الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

دراما المنصات.. أكثر جرأة وأعمق في مناقشة القضايا وتتيح اكتشاف جيل جديد

الرئيس نيوز

مع بداية اتجاه صناع الدراما لتقديمها عبر المنصات الجديدة، اعتقد البعض أن الأمر مجرد "موضة" وستنتهي في أقرب وقت، إلا أن الواقع أثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن المنصات أصبحت هي الأولوية للجمهور، وخاصة فئة الشباب، وذلك وفق ما أكدته المجلة المصرية لبحوث الإعلام، في الدراسة التي قدمتها بنهاية عام 2023، والتي أثبتت أن الجمهور اصبح يميل بصورة أكبر إلى متابعة دراما المنصات بدلا من شاشات القنوات التليفزيونية.

ومع تزايد عدد منصات العرض في الشرق الأوسط، بدأت المنافسة تحتدم بقوة في تقديم أعمالا درامية تختلف في أفكارها وأسلوبها عن الدراما التليفزيونية التقليدية.

وخلال هذا التقرير يرصد "الرئيس نيوز" أراء عدد من النقاد والفنانين وصناع الدراما، في دراما المنصات.

نقاد وصناع دراما: فتحت المجال للشباب وأتاحت الفرصة للوجوه الجديدة

في البداية أكد الناقد طارق الشناوي، إن المنصات الرقمية خدمت الدراما، وأن هناك منصات رقمية عالمية تحظى بمتابعة لدى كثير من المشاهدين الذين تعرفوا من خلالها على كثير من الإنتاجات الفنية العالمية.

وأضاف الشناوي: "بعد انطلاق المنصات الرقمية العربية اتجه المشاهدون إليها، خصوصًا خلال تفشي جائحة كورونا، ووجدوا فيها ضالتهم من خلال الأعمال الفنية الدرامية ذات الحلقات القصيرة التي تحمل أحداثها الإثارة والتشويق، وهذا ساعد كثيرًا من المنتجين على التوجه إليها، خصوصًا بعدما وجدوا أن إنتاجهم فيها بعيد عن مقص الرقيب بالرغم من أفكارها الجريئة ومشاهدها الأجرأ".

تابع الشناوي: "أعتقد أننا سنفقد الأعمال ذات الـ30 حلقة في السنوات المقبلة، لأنها مكلفة، ولأن المشاهدين يريدون أعمالا خالية من المط والتطويل غير المقبول، لذلك نجد الدراما في الوطن العربي حاليًا من خلال المنصات الرقمية تقدم أعمالًا درامية منقولة من الواقع، فيتفاعل معها الجميع لأنه يتلمسها في حياته اليومية، حتى وإن وجد فيها الجرأة في الطرح والمشاهد".

وأردف: مجتمعاتنا العربية باتت أكثر تقبلًا لكثير من الممنوعات في ظل ما نتابعه عبر منصات التواصل الاجتماعي، لذلك فالاعتراضات والانتقادات لما تعرضه بعض منصات الدراما، والمطالبة بإيقافها لا يستمر طويلًا بل على العكس يزيدها شهرة ومشاهد.

ويرى الناقد الفني محمود قاسم أن الدراما التي لا تنجب كل عام وجوه جديدة من الممثلين والمخرجين والمؤلفين تكون جدباء ولاتنضب أبدا ،وأضاف أن دراما المنصات أفرزت هذه التجربة، وأتاحت الفرصة لوجوه جديدة ليس في التمثيل فقط، ولكن على مستوى التأليف والإخراج، وهذا يثري صناعة الدراما.

ولفت قاسم أن المسلسلات التليفزيونية المعروضة على مختلف المنصات الرقمية، تحقق تأثيرا واضحا لدى المشاهدين، بسبب قلة عدد حلقاتها لذلك تكون هناك فرصة جيدة لهؤلاء الفنانين بتقديم أدوار البطولة لأول مرة مثل حاتم صلاح وعلي ربيع وأمير عيد وعصام عمر، وغيرهم الكثيرين.

بينما قال الناقد عماد يسري أننا نعيش حاليا عصر المنصات الرقمية، لذلك أصبح الأمر طبيعيا أن تفرز هذه المنصات بمسلسلاتها القصيرة وجوه جديدة كأبطال.

أضاف أن بعد تجربة مسلسل ”بالطو” التي قام ببطولتها النجم الشاب عصام عمر، وقدمتها منصة واتش ات وحققت نجاحا كبيرا، وهو ما جعل المنصة تتجه لهذه النوعية من الأعمال وتقدم مسلسلات أخرى بطولة وجوه جديدة وجيل الشباب.

صناع دراما يتحدثون

فيما أكد الكاتب والسيناريست محمد الغيطي، أن الدور الرقابي كان كبيرا جدا على الأعمال التي تعرض تليفزيونيا، أما هذا الدور انخفض كثيرا في أعمال المنصات، وهو ما أتاح الفرصة للمبدعين في تقديم أعمال أكثر جرأة، وموضوعات أعمق من واقع المجتمع العربي.

ويضيف الغيطي، أن لدراما المنصات العربية نمطا شغل الرأي العام العربي نتيجة جرأته، وأكد أن الجرأة في أي عمل درامي تخضع لمعايير الضرورة، فإذا كانت الضرورة تحتم وجود هكذا مشاهد فلا بأس، ولكن في الحدود التي لا تصل إلى مرحلة الإسفاف وكسر بعض التقاليد المحافظة، بهدف التسويق والحصول على نسب عالية من المشاهدة.

وأردف السيناريست محمد الغيطي، أننا نعيش مرحلة التطور والانفتاح في الدراما، ولو نرجع إلى الوراء قليلًا ونشاهد الأفلام السينمائية المصرية والسورية واللبنانية وما فيها من مشاهد جريئة بل وجريئة جدًا، لكن في الوقت الحاضر لم يعد لتلك المشاهد وجود إلا فيما ندر، لذا نقول إن العمل الدرامي ينجح ويسوق من خلال مضمونه ورسالته وليس من خلال مشاهد ليس لها علاقة بالمضمون.

فيما قال المنتج علاء الزير،أن  المنصات الرقمية ترفع سقف الجرأة للظفر بالمشاهدين، وما تقدمه المنصات أكثر بعدًا عن مقص الرقيب، مشيرا أن دراما المنصات كسرت بعض التقاليد الدرامية التقليدية، وفتحت للمبدعين خيال جديد قادر على أن يتيح لهم تقديم أعمالا من الواقع.

وأكد الزير، أن مسلسلات المنصات تميزت بمساحة للتجريب، سواء كان ذلك على مستوى الموضوعات المصنوعة من حيث تيماتها ومعالجتها، وللنجوم كذلك، فهم ينالون فرصة لتجربة أدوار ومساحات درامية جديدة عليهم لن يحصلوا عليها بسهولة فى مسلسلات التليفزيون الـ 30 حلقة، وهو ما شاهدناه فى مسلسلات هذا العام، وتحديدًا مع النجوم غادة عبد الرازق وأحمد فهمي وأحمد السعدني وريهام عبد الغفور وإياد نصار، وغيرهم الكثيرين.