عاجل| نتنياهو يكشف تفاصيل "هجوم رفح" وسط تحذيرات أوروبية من توترات مع مصر
جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التأكيد على تنفيذ هجوم عسكري على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، معتبرًا أن "عدم تنفيذ ذلك" سيعني "خسارة الحرب".
وقال نتنياهو، في مقتطفات من مقابلة مع قناة ABC NEWS الأمريكية، تُبثّ كاملة في وقت لاحق: "النصر في متناول اليد.. سنفعل ذلك (الهجوم على رفح).. سنسيطر على آخر كتائب حماس، وعلى رفح، وهي المعقل الأخير" للحركة.
وتدرجت العمليات العسكرية الإسرائيلية بداية من شمال القطاع ومدينة غزة، وصولا إلى المناطق الوسطى خصوصا مخيمات اللاجئين، وبعدها خان يونس كبرى مدن الجنوب والتي تشهد منذ أسابيع قصفا مكثفا ومعارك ضارية.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن جيش الاحتلال سيهاجم رفح "مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة"، مشيرًا إلى أنهم "يعملون على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك".
وبشأن المخاوف الدولية من كارثة إنسانية في رفح، حيث يتكدس أكثر من 1.4 مليون نازح، قال نتنياهو: "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقًا، يقولون لنا في الواقع إنّنا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".
وفي سؤال بشأن أين سيذهب المدنيون في رفح؟، قال نتنياهو: "بالإمكان أن ينتقلوا إلى شمال رفح التي تم تطهيرها.. نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك".
خلافات في مجلس الحرب
وتأتي تصريحات نتنياهو، فيما أفادت "القناة 13" الإسرائيلية، بوقوع خلافات في مجلس الحرب بين رئيس الوزراء، ورئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي بشأن العملية الإسرائيلية المرتقبة في مدينة رفح.
وقالت القناة إن نتنياهو طلب من رئيس الأركان إعادة تجنيد أي ضباط احتياط تم تسريحهم، لصالح العملية العسكرية المرتقبة.
وأشارت إلى أن رئيس الأركان أجاب بالقول: "سنعرف كيفية التعامل مع أي مهمة تسند إلينا، ولكن هناك جوانب سياسية هنا يجب تنفيذها قبل العملية، وهي أمور لا يمكن لأحد التعامل معها سوى المستوى السياسي، نحن بحاجة إلى أن نقرر ما يجب فعله مع 1.3 مليون من سكان غزة الموجودين في رفح، وكذلك تنسيق القضية على المستوى السياسي مع المصريين".
ويأتي التلويح الإسرائيلي بشن عملية في رفح في وقت تكثف الولايات المتحدة وقطر ومصر جهودها لدفع طرفي الحرب الى هدنة جديدة طويلة تتيح الإفراج عن مزيد من الرهائن الإسرائيليين وإطلاق معتقلين فلسطينيين، وإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
تحذيرات دولية وعربية من كارثة إنسانية
إلى ذلك، أبدى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الأحد، قلقه الشديد، إزاء احتمال شن الجيش الإسرائيلي، لهجوم على رفح جنوب غزة، "حيث يتواجد تقريبًا نصف سكان القطاع".
وقال كاميرون عبر منصة "إكس"، إن الأولوية يجب أن تكون لوقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتحرير المحتجزين، والمضي قدمًا نحو هدنة دائمة.
وبدورها، حذرت وزيرة الخارجية الهولندية هانكي برونز سلوت، الأحد، من الأوضاع المتردية في رفح جنوب قطاع غزة، وسط احتمالات متصاعدة لشن هجمات إسرائيلية.
وقالت وزيرة الخارجية الهولندية في سلسلة تغريدات عبر منصة "إكس"، إن الوضع في رفح "مقلق للغاية"، و"من الصعب أن لا تؤدي العمليات العسكرية على نطاق واسع في منطقة مكتظة بالسكان إلى وقوع العديد من الضحايا المدنيين، وكارثة إنسانية كبيرة.. هذا لا يمكن تبريره".
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من الهجوم المحتمل للجيش الإسرائيلي على رفح، لافتةً إلى أنه قد يشكل "كارثة إنسانية متوقعة".
وقالت الوزيرة في رسالة على صفحتها في منصة "إكس"، إن "المحنة في رفح تتجاوز فعلًا القدرة على الفهم. 1،3 مليون شخص يبحثون عن الحماية من القتال في منطقة محدودة جدًا. هجوم للجيش الإسرائيلي على رفح سيشكل كارثة إنسانية متوقعة".
وشدّدت بيربوك على أنه "يجب أن تدافع إسرائيل عن نفسها، ولكن مع التخفيف قدر الإمكان من معاناة السكان المدنيين".
توتر كبير مع مصر
وكرر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، تحذيرات الدول الأعضاء بالتكتل من أن العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح جنوب قطاع غزة، ستقود إلى "كارثة إنسانية لا توصف"، وتوتر كبير مع مصر.
وقال على حسابه على منصة "إكس": "استئناف المفاوضات لتحرير الرهائن، ووقف العمليات العدائية، هو السبيل الوحيد لتجنب سفك الدماء".
كما حذرت المملكة العربية السعودية، السبت، من "التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة"، مشيرة إلى أنها "الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح".
وأكدت السعودية "رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسريًا"، وجددت "مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار".
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلًا لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".
كما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أنه "لا يمكن السماح بحمام دم آخر في غزة".
وحذّر الوزير من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح "سيتسبب في مذبحة للأبرياء"، مشددًا على أنه "يجب على مجلس الأمن، والعالم أجمع، منع ذلك وإنهاء العدوان الذي وصم إنسانيتنا الجماعية".
وأدانت الخارجية القطرية في بيان "بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح بجنوب قطاع غزة"، محذرةً من وقوع "كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت ملاذًا أخيرًا لمئات الآلاف من النازحين داخل القطاع المحاصر".
ودعت الوزارة "مجلس الأمن الدولي إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب إبادة جماعية في المدينة، وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
بدوره قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إنمصر تواصل اتصالاتها لوضع إطار يسمح بالتوصل إلى هدنة في قطاع غزة.
وحذّر في مؤتمر صحفي بالقاهرة مع نظيرته البلغارية ماريا جابرييل، السبت، من أن "الأمر يتطور بشكل سلبي، والنشاط العسكري في رفح، ينبئ بمزيد من الضحايا المدنيين ووضع إنساني كارثي".
وقال إن أي زيادة لرقعة الأعمال العسكرية في غزة "ستكون لها عواقب وخيمة"، مضيفًا أن الأمر لا يحتمل مزيدًا من الضحايا المدنيين، ومزيدًا من التدمير.
وأكد شكري رفض مصر "لأي تصفية للقضية الفلسطينية"، قائلًا إن المفاوضات معقدة، وكل طرف يسعى لتحقيق أكبر قدر من مصالحه.
من جانبها، حذرت حركة "حماس"، من "مجزرة" في حال شن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
وقالت في بيان، السبت: "نحذر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح"، مضيفة: "نحمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة".