الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

دعوة المنظمات العمالية حول العالم للتحرك لوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين قبل فوات الأوان

الرئيس نيوز

انتقدت صحيفة ليفت فويس رد الفعل العالمي المتمثل في الصمت على الحرب الراهنة في قطاع غزة وسط وجود مدينة رفح الفلسطينية في مرمى النيران، وأكدت الصحيفة اليسارية العالمية أن الطبقة العاملة تستطيع وقف الإبادة الجماعية في غزة، وبينما تستعد إسرائيل لغزو رفح، قالت الصحيفة: "يجب على المنظمات العمالية في جميع أنحاء العالم أن تتحرك قبل فوات الأوان".

ولفتت الصحيفة إلى أن مدينة رفح ــ الواقعة على حدود غزة مع مصر ــ كانت ذات يوم موطنًا لأقل من ربع مليون نسمة ــ وتستضيف الآن أكثر من 1.5 مليون لاجئ ونازح من ضحايا حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وكما هو الحال في معظم أنحاء غزة، فإن الغذاء والوقود والمياه والدواء والرعاية الطبية أصبحت نادرة بشكل متزايد، على الرغم من قرب المدينة من الحدود، حيث توقفت المساعدات الإنسانية بسبب عملية التفتيش القاسية والبطيئة التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي والآن يتعرض هؤلاء اللاجئين (الذين يواجهون بالفعل أزمة إنسانية غير مسبوقة) للتهديد بهجوم وشيك وتهجير قسري من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ومع عدم وجود مكان آخر يذهبون إليه، فإن العديد من هؤلاء الفلسطينيين، الذين فروا بالفعل من منازلهم المدمرة في أجزاء أخرى من غزة، يواجهون احتمال إجبارهم بشكل دائم على مغادرة أراضيهم، وعبرت الدول العربية عن موقف موحد محذرة من أن مثل هذا السيناريو قد يعني تصفية القضية الفلسطينية.

وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، ومن المخاوف الأخيرة التي أثارتها عدة دول أخرى، بما في ذلك كندا وأستراليا ونيوزيلندا والبرازيل ــ وهي علامة واضحة على تراجع شرعية مواقف الاحتلال الإسرائيلي وتصرفاته الجامحة على الساحة العالمية ــ فقد أعطى رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل المؤشرات على أن إسرائيل ستوجه تهديدا حقيقيا للمدنيين الفلسطينيين وأن الغزو البري والإخلاء من غزة أصبح وشيكًا.

وفي الواقع، فقد أشار صراحة إلى أن نجاح إسرائيل في الحرب يعتمد على غزوها لرفح، وزعم نتنياهو أن “من يطلب منا ألا نعمل في رفح، فهو يقول لنا أن نخسر الحرب”.

وأكدت الصحيفة أن مجرد تفكير قادة الاحتلال الإسرائيلي في مثل هذا الإجراء، الذي سيؤدي بالتأكيد إلى مقتل المئات، إن لم يكن الآلاف من المدنيين، أمر بغيض كما أنه دليل إضافي على أن الهجوم على غزة كان يعتمد طوال الوقت على خطة إبادة جماعية للقضاء على السكان الفلسطينيين أو تقليصهم بشكل كبير كشكل من أشكال العقاب وكوسيلة لتمهيد الطريق أمام المستوطنات الإسرائيلية والضم البطيء الدائم للأراضي المهجورة بعد طرد الفلسطينيين من مناطق غزة.

ومثل هذه الأفعال، كما توضح كالوديا سيناتي، لا يمكن وصفها إلا بأنها نكبة جديدة، ولفت الموقع اليساري إلى التهجير الجماعي القسري للفلسطينيين من رفح هو نكبة مستمرة للشعب الفلسطيني. 

وفي غضون أربعة أشهر فقط، تجاوزت أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل من قتل وتشريد أعمال النكبة التي وقعت بين عامي 1947 و1949، عندما قُتل نحو 15 ألف فلسطيني وطرد 800 ألف فلسطيني.

جو الإبادة الجماعية – لقب جديد للرئيس الأمريكي
في الأثناء، ظل البيت الأبيض، على الرغم من الضغط من أجل تعليق مؤقت – وبشروط عالية – للأعمال العدائية في الأمم المتحدة، ملتزمًا بثبات بدعم حرب إسرائيل، واستخدم حق النقض (الفيتو) ضد دعوة أقوى لوقف إطلاق النار يوم الثلاثاء في مجلس الأمن.

وبينما أشار الرئيس بايدن مرارًا وتكرارًا إلى أنه لا يشعر بالارتياح لارتفاع مستوى الوفيات بين المدنيين، فإن المذبحة ضد الفلسطينيين في غزة استمرت بلا هوادة وفي الواقع، بذل بايدن قصارى جهده، حتى أنه تجاوز موافقة الكونجرس، للتأكد من حصول إسرائيل على التمويل والأسلحة التي تحتاجها لمواصلة هجومها على غزة، مما أكسبه لقب "جو الإبادة الجماعية".

وفي محادثة مع نتنياهو يوم الجمعة، رفض بايدن رسم خط في الرمال بشأن رفح، مكتفيًا بالقول إن “العملية العسكرية لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم المدنيين في رفح” وهي العبارة التي تكررت بشكل أو بآخر منذ بداية الاعتداء دون جدوى وفي الواقع، كما فعل مرارًا وتكرارًا، لم يقدم بايدن أي تهديد موثوق بأي عواقب تخشاها قوات الاحتلال في حالة تجاهل مطالبه وإقدامها على ذبح آلاف آخرين من المدنيين.

لا شك أن أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وملايين البشر في مختلف أنحاء العالم الذين استمروا في النزول إلى الشوارع لإدانتها، أدت إلى تحول جذري في الرأي العام، وتكتسب الدعوات إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية زخمًا من البلدان والمؤسسات في مختلف أنحاء العالم.

ومع ذلك، فإن مثل هذه الدعوات هي إلى حد كبير خطابية ومن الواضح أنها غير كافية لوقف إسرائيل. على سبيل المثال، تواصل أستراليا وكندا، الدولتان اللتان دعتا مؤخرًا إلى وقف إطلاق النار في غزة، إرسال مئات الملايين من الدولارات من الصادرات العسكرية إلى إسرائيل واضطرت حكومة الدولة الإسبانية، التي زعمت أنها لم تقدم أي أسلحة منذ بداية الصراع، إلى الاعتراف بأنها أرسلت في الواقع أكثر من مليون دولار من الذخيرة إلى إسرائيل في نوفمبر في ذروة هجوم قوات الاجتلال على شمال غزة.