تصاعد الإدانة العالمية بسبب قتل الاحتلال لطالبي المساعدات في غزة
سلطت صحيفة تورنتو ستار الكندية الضوء على دعوة السلطات الفرنسية إلى إجراء تحقيق مستقل في استشهاد أكثر من 100 فلسطيني كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات الغذائية في شمال غزة مع تزايد الغضب العالمي ضد الهجوم الأحمق الذي نفذه الاحتلال االإسرائيلي.
واستشهد 112 مدنيًا على الأقل وأصيب أكثر من 750 آخرين في الهجوم الذي وقع على دوار النابلسي بمدينة غزة، قبل إجازة نهاية الأسبوع، وقال شهود إن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار بينما كان المدنيون يتجمعون للحصول على الدقيق، بينما زعم مسؤولو سلطات الاحتلال أن جنودهم أطلقوا النار لأنهم شعروا بالتهديد عندما احتشد المدنيون حول شاحنات المساعدات.
وفي تصريحاته لإذاعة فرانس إنتر الوطنية، أكد وزير الخارجية ستيفان سيجورن أن فرنسا لن تطبق “معايير مزدوجة” في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
كما أكد سيجورن: "سنطلب توضيحات، ويجب أن يكون هناك تحقيق مستقل لتحديد ما حدث، إن فرنسا تسمي الأشياء بأسمائها.. وهذا ينطبق عندما نتعامل مع عنف حماس ويجب أن ينطبق فيما يتعلق بعنف الاحتلال، ولكن يجب علينا أيضا أن نسمي الأشياء بمسمياتها عندما تكون هناك فظائع في غزة”.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن طالبي المساعدات الفلسطينيين "تم استهدافهم" من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي وأعرب عن “إدانته الشديدة لعمليات إطلاق النار" على هذا النحو.
تصاعد الغضب العالمي
وفي رد فعل على الحادثة، اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي X، رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”الاستهتار بمجزرة دوار النابلسي”.
وقالت إنه "الوجه السياسي" القبيح للمتطرف إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف وأكدت الوزارة أنها “تدعو إلى فرض عقوبات رادعة على الحكومة الإسرائيلية لإجبارها على ضمان حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية”.
ولم يُدن الرئيس الأمريكي جو بايدن إطلاق النار لكنه قال إن واشنطن تتحقق من "روايتين متضاربتين" للواقعة وأكد أن الحادث من شأنه أن يعقد الجهود للتوسط في هدنة بين إسرائيل وحماس.
في غضون ذلك، عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعًا طارئًا مغلقًا فشل في إصدار بيان يدين السلوك الإسرائيلي بعد أن اعترضت الولايات المتحدة على إلقاء اللوم على إسرائيل، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية للصحفيين وأدان نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود حادثة استهداف المدنيين قبل دخوله القاعة، لكنه قال بعد مغادرته إن الولايات المتحدة “ليس لديها كل الحقائق على الأرض”.
وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج إن بكين صدمت بالحادث وأدانته بشدة، وقال ماو: "تحث الصين الأطراف المعنية، وخاصة إسرائيل، على وقف إطلاق النار وإنهاء القتال على الفور، وحماية سلامة المدنيين بجدية، وضمان إمكانية دخول المساعدات الإنسانية وتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة".
إلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي
أكدت وزارة الخارجية القطرية إنها تدين “بأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي”، ودعت إلى “تحرك دولي عاجل” لوقف القتال في غزة.
وحذرت الدوحة من أن “استهتار إسرائيل بحياة الفلسطينيين… سيؤدي في نهاية المطاف إلى تقويض الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين، وبالتالي تمهيد الطريق لتوسيع دائرة العنف في المنطقة”.
وبالمثل، أدانت وزارة الخارجية السعودية حادثة القتل وأكدت “ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار”.
وجددت جدة “مطالبتها المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لإلزام إسرائيل باحترام القانون الإنساني الدولي، وفتح ممرات إنسانية آمنة على الفور، والسماح بإجلاء المصابين، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية”.
واتهمت تركيا إسرائيل بارتكاب “جريمة أخرى ضد الإنسانية” والحكم على الفلسطينيين في غزة بـ “المجاعة” بينما يكافح المدنيون للحصول على أبسط الإمدادات الغذائية.
وقالت وزارة الخارجية التركية “حقيقة أن إسرائيل… تستهدف هذه المرة مدنيين أبرياء في طابور للحصول على المساعدات الإنسانية هو دليل على أن (إسرائيل) تهدف بشكل واعي وجماعي إلى تدمير الشعب الفلسطيني”.
وفي إيران، وصفت السلطات الحادث بأنه “هجوم همجي من قبل النظام الصهيوني”، في حين قالت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية إن الحادث يندرج “في إطار سياسة التجويع والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، مما يدفعه إلى النزوح”. اليأس ويصب الزيت على النار”، كما أدان الأردن والجامعة العربية عمليات القتل.
الاتحاد الأوروبي وألمانيا ينضمان إلى الدعوات لإجراء تحقيق
صرحت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بأنها “منزعجة للغاية من الصور الواردة من غزة” وأنه “يجب بذل كل جهد للتحقيق فيما حدث وضمان الشفافية” وفي وقت سابق، ندد كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في منشور على موقع X، بالحادث ووصفه بأنه “مذبحة”.
وبالمثل، تحدث وزراء خارجية إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا والبرتغال ضد مقتل طالبي المساعدة. وانضمت ألمانيا، الداعم القوي لإسرائيل، إلى الدعوات المطالبة بـ”تفسير” من إسرائيل.
وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على موقع X: “أراد الناس إمدادات الإغاثة لأنفسهم ولعائلاتهم ووجدوا أنفسهم ميتين، إن التقارير الواردة من غزة صدمتني ويجب على الإسرائيليين أن يشرحوا بشكل كامل كيف حدث الذعر الجماعي وإطلاق النار”.
وفي أمريكا الجنوبية، قرر الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو تعليق شراء الأسلحة من إسرائيل، المورد الرئيسي لقوات الأمن في بلاده، قائلا إن تصرفات إسرائيل ترقى إلى مستوى “إبادة جماعية” للشعب الفلسطيني.
وقال بترو: “على العالم أن يمنع نتنياهو”، واضاف: “عند طلب الطعام، قتل نتنياهو أكثر من 100 فلسطيني. وهذا ما يسمى الإبادة الجماعية ويذكرنا بالهولوكوست.
كما أدانت البرازيل عمليات القتل قائلة إن العملية العسكرية الإسرائيلية ليس لها “حدود أخلاقية أو قانونية”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة إن 30،228 فلسطينيًا استشهدوا في الحرب منذ 7 أكتوبر. وحذرت وكالات الأمم المتحدة من خطر حدوث “مجاعة” في القطاع إذا لم تدخل المزيد من المساعدات قريبًا.