الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

كارنيجي يطرح توقعات بشأن الأمن الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر

الرئيس نيوز

لا يزال حجم وتعقيد ومفاجأة ونجاح هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 يشكل صدمة للإسرائيليين ويقلب مفهومهم الأمني برمته رأسا على عقب. وخلقت عملية طوفان الأقصى معضلات استراتيجية وعملياتية جديدة وعميقة للاحتلال وحلفائه وقد برزت هذه الأمور في الخيارات المؤلمة التي تربك وتقسم التوجهات التي تتبعها حكومة نتنياهو في التعامل مع حرب غزة، والمواجهة المكثفة على الجبهة الشمالية ومضايقة السفن المتجهة إلى إسرائيل، فضلًا عن الهجمات الدورية على مدينة إيلات الواقعة في أقصى الجنوب.

لكن معهد كارنيجي للسلام يرجح أن التحديات الأوسع التي برزت إلى الواجهة في السابع من أكتوبر لا بد أن تطارد أي حكومة إسرائيلية مستقبلية.

وهناك أولويتان ملحتان للحكومة الإسرائيلية الحالية، بترتيب تنازلي من حيث التوقيت:
1) تطوير صيغة جديدة قابلة للتطبيق لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس
2) هزيمة حماس بشكل مدوٍ وإقامة الأمن، وبالتالي الحكم المدني في غزة. 
ومن شأن ذلك أن يتبع إنهاء التوغل البري الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلية في القطاع والأولوية الثالثة تتلخص في التوصل إلى ترتيب أمني مماثل للجبهة الشمالية لإسرائيل مع لبنان، في مواجهة حزب الله، ومن دون مواجهة عسكرية لتحقيق هذه الغاية في الحالة المثالية.

ولابد أن يلبي كلا الترتيبين الأمنيين معايير عالية من أجل استعادة ثقة الإسرائيليين الذين يعيشون بالقرب من هذه الحدود في حكومتهم، والتي اهتزت بشدة بسبب غارات حماس عبر الحدود، واحتجاز الرهائن على نطاق واسع، والهجمات الصاروخية، فضلًا عن هجمات حزب الله والهجمات الصاروخية اللاحقة. 

وبعد تفكير أعمق، يصبح من الواضح أن هجوم السابع من أكتوبر كان أكثر من مجرد فضح لضعف الاحتلال أمام عرض قوي من الجرأة من قِبَل كيان عسكري ومدني هجين مثل حماس. والأبرز من ذلك، أن طوفان الأقصى كشف كذلك عن النطاق الواسع وشبكة التهديدات التي تواجهها إسرائيل وحلفاؤها من إيران ووكلائها الإقليميين.

ولعل الأمر الأكثر أهمية على المدى الطويل هو أن الهجوم قد أبرز القضية الفلسطينية النابضة بالحياة والتي حاولت الحكومات الإسرائيلية الأخيرة جاهدة تهميشها. وفي هذه العملية، كشفت أيضًا عن نقاط ضعف هيكلية وجوهرية متعددة، فضلًا عن تهديدات وتحديات جديدة (ولكن أيضًا العديد من الفرص) التي يجب على إسرائيل وحلفائها (أولًا وقبل كل شيء الولايات المتحدة) وجيرانها أن يتعاملوا معها بشكل عاجل.

وبشكل عام، كانت أحداث 7 أكتوبر والأشهر الأربعة التالية بمثابة اختبار تقريبًا لجميع المبادئ الأساسية للنظرة الأمنية الإسرائيلية، والعقيدة العسكرية والدفاعية التقليدية للاحتلال.

فقد اهتزت سياسة الردع العسكري وانهارت الثقة في قدرة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على التحذير المسبق من التهديدات الوشيكة؛ كما زادت الشكوك في قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على تحقيق نصر سريع وحاسم ضد أي معتد إقليمي؛ وتضاعفت الشكوك في معايير التدابير الدفاعية في حماية السكان الإسرائيليين عبر حدودها وفي مناطقها الداخلية؛ وكثرت الأسئلة عن جدوى الاكتفاء الذاتي الدفاعي واتخاذ القرارات السيادية؛ وفائدة وجدوى واستمرارية الترتيبات السياسية لمعالجة المخاطر الأمنية.
لم تعد هناك ثقة في أن جهاز المخابرات الإسرائيلي الهائل يمكن أن يكون موثوق به لتوفير التحذير في الوقت المناسب من التهديدات الوشيكة كان من الممكن استخدام مثل هذا التحذير للقيام بعمل وقائي أو تعزيز القوة العسكرية الصغيرة عن طريق استدعاء قوة احتياطية أكبر بكثير للخدمة.

ولم ينجح موقف الردع الإسرائيلي الهائل ولا الإغراءات التي قدمتها إسرائيل لحماس (مثل فرص العمل لسكان غزة في إسرائيل، والمساعدات المالية من قطر، وشحن البضائع والخدمات من إسرائيل وعبرها إلى غزة) في ثني قيادة حماس عن تنفيذ عملية طوفان الأقصى.