الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

احتمالات وقف إطلاق النار في غزة تتضاءل وسط رفض الاحتلال الدعوات الدولية لإنقاذ رفح

الرئيس نيوز

تضاءلت احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس اليوم الأحد بعد أن أشارت الولايات المتحدة إلى أنها ستستخدم حق النقض ضد أحدث مساعي لإصدار قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واعترف الوسيط القطري بأن محادثات الهدنة على الجبهة الدبلوماسية الأخرى وصلت إلى طريق مسدود، وفقًا لموقه نيوز دوت كوم الأسترالي.

وتأتي الجهود الضعيفة لوقف الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر في الوقت الذي تعهد فيه رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس السبت برفض النداءات الدولية لإنقاذ مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث لجأ ما يقدر بنحو 1.5 مليون شخص.

واقتربت حملة قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة لاجتثاث كل كتائب حماس من المدينة، حيث أدت الهجمات الليلية إلى استشهاد ما لا يقل عن 10 من سكان غزة هناك وفي دير البلح بوسط غزة، وفقًا لإحصاء وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا.

وبدأت الحرب على غزة بهجوم شنته حماس في السابع من أكتوبر وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا في اسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية اسرائيلية واحتجزت المقاومة الفلسطينية أيضا نحو 250 رهينة، لا يزال 130 منهم في غزة، من بينهم 30 يفترض أنهم ماتوا، وفقا للأرقام الإسرائيلية وأدى الهجوم الإسرائيلي الانتقامي على غزة إلى استشهاد ما لا يقل عن 28858 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وتشعر مصر المجاورة بقلق متزايد من أن الغزو الإسرائيلي لرفح قد يجبر سكان غزة المحاصرين هناك عبر الحدود، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، معارضة مصر لأي تهجير قسري إلى صحراء سيناء، وفي مباحثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتفق الجانبان بدلًا من ذلك على "ضرورة التقدم السريع لوقف إطلاق النار".

وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة في المحادثات في القاهرة، قال نتنياهو إن غزو قواته البري لرفح سوف يستمر وقال في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون يوم السبت "حتى لو حققنا ذلك فسوف ندخل رفح" وأضاف أن الدول التي تحث إسرائيل على خلاف ذلك تقول فعليا "اخسروا الحرب".

وتحدث نتنياهو بينما احتج آلاف الإسرائيليين في تل أبيب، في أحدث دعوة عامة لإجراء انتخابات فورية من قبل المتظاهرين الذين يتهمون الحكومة أيضًا بالتخلي عن الرهائن.

وقال نيسان كالديرون شقيق الرهينة عوفر كالديرون: "أخرجوا السياسة من القرارات المتعلقة بحياة أحبائنا". "هذه هي لحظة الحقيقة، لن يكون هناك الكثير مثلها إذا انهارت مبادرة القاهرة".

التوقعات ليست واعدة  

يبدو من غير المرجح أن يؤدي التصويت المحتمل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل إلى دفع جهود وقف إطلاق النار قدما حيث أعربت واشنطن بالفعل عن معارضتها.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد إن "الولايات المتحدة لا تؤيد اتخاذ إجراء بشأن مشروع القرار هذا، وإذا تم طرحه للتصويت بصيغته الحالية، فلن يتم اعتماده".

ويسعى مشروع القرار الجزائري إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، لكن توماس جرينفيلد قالت إن الولايات المتحدة تدعم بدلا من ذلك اتفاق هدنة للرهائن الذي سيوقف القتال لمدة ستة أسابيع.

وأضافت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى "مكالمات متعددة" مع نتنياهو ومع القادة المصريين والقطريين هذا الأسبوع "لدفع هذا الاتفاق قدما".

وفي حديثه في مؤتمر ميونيخ الأمني، وصف رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تلك المحادثات بأنها "ليست واعدة للغاية" وقال إن الجهود تعقدت بسبب إصرار "الكثير من الدول" على أن أي هدنة جديدة تتضمن إطلاق سراح المزيد من الرهائن.

وجاء تقييمه في الوقت الذي هددت فيه حماس بتعليق مشاركتها في المحادثات ما لم تصل إمدادات الإغاثة إلى الشمال، حيث حذرت وكالات الإغاثة من مجاعة تلوح في الأفق.

وقال مصدر رفيع في الحركة الفلسطينية لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث عن هذه القضية، إن "المفاوضات لا يمكن أن تجري بينما الجوع يعصف بالشعب الفلسطيني".

مخاوف على المرضى بعد المداهمة 

وفي وقت سابق كرر زعيم حماس اسماعيل هنية مطالب الحركة التي وصفها نتنياهو بأنها "سخيفة" وتشمل وقفًا كاملًا للقتال، وإطلاق سراح سجناء حماس وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

ورفض نتنياهو أيضا الضغوط التي تمارسها بعض الحكومات الغربية من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد، وأعلن الاحتلال الإسرائيلب، أمس السبت، اعتقال 100 شخص من أحد المستشفيات القليلة العاملة في غزة بعد أن داهمت القوات المجمع.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 120 مريضا وخمسة فرق طبية عالقون بدون ماء وطعام وكهرباء في مستشفى ناصر في مدينة خان يونس الرئيسية بجنوب غزة.

وركزت إسرائيل منذ أسابيع عملياتها العسكرية في خان يونس، مسقط رأس زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، الذي تتهمه إسرائيل بتدبير هجوم 7 أكتوبر واندلع قتال عنيف حول مستشفى ناصر.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن القوات دخلت المستشفى يوم الخميس بناء على ما قال إنها "معلومات استخباراتية موثوقة" عن احتجاز رهائن هناك. واعترفت لاحقًا بأنها لم تجد أي دليل قاطع على وجودها.

نحن بحاجة إلى الطعام الآن

وانقطعت الكهرباء وتوقفت المولدات بعد الغارة، مما أدى إلى وفاة ستة مرضى بسبب نقص الأكسجين، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وقال شاهد رفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بالسلامة لوكالة فرانس برس إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار "على أي شخص كان يتحرك داخل المستشفى".

وفي شمال غزة، يعاني الكثيرون من الحاجة الماسة إلى الغذاء لدرجة أنهم يطحنون أعلاف الحيوانات.

وقال محمد نصار (50 عاما) من جباليا شمال القطاع "سنموت من الجوع وليس بالقنابل أو الصواريخ" ومع وصول الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها إلى جنوب غزة يوم السبت، حذرت الأمم المتحدة مرة أخرى من أن سكان غزة على وشك المجاعة.

ومما يزيد من تعقيد عمليات تسليم المساعدات أن الفلسطينيين في رفح يعانون من الجوع الشديد لدرجة أنهم يوقفون شاحنات المساعدات لأخذ ما يمكنهم حمله، وفقًا للأمم المتحدة.