انسحاب أم شراكة.. خلافات واشنطن وبغداد حول مستقبل التحالف الدولي
أبلغ رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني مسؤولين غربيين التقى بهم في ميونيخ، أن بلاده حريصة على إنهاء انتشار قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة داعش.
وكان السوداني في ألمانيا لحضور مؤتمر ميونيخ الأمني. والتقى مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج والمستشار الألماني أولاف شولتز ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس وأعضاء في الكونجرس الأمريكي وشدد رئيس الوزراء على أن العراق ماض في “مراجعة” علاقاته مع التحالف الدولي لتمهيد الطريق أمام انسحابه النهائي من بلاده.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج بعد لقائه بالسوداني إن التعاون في تقديم المشاورات والتدريب لقوات الأمن العراقية سيتم توسيعه ليشمل موظفي وزارة الداخلية وفي غضون ذلك، تحدثت واشنطن عن شراكة أمنية ثنائية “دائمة” مع بغداد.
وكثيرًا ما تعرب بغداد وواشنطن عن مواقف مختلفة بشأن الأزمة المتعلقة بنشر القوات الأمريكية واندلعت الأزمة لبن الجانبين قبل ثلاثة أشهر في أعقاب هجمات شنتها فصائل عراقية مسلحة على قواعد أمريكية في العراق وسوريا.
وأعلنت بغداد في يناير الماضي أنها اتفقت مع واشنطن على بدء المناقشات حول مستقبل التحالف بهدف تحديد جدول زمني لانسحابه وإنهاء مهمته وجرت اجتماعات بين العراق والولايات المتحدة لمناقشة حجم التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية والمتطلبات العملياتية على الأرض وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية.
وأصبح العراق ينظر إلى نشر التحالف باعتباره مصدرا لعدم الاستقرار نظرا للضربات التي نفذتها الولايات المتحدة ضد الفصائل المسلحة العراقية التي تهاجم بدورها قواعده. وتزايدت الهجمات منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة في 7 أكتوبر.
ونفت وزارة الدفاع الأمريكية في مناسبتين خلال الشهرين الماضيين أن تكون المناقشات الجارية بين بغداد وواشنطن تتناول الانسحاب والتقى السوداني، الجمعة، نائب الرئيس هاريس، مؤكدًا أن موقف العراق “ثابت فيما يتعلق بسيادته”.
وقال بيان صادر عن مكتبه إن المسؤولين اتفقوا على مواصلة الحوار من خلال اللجنة العسكرية العليا الأمريكية العراقية لإنهاء مهمة التحالف المناهض لتنظيم داعش في العراق الآن بعد أن طورت القوات المسلحة العراقية قدراتها بما فيه الكفاية وبعد تراجع التهديد الإرهابي.
وقال بيان للبيت الأبيض إن هاريس “حثت الحكومة العراقية على منع الهجمات ضد أفراد أمريكيين وأعربت عن تقديرها لجهود رئيس الوزراء حتى الآن”.
قال البيان الذي لم يشر إلى انسحاب القوات الأمريكية: "لقد ذكرت أن الولايات المتحدة ليس لديها أولوية أعلى من سلامة الأفراد الأمريكيين، وسوف تتصرف، حسب الحاجة، دفاعا عن النفس".
كما أكدت هاريس والسوداني "مصلحتهما المتبادلة في شراكة قوية ودائمة على النحو المنصوص عليه في اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق" وجددت دعوة الرئيس جو بايدن للسوداني لزيارة البيت الأبيض.
وفي خروج عن تقاليد أسلافه، لم يقم رئيس الوزراء بزيارة الولايات المتحدة بعد منذ وصوله إلى السلطة في أكتوبر 2022 ويعتقد بعض المراقبين أن الزيارة لم يتم التخطيط لها بعد بسبب تحفظات واشنطن على وجود جماعات موالية لإيران في الحكومة العراقية.