حرب غزة تُعطل خطط إدارة بايدن للتقرب من "الجالية العربية"
قرّر قادة وممثلو الجالية العربية الأمريكية تأجيل لقاء كان مبرمجًا مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في البيت الأبيض، بشكل مفاجئ، مما يمثل أحدث علامة على العقبات التي تواجهها إدارة الرئيس جو بايدن في محاولتها للتقرب من هذه الجالية، وفق ما نقلته شبكة CNN.
وعلى مدار أشهر، طارد المتظاهرون الرئيس الأميركي بايدن ونائبته هاريس، مطالبين بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما أدى إلى بروز انقسامات داخل الحزب الديمقراطي، الذي يستعد لخوض الانتخابات، خصوصًا فيما يتعلق بدعم بايدن غير المحدود لإسرائيل في هذه الحرب.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادرها أن "مكتب نائبة الرئيس عقد اجتماعًا افتراضيًا مع حوالي 10 مشاركين من الجالية العربية الأميركية، بما في ذلك النشطاء والمنظمات التمثيلية لمناقشة الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك قبل جلسة مع هاريس في البيت الأبيض، التي كانت مقررة الاثنين".
وأضافت المصادر CNN أن قادة الجالية العربية الأميركية قرروا تأجيل الاجتماع مع هاريس وسط مخاوف تشمل "رد فعل محتمل من المناصرين وعدم الرغبة في التحدث باسم الجالية"، فيما أكدت مصادر أن المحادثات بشأن إعادة جدولة محتملة لهذا الاجتماع بالبيت الأبيض "مستمرة".
ويعد هذا الاجتماع، والذي لم يتم الإعلان عنه سابقًا، جزءًا من جهد منسق تبذله إدارة بايدن للاستماع إلى أعضاء الجالية العربية الأميركية، إذ سبق تنظيم حملة مع القادة والنشطاء العرب الأسبوع الماضي في ميشيجان.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNN إن نائبة الرئيس "تتطلع إلى مواصلة التعامل مع قادة المجتمعات الإسلامية والعربية والفلسطينية، بما في ذلك من خلال المكالمات الهاتفية والاجتماعات".
وأضاف المسؤول: "نائبة الرئيس ملتزمة بالاستماع إلى أعضاء هذه المجتمعات وإجراء حوار معهم، ونحن نتطلع إلى الاجتماع مع هؤلاء القادة في المستقبل"، مضيفًا أن هاريس تحدثت إلى الأشخاص الذين غادروا غزة، والذين يساهمون في الاستجابة الإنسانية.
وأقر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر، في اجتماع مغلق مع القادة الأميركيين العرب في ولاية ميشيجان، الخميس، بـ"أخطاء" في رد الإدارة الأميركية على الحرب في قطاع غزة، قائلًا إنه ليس لديه "أي ثقة" بأن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لاتخاذ "خطوات ذات مغزى" لإقامة دولة فلسطينية.
أقر مسؤول أمريكي بأخطاء في رد الإدارة على الحرب في غزة، قائلًا إنه ليس لديه أي ثقة بأن إسرائيل مستعدة لاتخاذ خطوات لإقامة دولة فلسطينية.
تصاعد الاحتجاجات
وأكد أعضاء الجالية العربية الذين تمت دعوتهم إلى جلسة، الاثنين، أنهم يريدون إبقاء خطوط الاتصال مع البيت الأبيض مفتوحة، لكن هذه الحادثة كانت بمثابة تذكير آخر بالتحديات التي تواجهها الإدارة، وفق CNN.
ويأتي ذلك في الوقت الذي واجهت فيه هاريس محتجين خلال جولتها بشأن الحريات الإنجابية، بما في ذلك مجموعة رفضت المشاركة بسبب الأزمة الإنسانية في غزة.
وقررت "ACCESS Reproductive Justice"، وهي منظمة غير ربحية مقرها كاليفورنيا تركز على الحق في الإجهاض، مقاطعة محطة هاريس في سان خوسيه.
وقالت جيسيكا بينكني جيل، المديرة التنفيذية لـACCESS RJ، لشبكة CNN: "نشعر أن محنة الشعب الفلسطيني هي إلى حد كبير قضية عدالة إنجابية، وتجاهلتها إدارة بايدن بصراحة تامة"، مضيفة أن المجموعة تظل على اتصال بمكتب نائبة الرئيس، رغم قرارها بعدم حضور الحدث.
وقالت مصادر لشبكة CNN إن موظفي هاريس، بناءً على توجيهات نائبة الرئيس، عرضوا على المتظاهرين فرصة للتحدث مباشرة مع كبار مسؤولي البيت الأبيض لمشاركة مخاوفهم.
وفي يناير الماضي، قاطع محتجون كلمة هاريس في سان خوسيه أثناء مشاركتها في نقاش بشأن حقوق الإجهاض مع الممثلة صوفيا بوش، وسُمع أحد المتظاهرين يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وهذا الأسبوع، قاطع أحد المتظاهرين هاريس أثناء خطابها في سافانا، جورجيا، وبعد دقائق قليلة من خطابها، صرخ أحد المتظاهرين قائلًا: "عار عليكم"، و"أنتم ترتكبون إبادة جماعية"، في إشارة إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وقال مسؤول البيت الأبيض إن أحد أعضاء فريق هاريس تحدث مع المتظاهرة في جورجيا.
واجتمع مسؤولون كبار في الإدارة خلال الأسبوع الجاري، مع أعضاء من الجالية العربية الأميركية والمسلمة في ولاية ميشيجان، التي تشهد أكبر عدد من الاحتجاجات المناصرة لفلسطين، وردًا على سؤال بشأن هذا الاجتماع، قالت كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض: "نريد أن نسمع منهم مباشرة"، مضيفة أنه من المهم لقادة المجتمع "أن يكونوا قادرين على التحدث مباشرة إلى المسؤولين في البيت الأبيض".
وقال عباس علوية، المتحدث باسم منظمة "استمع إلى ميشيجان"، الجمعة: "إن رفض الرئيس تغيير المسار أو حتى الاعتراف علنًا بأخطائه، يعد إهانة خطيرة للناس هنا في ميشيجان، وللديمقراطيين في ميشيجان على وجه الخصوص".