أكاذيب أمريكية إسرائيلية متواصلة.. مصر: منذ اللحظة الأولى فتحنا معبر رفح دون قيود أو شروط
نفت مصر مرارا وتكرارا بصورة قاطعة المزاعم والأكاذيب الأمريكية والإسرائيلية بشأن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح.
وردت مصر في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية، أمس الجمعة، على تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن، قال فيها إن القاهرة أغلقت معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة المنكوب، في بداية الحرب.
رئاسة الجمهورية: معبر رفح مفتوح منذ اللحظة الأولى
وأكدت مصر أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري - منذ اللحظة الأولى - بدون قيود أو شروط، وأن أي محاولات أو مساعي لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ستبوء بالفشل، وأن الحل الوحيد للأوضاع الراهنة يتمثل في حل الدولتين.
وأشارت إلى أن الدولة حشدت مساعدات إنسانية بأحجام كبيرة، سواء من مصر ذاتها أو من خلال جميع دول العالم التي قامت بإرسال مساعدات إلى مطار العريش، موضحة أن مصر ضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع.
وذكرت رئاسة الجمهورية، أنه بالإشارة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، أمس الخميس، بشأن الأوضاع في قطاع غزة، تؤكد توافق المواقف واستمرار العمل المشترك والتعاون المكثف بين مصر والولايات المتحدة بشأن التوصل لتهدئة في قطاع غزة، والعمل لوقف إطلاق النار وإنفاذ الهدن الإنسانية وإدخال المساعدات الإنسانية بالكميات والسرعة اللازمة لإغاثة أهالي القطاع، ورفض التهجير القسري، بالإضافة إلى التوافق التام بين البلدين، في ضوء الشراكة الاستراتيجية بينهما، بشأن العمل على إرساء وترسيخ السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بموقف ودور مصر في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، أوضحت رئاسة الجمهورية أن مصر - منذ اللحظة الأولى - فتحت معبر رفح من جانبها بدون قيود أو شروط وقامت بحشد مساعدات إنسانية بأحجام كبيرة، سواء من مصر ذاتها أو من خلال جميع دول العالم التي قامت بإرسال مساعدات إلى مطار العريش، وأن مصر ضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطيني من المعبر من قبل إسرائيل، الذي تكرر أربع مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالي القطاع.
وأكدت مصر أن الدور الذي قامت به في حشد وإدخال المساعدات كان قياديًا ونابعًا من شعور مصر بالمسئولية الإنسانية عن الأشقاء الفلسطينيين بالقطاع، وأن مصر تحملت ضغوطًا وأعباء لا حصر لها لتستطيع تنسيق عملية إدخال المساعدات، وأنها في سبيل ذلك قامت - وما زالت - باتصالات مكثفة مع جميع الأطراف سواء الإقليمية أو الدولية أو الأممية، للضغط من أجل إتاحة دخول المساعدات وزيادة كمياتها بالشكل المطلوب، وأن 80% من المساعدات التي تصل للقطاع مقدمة من مصر، حكومة وشعبًا ومجتمعًا مدنيًا، وأن مصر قامت كذلك بتسهيل وتنسيق زيارات المسئولين الدوليين والأمميين للمعبر ليتفقدوا من أرض الواقع الجهود الهائلة التي تقوم بها السلطات المصرية في هذا الصدد.
وشددت رئاسة الجمهورية أن موقف مصر الثابت سيظل مصممًا على وقف إطلاق النار في غزة بأسرع وقت ممكن، حماية للمدنيين الذين يتعرضون لأسوأ معاناة إنسانية يمكن تصورها، وإنقاذًا لهم من القصف والجوع والمرض، وكذلك ستستمر مصر في قيادة وتنظيم وحشد وإدخال المساعدات الإنسانية لإدخالها للقطاع بأكبر كميات ممكنة، وتحث في هذا الصدد جميع الأطراف المعنية على التعاون والتنسيق وتقديم التسهيلات اللازمة لإدخال المساعدات بالشكل المنشود.
