام، مع تحديات الالتزام بأخلاقيات المهنة، لتأتي هذه القوة مع مسؤولية هائلة.

وأضاف - خلال افتتاح دورة "الإعلام بين القيم ومهارات التواصل العصرية"، بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، إن العلاقة بين القيم الأخلاقية ومهارات الاتصال الحديثة، تلك العلاقة المعقدة، التي تتطور يوميا تجلب معها الفرص البراقة، والتحديات أيضا للاعتبارات الأخلاقية.

وأشار إلى أن المراقب للمشهد الإعلامي يجده ديناميكيا، فيوميا يتم قصف الاتصالات الحديثة بمعلومات من مصادر مختلفة، لكل منها تحيزاته وجداول أعماله الخاصة، لكن المبادئ الأساسية للاتصال الأخلاقي تظل ثابتة، فمفاهيم مثل الدقة والإنصاف والمساءلة والشفافية اركان يرتكز عليه الإعلام المستنير.

وأوضح أنه في عصر المعلومات اليوم، أصبحت المسؤولية التي يتحملها الإعلاميون هائلة، فلدينا القدرة على الإعلام والتثقيف والترفيه، ولكن لدينا أيضا إمكانية التضليل، مشيرا إلى أنه قد تحول المشهد الإعلامي بشكل كبير مع ظهور اليات التكنولوجيا الحديثة، فأصبحت الأدوات والمنصات التي نستخدمها للتفاعل متنوعة بشكل متزايد، لكن جوهر التواصل الأخلاقي لا يزال ثابتا، مما يزيد من الحاجة إلى عوامل التوسط التي تسد الفجوة بين القيم الأخلاقية وتلك التواصل المستحدث.

ولفت إلى أنه لن تتناول هذه الدورة مهارات الاتصال الحديثة الأساسية للازدهار في هذا المجال الديناميكي فحسب، بل سنتجاوز الخبرة التقنية، لنتعمق في القيم الأخلاقية التي تدعم الممارسة الإعلامية المسؤولة والمؤثرة.

وقال إن ما نقيمه من دورات تدريبية وحلقات تثقيفية كفيلة بان تنمي لدي كل منا التفكير النقدي، فتلك المهارات المكتسبة تتيح لنا تقييم المعلومات، وتحديد التحيزات المحتملة والتمييز بين الحقيقة والرأي، ومن ثم، اتخاذ قرارات مستنيرة حول ما يجب مشاركته وكيفية تأطير رسائلنا أخلاقيا، وأيضا، لن يأتي هذا إلا بمحو الامية الرقمية ؛ متضمنة جوانب مختلفة مثل الوعي بإعدادات الخصوصية وأمن البيانات، كيفية التحكم في مشاركة المعلومات، وادراك الفروق في منصات الاتصال المختلفة والعواقب المحتملة للتواصل الرقمي.

وأضاف أن بعد ذلك تأتي دور الأطر الأخلاقية والمواثيق التوجيهية فيتأتى علينا كمنظمات ومؤسسات المهنية وضع مدونات أخلاقية توجيهية للتواصل، كل في مجالات تخصصه، وإعداد معايير واضحة لمنسوبينا لاتخاذ القرارات الأخلاقية، وتتيح أيضا المحاسبة والتدقيق.

وأشار إلى أهمية أن نتذكر دوما أن آليات الإعلام لا تتعلق فقط باتباع القواعد؛ بل تتعلق ببناء الثقة، وتعزيز الخطاب العام المستنير، والمساهمة في عالم أكثر عدلا وإنصافا، ونتذكر أيضا قوة الكلمة وتأثيرها، والتكلفة البشرية لكلماتنا وأفعالنا معا، داعيا إلى جعل وسائل الإعلام تلتزم بقوة من أجل الخير العدل، مشددا على أن الاعتبارات الأخلاقية ليست فكرة لاحقة، ولكنها الأساس الذي نبني عليه ممارسات إعلامية مسؤولة ومؤثرة.