الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

قصة ظهور "السترات الصفراء" وبداية الاحتجاجات في قلب فرنسا

الرئيس نيوز

تشهد فرنسا حالة من الشغب والعنف لم تشاهدها منذ قرن من الزمان عندما بدأت الاحتجاجات في الشانزليزيه بباريس احتجاجا علي ارتفاع اسعار الوقود التي سرعان ما تحولت لاحتجاجات علي ارتفاع تكاليف المعيشة، وطالب بعض المتظاهرين بإسقاط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يطلق عليه رئيس الأثرياء لعدم اهتمام حكومته بالبسطاء.

بدأت الاحتجاجات في 17 نوفمبر بمشاركة 300 ألف محتج، ولم يكن هناك قيادة واضحة للاحتجاجات، وقد اكتسبت زخما عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجذبت إليها فئات مختلفة من الفوضويين في أقصى اليسار إلى القوميين في أقصى اليمين، وأطلق علي المحتجين الستر الصفراء لارتدائهم الستر الخاصة بالرؤية الليلية لسائقي السيارات.

ويوم السبت الماضي تجمع مرتدو الستر الصفراء في شارع الشانزلزيه في باريس ، فأطلق رجال الشرطة عليهم القنابل الصوتية ورشوهم "بمدافع المياه"، بينما أطلق المتظاهرون المقذوفات وأضرموا النار في بعض البنايات، وأشعلت النيران في حوالي 190 موقعا بينها 6 بنايات،وأغلقت المخازن التجارية ومحطات المترو نتيجة أحداث العنف.
ونظمت 3 احتجاجات عبر باريس لتشمل احتجاج أصحاب السترات الصفراء واحتجاجا نقابيا على البطالة ومظاهرة منفصلة ضد العنصرية، وبلغ عدد المصابين  133 شخصا بينهم شرطيون واعتقال 412 آخرين.

وطلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون باجراء تقييم للتدابير الامنية المحتملة للاحتجاجات، وفي الاجتماع الأمني طلب ماكرون من وزير الداخلية أن يفكر في إجراء تعديلات على الإجراءات الأمنية لمحاولة احتواء الاحتجاجات الجارية التي أثارتها زيادة الضرائب على الوقود.

كما طلب ماكرون من رئيس الوزراء إدوارد فيليب الاجتماع مع رؤساء الأحزاب السياسية الرئيسية في فرنسا وممثلين عن الحركة الشعبية التي وراء الاحتجاجات، وانهارت خطط عقد اجتماع سابق بين رئيس الوزراء وممثلي الحركة الأسبوع الماضي بعد رفض طلب بث المحادثات على الهواء مباشرة.
وعلي الرغم من طلب ماكرون أمس الحديث مع المتظاهرين إلا أنه طلب من وزير الداخلية كريستوف كاستانير، وقادة الشرطة، تغيير التكتيكات المستخدمة من أجل الحفاظ على النظام في العاصمة باريس ووقف أعمال الشغب.

ورفض ماكرون العودة إلى حالة الطوارئ، التي لوح بها وزير الداخلية كحل أخير لفرض الأمن، والتي استمرت لعامين تقريبا بعد الهجمات الإرهابية في نوفمبر 2015، رغم أن الاحتجاجات تشكل أكبر تحدٍ لسياساته الاقتصادية التي يبدو أنه لن يتراجع عنها.

وهدد قادة من أصحاب السترات الصفراء، بالعودة إلى باريس مجددا نهاية هذا الأسبوع، ما لم تستجب الحكومة لمطالبهم، محذرين من تصعيد تحركاتهم في الشارع.