وتؤكد مصر كذلك أن أية محاولات أو مساعي لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ستبوء بالفشل، وأن الحل الوحيد للأوضاع الراهنة يتمثل في حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ضياء رشوان يدعو بايدن لزيارة قطاع غزة بنفسه
ومن جانبه، أشاد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، ببيان رئاسة الجمهورية، للرد على تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الأوضاع في غزة، مؤكدا أن لا مصلحة لأحد في أن يحرج مصر بغير حق وبغير صدق، وأن يحاول أن يظهر مصر مقصرة في حق الفلسطينيين وفي حق نفسها أولا، لافتا إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية القضايا.
وقال رشوان إن هناك معلومة منشورة منذ شهر ونصف تؤكد أن الولايات المتحدة أرسلت إلى إسرائيل 200 طائرة تحمل ذخائر فيها 10 آلاف قذيفة وصاروخ، موجها تساؤلا إلى الأمريكان قائلا: "هل إسرائيل في معاناة إنسانية تحتاج إلى هذه الصواريخ والقنابل وقطع غيار أسلحة حتى تعيش ولا كل هذه الأسلحة لقتل 30 ألفا وجرح 70 ألفا ويكون هناك 9 آلاف مفقود، وتدمر 70% من غزة؟ ".
وأضاف أن مصر قدمت 80% من المساعدات إلى قطاع غزة، موجها تساؤلا آخر إلى الأمريكان قائلا: "ما حجم المساعدات الأمريكية إلى معبر رفح؟، خاصة وأن هناك 5 معابر أخرى من داخل إسرائيل مع قطاع غزة؟، هل أمريكا أرسلت أي نوع من المساعدات من خلالها؟ ".
ووجه رشوان، حديثه للرئيس الأمريكي قائلا: "مستشارك وكل شخص مهتم بالمنطقة يعلمون أن هناك 5 معابر أخرى وكان الأولى أن يتحدث بايدن عن إغلاقها التام، والذي أسهم في حصار غزة 15 عاما ".
ودعا رشوان، الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيارة قطاع غزة بنفسه، حتى يطلع جيدا على الأوضاع الكارثية داخل القطاع، جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة، وليكتشف بنفسه أيضا من المتسبب الرئيسي في منع مرور المساعدات إلى القطاع.
وأكد أنه يمكن الاحتكام إلى الأقمار الصناعية لكشف زيف ادعاءات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن معبر رفح.
وأوضح أن 60% من أهل غزة متواجدون في رفح، وهي مساحة أقل من خمس مساحة غزة، موجها كلامه لبايدن: "حليفك التاريخي رئيس وزراء إسرائيل يقول إنه أوعز للقوات أن تدخل رفح، هل تعلم ماذا يعني دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح؟ المذابح على وشك أن تقع، وأنت تتحدث في أمر لي.
بايدن: أقنعت السيسي بفتح معبر رفح
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد كشف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يرد في البداية فتح معبر رفح لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، لكنه تحدث معه وأقنعه بفتحه، حسب قوله.
ووصف بايدن سلوك الرد الإسرائيلي في غزة بأنه تجاوز الحد، وذلك في تصريحات غير مسبوقة تنتقد السلوك الإسرائيلي، وأكد أنه يعمل من أجل التوصل إلى وقف مستدام للقتال.
وقال في كلمة مفاجئة بالبيت الأبيض إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة حيث "هناك كثير من الناس الأبرياء من النساء والأطفال يتضورون جوعا وفي أمسّ الحاجة إليها"، وفق تعبيره.
وفيما يبدو أنه خلط بين الرئيسين المصري والمكسيكي، قال بايدن ردا على سؤال في مؤتمر صحفي "في البداية لم يكن رئيس المكسيك السيسي يريد فتح المعبر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وقد تحدثت إليه وأقنعته بأن يفتح المعبر، كما تحدثت مع بيبي (نتنياهو) وأقنعته بفتح الجانب الإسرائيلي من المعبر".
يذكر أن فريق الدفاع الإسرائيلي اتهم القاهرة أمام محكمة العدل الدولية، في يناير الماضي، بأنها المسؤولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح.