جيل بايدن أمام حشد انتخابي: دونالد ترامب يشكل خطرًا على النساء
شنت السيدة الأولى للولايات المتحدة، جيل بايدن، حملة انتقادات ضارية ضد منافس زوجها الرئيسي في الانتخابات المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.
واعتبرت زوجة الرئيس جو بايدن الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، منافسه المحتمل، من الحزب الجمهوري، دونالد ترامب “يشكل خطرًا على النساء”.
وجاءت انتقادات جيل بايدن للرئيس السابق ترامب في سياق خطاب ألقته أمام حشد من مؤيدي جو بايدن في توكسون، لاس فيجاس، وقاطع خطابها محتجون ضد موقف واشنطن من الحرب الانتقامية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة الفلسطيني.
ووفقًا لمراسلة شبكة يو إس توداي الإخبارية، لورا جيرسوني، انتقدت السيدة الأولى جيل بايدن، في توكسون أمس السبت، جهود الجمهوريين لتقييد الإجهاض في خطاب تخللته احتجاجات على الدعم الأمريكي للحملة العسكرية الانتقامية في قطاع غزة.
وكان خطاب جيل بايدن في أريزونا المحطة الثانية في جولة موجهة نحو حشد الناخبات حول زوجها الرئيس جو بايدن.
وقالت السيدة الأولى: "ليس من قبيل الصدفة أن تكون أريزونا أحد الأماكن التي اخترنا التوقف فيها أثناء إطلاق برنامج "النساء من أجل بايدن" في نهاية هذا الأسبوع"، مضيفةً أمام حشد من النساء في مسرح فوكس توكسون: "قبل أربع سنوات، في أريزونا، وبفضلكم دهلنا بأقدامنا البيت الأبيض".
وكانت نساء الضواحي جزءًا أساسيًا من التحالف الذي ساعد الديمقراطيين على الوصول إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2020، وقد أدى إلغاء قضية الإجهاض التاريخية "رو ضد وايد" في عام 2022 إلى حفز العديد من الناخبين، وخاصة النساء، على الخروج لدعم الديمقراطيين، ويُعتقد أنه عامل رئيسي في دفع فوز الديمقراطيين في الانتخابات منذ ذلك القرار.
وعلى مدار الخطاب الذي استمر 15 دقيقة، تمت مقاطعة بايدن أربع مرات من قبل المتظاهرين الذين انتقدوا طريقة تعامل زوجها مع الموجة الأخيرة من الأعمال العدائية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي أثارت، منذ 7 أكتوبر، انتقادات شديدة من التقدميين داخل الولايات المتحدة بسبب الخسائر الإنسانية الباهظة التي خلفتها، وأغرق الحشد الغاضب من مؤيدي الفلسطينيين خطاب السيدة الأولى بهتافات تستهجن سياسات الرئيس الأمريكي، وتستكثر على زوجها "أربع سنوات أخرى" في السلطة بنفس الدعم اللامحدود واللامشروط للاحتلال.
واستمرارًا للهجتها الحادة منذ أول محطة لها في حملتها الانتخابية في أتلانتا، جورجيا، وجهت جيل بايدن سهامها بشكل مباشر إلى المنافس المتوقع لزوجها في الانتخابات العامة، الرئيس السابق دونالد ترامب وصورت زوجة بايدن، منافسه ترامب على أنه لا يحترم النساء وسلطت الضوء على دعمه لقيود الإجهاض.
وتابعت في خطابها: “لقد أمضى دونالد ترامب حياته في تمزيقنا والتقليل من قيمة وجودنا، إنه يسخر من أجساد النساء، ولا يحترم إنجازاتنا، ويتفاخر بالاعتداء علينا وهو الآن يتفاخر بدوره في تقييد الإجهاض".
وقال ترامب الأسبوع الماضي إنه يفكر في دعم وضع حد للإجهاض عند الأسبوع 15 من الحمل، وهو بداية الثلث الثاني من الحمل.
وتابعت زوجة بايدن: "دونالد ترامب يشكل خطرًا على النساء وعلى عائلاتنا وببساطة لا يمكننا السماح له بالفوز.. عندما تكون أجسادنا على المحك، عندما يكون مستقبل بناتنا على المحك، عندما تكون بلادنا وحريتها على المحك، فإننا يجب أن نتحرك ولا يمكن إيقافنا".
وبعد كلمة السيدة الأولى، تبعتها كلمة السياسية المنتمية للحزب الديمقراطي ألين هيريد، فقالت: “هذا يبدأ هنا في أريزونا”، لتوسع بكلماتها نطاق انتقاداتها لتشمل الحزب المنافس بالكامل.
