إلى أي مدى نجحت المقاومة الفلسطينية في توظيف أدوات الحرب النفسية؟
زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في شمال ووسط قطع غزة أنها عثرت مؤخرًا على وثيقة سرية كتبها مسؤول كبير في حماس تشرح بالتفصيل استراتيجية الحرب النفسية التي تتبعها الحركة ضد الجمهور الإسرائيلي، حسبما ذكرت القناة الـ 12، ما يبرهن انشغالًا كبيرًا من قبل الإسرائيليين بالتأثير النفسي الرهيب لكافة إجراءات وتصرفات المقاومة الفلسطينية منذ 7 أكتوبر.
وفي معركة 7 أكتوبر، طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة على المستوطنات في غلاف غزة، لعبت حماس على الوتر النفسي شديد الحساسية لدى الإسرائيليين إلى جانب تقدمها العسكري، حتى بات جنود الاحتلال دائمي القلق والهلع والتوتر، شاعرين أن المقاومة تحيط بهم من كل جانب، ومن المحتمل أن تنقض عليهم في أي لحظة، فوصف بعضهم مقاتليها بالأشباح، وبلغ الأمر حد نشر المقاومة مقاطع فيديو مصورة من وسط خيام أقامها جنود الاحتلال في غلاف القطاع، التُقطت بكاميرات تخرج من تحت الأرض.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن التصريحات والبيانات التي يصدرها قادة المقاومة أسهمت في زعزعة ثقة المجتمع الإسرائيلي، فطالبت كثير من فئاته بإقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أوصل الوضع إلى ما هو عليه برأيهم.
فقد كشفت حماس أن حكومة الاحتلال رفضت تسلّم جثث أسرى قتلوا في قصف الاحتلال رغم عرض منها بذلك، فثار أهالي المأسورين متهمين حكومتهم بخذلانهم، كما كان لصور تسليم الأسرى للصليب الأحمر وهم مبتسمون وفي ارتياح واضح ووداعهم مقاتلي المقاومة بود وترحاب أثر كبير في دحض الرواية الإسرائيلية الساعية إلى شيطنة المقاومة.
وزعمت قوات الاحتلال اكتشاف الوثيقة في موقع زاره القيادي الكبير في حماس في القطاع، يحيى السنوار، بحسب تقرير لموقع واي نت ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كان العقل المدبر لمذبحة 7 أكتوبر هو من كتب هذه الورقة.
وتأمر الوثيقة بمواصلة نشر الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالرهائن الإسرائيليين "بسبب الضغط النفسي الذي تسببه تلك الصور" ولا يزال هناك حتى الآن 136 أسيرًا في أيدي المقاومة، كما أشار التقرير إلى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت كهدف للضغط النفسي، على ما يبدو بسبب اعتقاد الحركة بأنه الأكثر عرضة لهذا التكتيك.
علاوة على ذلك، تسلط الوثيقة الضوء على الانقسام الاجتماعي في إسرائيل كقضية يجب التركيز عليها، فضلًا عن زيادة الضغوط حول قضية الرهائن و"وضع العصي" في عجلات الحرب الإسرائيلية، لكي تتوقف، ويعتقد الاحتلال أن السنوار يختبئ في معقل حماس في خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث ورد أنه أحاط نفسه بعدد كبير من الرهائن الأحياء ويعتقد أيضًا أن محمد ضيف، رئيس "الجناح العسكري" لحركة حماس، متحصن هناك.
علاوة على ذلك، تقاتل فرق قتالية من الفرقة 98 في شبكة الأنفاق الواسعة أسفل خان يونس وتقوم بتدمير الأنفاق، كما أحاطت بالأنفاق قصص تبث الرعب في نفوس الكثير من الإسرائيليين اليوم.