لماذا أرسلت الصين أسطولا بحريا إلى البحر الأحمر؟ محلل استراتيجي يوضح
أكد الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن القرار الصيني بإرسال سفن بحرية إلى البحر الأحمر يحتاج إلى قراءة أوسع، مشيرا إلى أن السفن التجارية الصينية لا تتعرض لتهديد من جانب الحوثيين.
وقال فرحات في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "الصين من أكبر الدول الداعمة للقضية الفلسطينية؛ وواحدة من أكثر الدول التي تتبني مواقف موضوعية وهو ما يدفعنا للبحث في مداخل أخرى لمعرفة أسباب القرار الصيني".
وأضاف: "إرسال الأسطول هو تعبير واضح من جانب الصين على أنها لن تسمح للغرب بالسيطرة على البحر الأحمر ورسالة أخرى بأن الصين معنية أكثر من الولايات المتحدة بمبدأ حرية الملاحة والتجارة؛ علاقات الصين التجارية مع العالم تقترب من 6 تريليونات دولار".
وتابع: "الصين هي أكثر دولة في العالم اهتماما وحرصا على مبدأ حرية الملاحة والتجارة؛ واعتقد أن هناك تحول أو توجه استراتيجي في العالم وهو السعي للوجود الدولي في أعالي البحار والقرب من المضايق البحرية وهذه واحدة من أهم سمات القوى العظمى في النظام العالمي وهو ما ينطبق على الصين وهي تدير مشروع للصعود الدولي وهي حريصة أن تكون موجودة عسكريا بالقرب من المناطق البحرية المهمة مثل بحر الصين الجنوبي والبحر الأحمر".
وأكمل: "ما يحدث جزء من حرص الصين على التأكيد أنها قوى عظمى وأنها يمكن أن تلعب دورها في حماية حرية الملاحة وبالتالي حرية التجارة في العالم؛ الصين تريد التأكيد على أنها جزء من المسؤولية الدولية لحماية حرية الملاحة في العالم والاطلاع بما يتحدث عنه الغرب حول المسؤوليات الخاصة بحماية الأمن العالمي".
وأوضح: "هناك أبعاد رمزية رغم أن الصين لا تتعرض لهجمات من الحوثين ولكن هي تريد إيصال رسائل محددة وبالتالي هناك بعد رمزي مهم في حضور الاسطول الصيني بالبحر الأحمر".
وأفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية، أن الأسطول 46 أبحر، السبت 24 من فبراير 2024، من ميناء عسكري في مدينة تشانجيانغ الساحلية بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين، لتولي مهمة مرافقة وحماية الأسطول 45 قرابة سواحل الصومال.
ويتكون الأسطول 46 الصيني مكون من مدمرة صواريخ موجهة تسمى جياوتسوه وفرقاطة الصواريخ شيويتشانغ وسفينة الإمداد الشامل هونجهو.