الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تشمل نزع السلاح وإقامة منطقة أمنية في شمال غزة

خطة نتنياهو لما بعد الحرب.. ما إمكانية تنفيذها؟

الرئيس نيوز

لا تستبعد خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لما بعد الحرب في غزة، والتي تم الكشف عنها مؤخرًا، دورًا للسلطة الفلسطينية وتؤكد أن إسرائيل لن تسمح بإعادة الإعمار إلا بعد نزع سلاح القطاع.

المشهد: إنها المرة الأولى التي يقدم فيها رئيس وزراء الاحتلال أي موقف مكتوب بشأن خططه لليوم التالي للحرب في غزة، لكن المبادئ المنصوص عليها في وثيقة يوم الخميس تفتقر إلى التفاصيل الملموسة وتستند إلى حد كبير إلى تصريحات نتنياهو العامة في الأشهر القليلة الماضية، وبعيدة عن مسار الجهود الدولية الجارية لإيجاد حل سريع ومناسب وطويل الأمد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال مكتب نتنياهو إن الوثيقة، التي تم تقديمها أيضًا إلى وزراء حكومة نتنياهو، تقدم عدة مبادئ كأساس للمناقشات حول هذه القضية.

وقال أحد كبار مساعدي نتنياهو إن الهدف هو تقديم مبادئ من شأنها أن تحظى بأكبر قدر ممكن من الإجماع، لكنه قال إن المشاورات في مجلس الوزراء ستؤدي على الأرجح إلى تغييرات قبل الموافقة على السياسة.

ما المهم: تتناول المبادئ الواردة في الوثيقة بشكل عام العديد من المجالات الرئيسية لقطاع غزة وإسرائيل في مرحلة ما بعد الحرب.

حدود غزة: وفقًا للخطة، ستحافظ قوات الدفاع الإسرائيلية إلى أجل غير مسمى على حرية العمليات في جميع أنحاء قطاع غزة - وهو الموقف الذي عبر عنه نتنياهو في الماضي.

وتنص الخطة على أن إسرائيل ستنشئ (منطقة أمنية) داخل أراضي غزة المتاخمة لإسرائيل (طالما أن هناك حاجة أمنية إليها).

ويريد نتنياهو -بحسب خطته- سيطرة إسرائيل أيضًا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، بزعم منع التهريب من الجانب المصري من الحدود، بما في ذلك عبر معبر رفح، فضلًا عن السيطرة على كامل المنطقة الواقعة غرب الأردن، بما في ذلك محيط غزة (البرية والبحرية والجوية والطيف)، على حد زعمه.

وترفض مصر علنًا هذا المطلب، فضلا عن مطالبتها بحل للنزاع يكون عادلا للفلسطينيين يضمن إقامة دولتهم، وتخوض إلى جانب قطر والولايات المتحدة جهودًا في سبيل إتمام المفاوضات بين حماس وإسرائيل لوقف إطلاق نار دائم في غزة.

نزع السلاح: تقول الوثيقة إن قطاع غزة سيكون منزوع السلاح بالكامل باستثناء الأسلحة الضرورية للحفاظ على النظام العام، وستكون إسرائيل مسؤولة عن مراقبة نزع السلاح في الجيب وضمان عدم انتهاكه.

ويريد نتنياهو أيضًا تنفيذ خطة لما يسميه اجتثاث التطرف في جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في قطاع غزة. 

وتنص الوثيقة على أنه سيتم تنفيذ هذه الخطة (بقدر الإمكان) بمشاركة ومساعدة الدول العربية التي لديها خبرة في تعزيز مكافحة التطرف في أراضيها.

إعادة الإعمار: تشدد الوثيقة على أن إعادة إعمار قطاع غزة لن تكون ممكنة إلا بعد الانتهاء من عملية التجريد من السلاح وبدء عملية نزع التطرف – وهو موقف لم يعبر عنه نتنياهو علنًا من قبل.

وتنص الوثيقة على أن خطط إعادة الإعمار سيتم تنفيذها بتمويل وقيادة دول مقبولة لدى إسرائيل.

الواقع: لم توافق أي دولة حتى الآن على تمويل إعادة إعمار غزة، وقالت العديد من الدول إنها لن تفعل ذلك دون أفق سياسي واضح للفلسطينيين.

ويبدو أن نتنياهو يلمح إلى مشاركة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في جهود إعادة الإعمار والقضاء على التطرف، لكن الدولتين الخليجيتين أوضحتا علنًا وفي رسائل خاصة لنتنياهو أنهما لن تشاركا في أي خطة لليوم التالي في غزة إذا لم تتضمن مسارًا لإقامة دولة فلسطينية.

الحكم: لا تحدد الوثيقة بوضوح من يتصور نتنياهو أن يحكم غزة بعد الحرب، لكنها تقول إن عناصر محلية ذات خبرة إدارية ستكون مسؤولة عن الإدارة المدنية والنظام العام في غزة.

وتنص الوثيقة على أن هذه العناصر لن يتم ربطها بالدول أو الكيانات التي تدعم الإرهاب ولن تتلقى أموالًا منها، على حد زعم إسرائيل.

بين السطور: خلافًا لتصريحات نتنياهو السابقة، فإن الوثيقة لا تستبعد أن تلعب السلطة الفلسطينية دورًا في إدارة غزة، رغم أنها لا تذكر السلطة الفلسطينية أيضًا على وجه التحديد.

وتضغط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية لتلعب دورا في حكم القطاع.

إغلاق الأونروا: يريد نتنياهو أيضًا إغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، وهي أكبر مورد للمساعدات في غزة، واستبدالها بوكالات مساعدات دولية أخرى.

وتزعم إسرائيل أن موظفي الأونروا متورطون في هجوم 7 أكتوبر، وبدأت الأمم المتحدة تحقيقا مستقلا في الوكالة والادعاءات.

ما التالي: لاقت خطة نتنياهو معارضة فلسطينية وأمريكية فور الإعلان عنها في خضم مفاوضات لتحقيق حل الدولتين.

وردًا على الخطة التي قدمها نتنياهو، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الجمعة، إن غزة لن تكون إلا جزء من الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأي مخططات غير ذلك مصيرها الفشل ولن تنجح إسرائيل في محاولاتها تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في القطاع.

 ومن جانبها، رفضت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، مبادئ نتنياهو لليوم التالي للحرب، واعتبرتها اعترافا رسميا بإعادة احتلال قطاع غزة وفرض السيطرة الإسرائيلية عليه، وخطة لإطالة أمد حرب الإبادة.

وطالبت الوزارة، الإدارة الأمريكية والدول الغربية بسرعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعم حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والبدء بترتيبات دولية لعقد مؤتمر دولي للسلام يفضي لإنهاء التواجد الإسرائيلي ويمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير بحرية وكرامة على أرضه  كما جاء في قرارات الشرعية الدولية.

وأكدت واشنطن رفضها لأي نشاط استيطاني جديد في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب أو في الضفة الغربية، مشددة على ضرورة أن يكون للفلسطينيين دور في تقرير مستقبلهم.

وقال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، في مؤتمر صحفي، إن البيت الأبيض يشعر بخيبة أمل من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية.

وأضاف أن البيت الأبيض يؤكد على أنه يجب أن يكون للفلسطينيين صوت في تقرير مستقبل غزة بعد الحرب، ولا نؤمن بتقليص حجم غزة، ولا نريد أن نرى أي تهجير قسري للفلسطينيين خارج غزة.

وكرر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحفي في بوينس آيرس الجمعة، أن الولايات المتحدة ترفض أي احتلال جديد لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك ردا على الخطة التي قدمها نتنياهو.