تفاصيل الضربات الأمريكية واسعة النطاق في اليمن
وجهت المقاتلات الحربية الأمريكية والبريطانية ضرباتها مرة أخرى ضد أهداف مرتبطة بالحوثيين في اليمن، وقد أثبتت الجماعة المدعومة من إيران، والتي تستهدف طرق الشحن العالمية، أنه من الصعب بشكل خاص على الولايات المتحدة وحلفائها كبح جماحها وفقًا لإريك شميت، مراسل الأمن القومي لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وأطلق المسلحون الحوثيون مقاتلات مسيرة هجومية وصواريخ كروز وصواريخ باليستية على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ أكتوبر الماضي، ويقول مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا جولة أخرى من الضربات العسكرية واسعة النطاق أمس السبت ضد مواقع متعددة في اليمن يسيطر عليها المسلحون الحوثيون.
وكان الهدف من الضربات هو إضعاف قدرة المسلحين المدعومين من إيران على مهاجمة السفن في الممرات البحرية ذات الأهمية الحيوية للتجارة العالمية، وهي الحملة التي نفذوها منذ ما يقرب من أربعة أشهر.
ونقلت التايمز عن مسؤولي الدفاع الأمريكيين والبريطانيين قولهم إن المقاتلات الحربية الأمريكية والبريطانية قصفت أنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وأهداف أخرى.
وفي الأثناء، قدمت أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا الدعم للعملية، وفقًا لبيان مشترك من الدول المعنية أرسلته وزارة الدفاع، البنتاجون، عبر البريد الإلكتروني إلى الصحفيين.
وأصابت الضربات الأنجلو أمريكية، التي وصفها البيان بأنها “ضرورية ومتناسبة”، 18 هدفًا في ثمانية مواقع في اليمن مرتبطة بمنشآت تخزين أسلحة الحوثيين تحت الأرض، ومرافق تخزين الصواريخ، وأنظمة جوية بدون طيار للهجوم أحادي الاتجاه، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات، وطائرة هليكوبتر.
وقالت دول التحالف: "تهدف هذه الضربات الدقيقة إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية والسفن البحرية وحياة البحارة الأبرياء في أحد أهم الممرات المائية في العالم".
وكانت الضربات هي الأكبر منذ أن ضرب الحلفاء أهدافًا للحوثيين في الثالث من فبراير، وجاءت بعد أسبوع أطلق فيه الحوثيون مقاتلات مسيرة هجومية وصواريخ كروز وصواريخ باليستية على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
ووفقًا لأسوشيتد برس، ندّد الحوثيون بـ”العدوان الأنجلو أمريك وقالوا إنه لن يتم ردعهم ويعتزمون مواجهة التصعيد الأمريكي البريطاني بمزيد من العمليات العسكرية النوعية ضد كافة الأهداف المعادية في البحر الأحمر والعربي دفاعًا عن بلادهم وشعبهم وأمتهم.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية أن الحوثيين أطلقوا يوم الاثنين صاروخين باليستيين مضادين للسفن على سفينة شحن تحمل اسم "بطل البحر" ثم واصلت طريقها إلى وجهتها في ميناء عدن باليمن وأبلغت القيادة المركزية عن عدة هجمات انتقامية أخرى في ذلك اليوم بين القوات الأمريكية في المنطقة والحوثيين.
وفي يوم الخميس كان الأمر مماثلًا وقالت القيادة المركزية إن مقاتلات حربية أمريكية وسفينة تابعة لأحد أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسقطت ست مقاتلات مسيرة هجومية تابعة للحوثيين في البحر الأحمر وأضافت أن المقاتلات بدون طيار "كانت تستهدف على الأرجح السفن الحربية الأمريكية وقوات التحالف وكانت تشكل تهديدا وشيكا".
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، قالت الولايات المتحدة إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن من جنوب اليمن إلى خليج عدن، مما أدى إلى إصابة ناقلة البضائع المملوكة لبريطانيا والتي ترفع علم بالاو، ولحقت أضرار بالسفينة وأصيب شخص واحد بجروح طفيفة.
وفي وقت سابق من أمس السبت، وصلت المدمرة البحرية "يو إس إس" بالقرب من اليمن وأسقطت ما قالت القيادة المركزية إنه صاروخ باليستي مضاد للسفن أطلق من اليمن على خليج عدن ويقول الحوثيون إن هجماتهم هي احتجاج على الحملة العسكرية الانتقامية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ 7 أكتوبر.
وبدأت الضربات الجوية والبحرية الانتقامية بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف الحوثيين الشهر الماضي.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن "أكثر من 45 هجومًا شنها الحوثيون على السفن التجارية والبحرية منذ منتصف نوفمبر تشكل تهديدًا للاقتصاد العالمي، فضلًا عن الأمن والاستقرار الإقليميين، وتتطلب ردًا دوليًا".
وفي بيان منفصل، السبت، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد جيه. أوستن إن هجمات الحوثيين "تضر باقتصادات الشرق الأوسط، وتسبب أضرارًا بيئية، وتعطل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن ودول أخرى".
وحذرت الولايات المتحدة والعديد من حلفائها الحوثيين مرارًا وتكرارًا من عواقب وخيمة إذا لم تتوقف طلقاتهم ولكن الضربات التي تقودها الولايات المتحدة فشلت حتى الآن في ردع الحوثيين واضطرت مئات السفن إلى اتخاذ منعطفات طويلة حول جنوب أفريقيا، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحري.
ومن بين جميع الميليشيات المدعومة من إيران والتي صعدت أعمالها العدائية تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة، ربما كان الحوثيون هم الأكثر صعوبة في كبح جماحهم وبينما واصل الحوثيون هجماتهم، يبدو أن الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا تراقب الأمر وتشهد فترة من الهدوء منذ أن نفذت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات ضد القوات الإيرانية والميليشيات التي تدعمها في سوريا والعراق في 2 فبراير الجاري.
ويقول خبراء في شؤون الشرق الأوسط إنه بعد ما يقرب من عقد من التهرب من الغارات الجوية في الحرب مع السعودية التي تدعم حكومة اليمن الشرعية، أصبح الحوثيون ماهرين في إخفاء أسلحتهم، ووضع بعض منها في المناطق الحضرية وإطلاق الصواريخ من فوق متن المركبات المدنية والعسكرية.