ترتيبات اليوم التالي للحرب على غزة.. لماذا استقال أشتية من الحكومة الفلسطينية؟
فيما تبدو أول ملامح لإصلاح حركة فتح ضمن ترتيبات ما بعد الحرب على غزة، قدّم رئيس حكومة السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، استقالة حكومته لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حسبما أعلن الإثنين.
وقال اشتية عبر صفحته على "فيسبوك": "أود أن أُبلغ المجلس الكريم، وشعبنا العظيم أنني وضعت استقالة الحكومة تحت تصرف السيد الرئيس، وذلك يوم الثلاثاء الماضي، واليوم أتقدم بها خطيا".
أسباب الاستقالة
تابع رئيس الحكومة الفلسطينية المستقيلة قائلا: "إنني أرى أن المرحلة القادمة وتحدياتها تحتاج إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة، تأخذ بالاعتبار الواقع المستجِد في قطاع غزة، ومحادثات الوحدة الوطنية والحاجة الملحة إلى توافق فلسطيني-فلسطيني مستند إلى أساس وطني، ومشاركة واسعة، ووحدة الصف، وإلى بسط سلطة السلطة على كامل أرض فلسطين. ومن أجل ذلك، فإنّني أضع استقالة الحكومة تحت تصرّف السيد الرئيس؛ لاتخاذ ما يلزم لخدمة شعبِنا العظيم ووحدة قواه المناضلة، حسب قوله.
أردف اشتية قائلا: "يأتي هذا القرار على ضوء المستجدات السياسية، والأمنية، والاقتصادية المتعلقة بالعدوان على أهلنا في قطاع غزة، والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية، ومدينة القدس، وما يواجهه شعبُنا، وقضيتُنا الفلسطينية، ونظامُنا السياسي من هجمة شرسة، وغيرِ مسبوقة، ومن إبادة جماعية، ومحاولات التهجير القسري، والتجويع في غزة، وتكثيف الاستيطان، وإرهاب المستوطنين، واجتياحات متكررة في القدس، والضفة، للمخيمات، والقرى، والمدن، وإعادة احتلالها.
أضاف: "إلى جانب الخنق المالي غيرُ المسبوق أيضا، ومحاولات تصفية وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، والتنصل من كل الاتفاقيات الموقعة. والضم المتدرج للأراضي الفلسطينية، والسعي لجعل السلطة الوطنية الفلسطينية، سلطة إدارية أمنية وبلا محتوى سياسي".
وتدرس أمريكا وحليفتها إسرائيل الأوضاع ما بعد الحرب على غزة، ومستقبل القطاع في اليوم التالي لانتهاء الحرب، وتتمسك بعدم وجود حماس في السلطة بغزة، لكن لا ملامح واضحة حتى الآن بشأن ذلك.
كانت الفصائل الفلسطينية أكدت قبل سابق بأنها على استعداد للقبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية تفرض سلطتها على كامل الأراضي الفلسطينية بما في ذلك قطاع غزة، لكن شريطة أن يكون ذلك بانتخابات حرة نزيهة، فيما قالت حركة حماس إنها لن تقبل بقدوم فتح على ظهر دبابة أو بضوء اخضر أمريكي لحكم قطاع غزة.