وأضافت: "الجمهوريون لديهم خطط لدفع هذه الأجندة المتطرفة إلى أبعد من ذلك من خلال حظر الإجهاض على الصعيد الوطني ويمكننا إيقافهم، وبادرت السيدة الأولى جيل بايدن باحتضان طبيبة أمراض النساء والتوليد دانييل ألين هيريد في مسرح فوكس في توكسون".
بايدن وترامب يخطبان ود الناخبات بانتقادات متبادلة
أشارت حملة ترامب، التي تم التواصل معها للحصول على تعليق على خطاب السيدة الأولى، إلى وفاة لاكين رايلي مؤخرًا، وهي طالبة تمريض في جورجيا تعتقد السلطات أنها قتلت على يد مهاجر غير شرعي.
وجاء في تعليقات حملة ترامب: “إن القتل المروع للآنسة لااكن رايلي على يد مهاجر غير شرعي هو أسوأ كابوس لكل امرأة، وقد حولت سياسات جو بايدن كابوسنا إلى حقيقة وتريد النساء رئيسًا يؤمن حدود أمتنا، ويزيل المجرمين العنيفين من أحيائنا”.
وذكرت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية الوطنية لحملة ترامب، في بيان مكتوب: "بناء اقتصاد يساعد الأسر المجتهدة على الازدهار - وهذا بالضبط ما سيفعله الرئيس ترامب".
وأضافت: "النساء يعرفن أن أمتنا ستكون أكثر أمانًا وازدهارًا في عهد دونالد ترامب" مما كان عليه الحال في عهد جو بايدن، ولهذا السبب يتقدم الرئيس ترامب في كل استطلاعات الرأي في الولاية".
وفي نفس اليوم الذي ظهرت فيه جيل بايدن في أتلانتا لإطلاق مبادرة "النساء من أجل بايدن"، أصدرت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بيانًا يؤكد على قائمة مختلفة من قضايا المرأة.
وجادلت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بأن جو بايدن "اتخذ خطوات لمحو التقدم الذي ناضلت النساء من أجله" من خلال الترويج للغة مصممة لتشمل الأشخاص المتحولين جنسيًا، وأن النساء والأسر يعانون اقتصاديًا في عهد جو بايدن، مستشهدة بنسب الرفض العالية للرئيس بشأن هذه القضية.
وجاء في البيان أن "سياسات بايدن المتطرفة أضرت بالنساء في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى رفض النساء بشكل متزايد لبايدن - والحزب الديمقراطي - لفشله في تمثيلهن".
وتقود جيل بايدن مبادرة "النساء من أجل بايدن-هاريس" في عام 2024، وهي محاولة لحشد الناخبات للحصول على تذكرة الرئاسة لزوجها مرشح الحزب الديمقراطي لدخول البيت الأبيض هذا العام.
وألقت خطابها يوم السبت في حفل تكريم الذكرى العشرين للجنة العمل السياسي المناصرة لحق الاختيار في قائمة أريزونا.
كما تحدثت مايا هاريس، مستشارة السياسات الديمقراطية وشقيقة نائبة الرئيس كامالا هاريس، في حفل التكريم ذاته الذي أقيم قبل أيام قليلة من الثلاثاء الكبير، وهو اليوم الذي تعقد فيه معظم الولايات الانتخابات التمهيدية الرئاسية أو المؤتمرات الحزبية.
وأشارت يو إس توداي إلى أن بايدن حقق فوزًا سهلًا في جميع المسابقات التمهيدية حتى الآن.
غزة.. نقطة ضعف
وفي حين أن قضية حقوق المرأة قد تشكل قوة انتخابية للديمقراطيين في عام 2024، فإن معارضة التقدميين لتعامل إدارة بايدن مع غزة قد تكون نقطة ضعف.
وفي الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ميشيجان الأسبوع الماضي، بدا أن عدد الأصوات الاحتجاجية حول هذه القضية يتجاوز الهامش الذي فاز به ترامب بالولاية في عام 2016.
وقالت كاليانا فينيت، إحدى المحتجين الذين قاطعوا تصريحات جيل بايدن، إنها تعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب إبادة جماعية في غزة وأنها "لن تصوت على الإطلاق" لجو بايدن في الانتخابات المقبلة.
وأضافت: "لقد شعرت بخيبة أمل حقيقية، عندما كنا نتحدث عن الاحتفاء بالمرأة، وأهمية النساء في مناصب السلطة، ولم يتم تناول هذا الموضوع، وهو قتل النساء الذي يحدث في غزة وهناك نساء في غزة يجرين عمليات قيصرية دون تخدير وهناك أطفال في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة يموتون لأنهم لا يملكون الطاقة في الحاضنات".
بعد ذلك، ستسافر السيدة الأولى إلى نيفادا وويسكونسن، وهما ولايتان أخريان يُنظر إليهما على أنهما حاسمتان في سباق الرئاسة الأمريكية في عام 2024.