عاجل| كمين الدولار.. حملات أمنية مستمرة للسيطرة على السوق السوداء

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع خلال الأيام الماضية، تحذيرات من حملات أمنية أطلق عليها لفظ "كمين الدولار" وترصد الأشخاص الذين بحوزتهم دولار أو عملات أجنبية أخرى بغرض الاتجار فيها خارج النظام المصرفي.

ضبط مئات القضايا يوميًّا

وبحسب وزارة الداخلية، يتم القبض على مئات القضايا بشكل يومي بتهمة الاتجار بالعملات الأجنبية. وكان آخرها الإعلان عن ضبط 61 قضية بقيمة 48 مليون جنيه.

كما ضبطت قبلها 54 قضية بقيمة 20 مليون جنيه ضمن حملتها الأمنية التي تهدف إلى منع بيع العملات الأجنبية خارج المنظومة المصرفية بهدف دعم اقتصاد البلاد.

في 10 فبراير الجاري، تم ضبط مواطن يمني، وبحوزته عملات أجنبية وتم احتجازه بقسم شرطة شبرا مصر وشعر بحالة إعياء نتيجة تقدمه في العمر، ونقلته أجهزة الأمن للمستشفى لتلقي العلاج إلا أنه توفي متأثرا بنوبة قلبية، بحسب مصادر أمنية

وتبين أن المتهم بالاتجار في النقد الأجنبي ضابط يمني يدعى علي حسن الشرفي وعمره 61 عامًا، برتبة عميد في الأمن السياسي بدولة اليمن.

وكشفت التحريات في واقعة وفاة الضابط اليمني أثناء احتجازه على ذمة قضية اتجار بالعملة بمنطقة شبرا مصر، أن الوفاة طبيعية ولا توجد شبهة جنائية.

تتبع صفحات وسائل التواصل الاجتماعي

وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 2541 قضية إتجار غير مشروع بالنقد الأجنبي في الفترة من يناير 2023 حتى يناير الماضي بقيمة إجمالية 1.1 مليار جنيه، في إطار الجهود المكثفة لمواجهة الاتجار بالعملات الأجنبية خارج الجهاز المصرفي للدولة، بحسب مصدر أمني بالإدارة العامة لمباحث الأموال العامة.

وكشف المصدر أن فريقا أمنيا رفيعا، يقوم برصد وتتبع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب توسع العناصر الإجرامية في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لممارسة أنشطتهم.

سعر الدولار في السوق السوداء

جاء ذلك في الوقت الذي تعاني فيه مصر أزمة اقتصادية غير مسبوقة وارتفاع في مستوى التضخم في ظل نقص النقد الأجنبي، وتفاوت سعر الصرف للجنيه المصري مقابل الدولار بين البنوك الرسمية والسوق الموازية.

وبحسب متعاملون في السوق المصرفي مطلعين على السوق الموازية، بلغ سعر الدولار في السوق السوداء أكثر من 60 جنيهًا، مقابل 30.93 جنيهًا في السوق الرسمية.

وأفادت المصادر  بانخفاض سعر الدولار في السوق السوداء تزامنا مع إعلان الحكومة عن الصفقة الاستثمارية الكبرى.

أعلن مجلس الوزراء أمس الخميس، موافقته على ما وصفه بـ"أكبر صفقة استثمار مباشر"، من خلال شراكة استثمارية مع "كيانات كبرى"، ضمن جهود الدولة حاليًا لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وزيادة موارد الدولة من النقد الأجنبي.

وصرح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بأن هذه الصفقة الاستثمارية الكبرى، التي تتم بشراكة مع كيانات كبرى، تحقق مستهدفات الدولة في التنمية، والتي حددها المُخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية، مشيرًا إلى أن هذه الصفقة بداية لعدة صفقات استثمارية، تعمل الحكومة عليها حاليًا، لزيادة موارد الدولة من العملة الصعبة.

وأوضح أنه سيتم إعلان تفاصيل هذه الصفقة كاملة، مع توقيع الاتفاقيات الخاصة بها، مشيرًا إلى أن نجاح الحكومة في جذب استثمارات أجنبية ضخمة، يؤكد ثقة الكيانات الاستثمارية الكبرى في الاقتصاد المصري، وقدرته على تخطي التحديات.

وأكد مدبولي أن هذه الصفقة الكبرى وغيرها، وما ستوفره من سيولة نقدية كبيرة من العملة الصعبة، ستسهم في استقرار سوق النقد الأجنبي، وتحسين الوضع الاقتصادي.

وأشار إلى أن الحكومة تعمل حاليًا أيضًا على إنهاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، كما أن الحكومة مستمرة في إجراءاتها التي أقرتها وثيقة سياسة ملكية الدولة، من حيث تمكين القطاع الخاص، وزيادة فرص مشاركته في القطاعات التنموية.

وقال الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، في تصريحات متلفزة، إن سعر صرف الدولار في السوق الموازية سينخفض بشكل ملحوظ، لأنه فور دخول هذه المليارات، وقيمة الـ 10 مليارات دولار تكفي لتلبية الاحتياجات وانخفاض الدولار وحل أزمة فجوة سعر الصرف.