حماس تختتم مباحثاتها في القاهرة وبصيص أمل من باريس بشأن هدنة غزة
بدأت محادثات، مساء أمس الجمعة في باريس على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة الذي دمرته إسرائيل منذ قررت بدء عملية عسكرية همجية أطلقت عليها “السيوف الحديدية” ردًا على هجوم مزلزل نفذته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، قتلت على وقعه نحو 1200 جندي وأسرت عشرات أخرين بين جندي ومستوطن.
ووصفت “رويترز” المحادثات بأنها إيجابية، وقال مصدر مطلع للوكالة إن محادثات وقف إطلاق النار بدأت باجتماع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) على انفراد مع كل من قطر ومصر والولايات المتحدة، وأن علامات جديدة تبعث على التفاؤل بإمكان المضي قدمًا نحو بدء مفاوضات جادة.
على الجانب الأخر، كان وفد رفيع المستوى لحركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، اختتم محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة، وقالل مصدر من الحركة إنهم ينتظرون ما سيعود به الوسطاء من محادثات باريس مع إسرائيل، موضحًا أن الحركة لم نقدم ورقة أخرى، فقط ناقشنا المسؤولين المصريين في ورقتنا وننتظر عودتهم من باريس.
ووفق إندبندنت عربية، فيكثف الوسطاء جهودهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، على أمل درء هجوم إسرائيلي على مدينة رفح في غزة، حيث يعيش أكثر من مليون نازح على الطرف الجنوبي من القطاع.
وتقول إسرائيل إنها ستهاجم المدينة في حالة عدم التوصل إلى اتفاق هدنة قريبًا. ودعت واشنطن حليفتها الوثيقة إسرائيل إلى عدم القيام بذلك، محذرة من وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين إذا أقدمت على شن هجوم على رفح.
محادثات باريس
وفي أحدث جولة من المحادثات المماثلة التي عقدت في باريس في بداية فبراير، جرى التوصل إلى الخطوط العريضة لأول وقف طويل لإطلاق النار في الحرب وافقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة. وردت "حماس" باقتراح مقابل، رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفه بأنه "مخادع".
وتقول الحركة، التي لا تزال تحتجز أكثر من 100 رهينة وقعوا في قبضتها في هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل والذي عجل بالحرب، إنها لن تطلق سراحهم إلا ضمن هدنة تنتهي بانسحاب إسرائيلي من غزة. وتقول إسرائيل إنها لن تنسحب حتى تقضي على "حماس".
وفي وقت متأخر من مساء الخميس، قدم نتنياهو لمجلس الوزراء الأمني خطة رسمية لغزة بمجرد توقف القتال. وأكد أن إسرائيل تتوقع الحفاظ على سيطرتها الأمنية على القطاع بعد تدمير "حماس"، ولا ترى أيضًا أي دور للسلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية.
وتفضل واشنطن أن يكون للسلطة الفلسطينية دور بعد إصلاحها.
وقال مسؤولان فلسطينيان مطلعان على المفاوضات إن الحركة لم تغير موقفها وما زالت تطالب بهدنة تنتهي بانسحاب إسرائيلي.
وقال القيادي في "حماس"، أسامة حمدان، خلال مؤتمر صحافي في بيروت الجمعة "مواقف الاحتلال وردوده على الوسطاء سلبية وتضع عراقيل كثيرة أمام التوصل لاتفاق، ونتنياهو يماطل ويراوغ ويهدف إلى تعطيل التوصل لاتفاق، ولا يهمه الإفراج عن الأسرى (...)، بل هي ورقة يستخدمها لتحقيق أهدافه".