الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

غزة فلسطينية.. داعمو تل أبيب يغيرون لهجتهم

الرئيس نيوز

الدعم الغربي غير المشروط، الذي أثاره هجوم السابع من أكتوبر الماضي، أعقبته أصوات أكثر انتقادا لتل أبيب ظهرت الأسبوعين الماضيين، مع تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتزايد حجم المجازر ضد المدنيين.

ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين وصور الدمار في قطاع غزة، دفع دولًا بارزة في الغرب -دعمت حرب إسرائيل على غزة علنًا- إلى تغيير لهجتها وموقفها من استمرار عمليات الاحتلال العسكرية في مختلف أنحاء القطاع.

حل الدولتين

في مكالمة هاتفية، قال المستشار الألماني أولاف شولتز لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لسلام دائم في الشرق الأوسط، وهي المقاربة التي تثير حفيظة حكومة الاحتلال الإسرائيلية التي تشدد على رفضها أي سيادة فلسطينية.

ودعا شولتز إلى أن تُمنح السلطة الفلسطينية دورًا مركزيًا، مؤكدًا أن حل الدولتين وحده عن طريق التفاوض يفتح آفاق التوصل إلى حل دائم للصراع في الشرق الأوسط، ويجب أن ينطبق ذلك على غزة والضفة الغربية.

وشدد المستشار الألماني على الحاجة الملحّة لتحسين وصول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة بشكل كبير، معتبرًا أن الوضع مقلق جدًا.

ويؤكد نتنياهو أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة والضفة الغربية المحتلة، ويرفض البحث في حل الدولتين، وهو ما يثير استياء المجتمع الدولي وحتى حلفاء تل أبيب المقربين.

عنف المستوطنين

أما واشنطن، الداعم الرئيسي لإسرائيل دبلوماسيًا وعسكريًا، فقد فرضت، في إجراء نادر، عقوبات على أربعة مستوطنين في ظل تصاعد موجة العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

ويعيش نحو 490 ألف مستوطن في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي في الضفة الغربية المحتلة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما وقع العقوبات الأسبوع الماضي إن العنف هناك وصل إلى مستويات لا تطاق.

كندا على خطى أمريكا

وعقب قرار الولايات المتحدة، أعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي الأحد، أن بلادها ستفرض عقوبات مماثلة على الإسرائيليين الذين يحرضون على العنف في الضفة الغربية.

وأوضح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أنهم يبحثون كيفية التأكد من محاسبة المسؤولين عن عنف المتطرفين أو عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.

واعتبر أن العنف في الضفة الغربية غير مقبول على الإطلاق، ويعرض السلام والاستقرار في المنطقة والطريق نحو حل الدولتين للخطر.

غزة أرض فلسطينية

وطالب وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني بضرورة وقف عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وذلك عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال سيجورني الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لمحاولة الدفع باتجاه هدنة في غزة حيث تشن إسرائيل حربًا مدمرة، إنه لا يمكن أن يحصل بأي حال من الأحوال أيّ تهجير قسري للفلسطينيين لا من غزة ولا من الضفة الغربية المحتلة.

وشدّد سيجورني على أنّه لا يمكن فصل مستقبل قطاع غزة عن مستقبل الضفة الغربية، ويجب الإعداد لهذا المستقبل من خلال دعم السلطة الفلسطينية التي يجب أن تتجدّد، وأن تعود في أقرب وقت ممكن إلى قطاع غزة.

وأضاف وزير الخارجية الفرنسي الذي يقوم بأول جولة له في المنطقة منذ تعيينه في منصبه في يناير الماضي، أكرّر: غزة أرض فلسطينية.

ودعا سيجورني إلى تسوية سياسية شاملة مع دولتين تعيشان بسلام جنبًا إلى جنب، وهو ما يتطلب استئناف عملية السلام فورًا.

وأكد أنّه من دون حلّ سياسي لا يمكن حصول سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط هذا هو موقفنا وهذا تحليلنا للوضع.

اجتياح رفح

وفي غضون ذلك واصلت إسرائيل الهجمات وهددت باجتياح بري جديد في مدينة رفح الصغيرة، حيث يتكدس أكثر من نصف سكان غزة الآن على حدود القطاع الجنوبية مع مصر ويعيشون في خيام موقتة.

ويخطط جيش الاحتلال لتوسيع عملياته العسكرية إلى مناطق لم يلجها بعد في وسط قطاع غزة، وفي مدينة رفح الجنوبية، على الحدود مع مصر، وفق ما أكده وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت.

وذكر جالانت خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، الاثنين، أن العملية البرية في قطاع غزة معقدة، بينما تتقدم وتحقق أهدافها، حيث ينشط الجيش في معظم أراضي القطاع.

عواقب كارثية

وفيما أعلنت إسرائيل أنها تستعد لهجوم بري محتمل على رفح آخر ملاذ للفلسطينيين على أطراف القطاع، عبّرت وكالات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة عن تخوفها أن تكون العواقب الإنسانية كارثية بعدما لم يتبق مكان للسكان يفرون إليه.

ويخشى سكان غزة من أن يؤدي التوغل الإسرائيلي المحتمل في رفح إلى إخراجهم من القطاع نهائيًا إلى مصر التي ترفض أية محاولة لإجبارهم على العبور.

وارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في قطاع غزة، إلى 27 ألفًا و585 فلسطينيًا غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.