الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

"معجزة هندسية".. نفق قد يؤدي إلى مقبرة كليوباترا

الرئيس نيوز

اكتشف فريق من علماء الآثار نفقًا صخريًا ضخمًا أسفل معبد مصري قديم في مدينة تابوزيريس ماجنا (بالقرب من مدينة الإسكندرية) الواقعة على ساحل مصر، واكتشف علماء الآثار النفق الذي وصف بأنه معجزة هندسية.

ووفقًا لمجلة ساينس أليرت، فإن طول النفق يزيد عن 4300 قدم، وهو محفور في صخرة بعمق 43 قدمًا تحت الأرض والنفق المكتشف مؤخرًا يشبه نفق جوبيلينوس في اليونان ولكنه أطول، ويعني اسم معبد تابوساريس ماجنا "مقبرة أوزوريس" إله العالم السفلي عند قدماء المصريين ويعتقد أن النفق يمكن أن يؤدي إلى مقبرة كليوباترا المفقودة وعشيقها مارك أنتوني ويعمل فريق الأثريين بالموقع منذ عام 2004.

وقادت الدكتورة كاثلين مارتينيز (عالمة الآثار من جامعة سانتو دومينجو في جمهورية الدومنيكان) أعمال التنقيب للبحث عن مقبرة كليوباترا واكتشفت النفق، وكانت كليوباترا آخر حكام مصر من البطالمة وحكمت البلاد في الفترة من 51 إلى 30 قبل الميلاد وكانت الملكة آخر سلسلة طويلة من حكام مصر البطالمة، الذين قدموا إلى مصر مع القائد اليوناني الإسكندر الأكبر.


ووفقًا للتاريخ ماتت كليوباترا ومارك أنتوني في أعقاب خسارة معركة أكتيوم في اليونان أمام أوكتافيان، خليفة قيصر، الذي كان يقاتل من أجل السيطرة على الإمبراطورية الرومانية. 

ولكن لم يتم العثور على قبر كليوباترا قط فقد أرادت أن تُدفن مع أنطونيوس لأنها أرادت أن يجتمع شملها بعد الموت كما في أسطورة إيزيس وأوزوريس.

وبحسب أسطورة إيزيس وأوزوريس، قُتل أوزوريس وتقطع إلى أجزاء وتناثر في كل مكان ثم قامت إيزيس، زوجة أوزوريس، بجمع القطع، ولفترة وجيزة، قامت بإحيائه.

وعثر داخل المعبد على عدد من القطع الأثرية الهامة تحتوي على عملات معدنية منقوشة عليها وجوه وأسماء كل من الملكة كليوباترا والإسكندر الأكبر، وتماثيل للإلهة إيزيس (زوجة أوزوريس)، ومهاوي دفن تتضمن مدافن يونانية رومانية تشير إلى احتمالية وجود قطع أثرية هامة في مؤشر قوي على احتمال وجود مقبرة كليوباترا ومارك أنطونيو بالقرب من المعبد.

يحتوي النفق على عدد من الأواني الفخارية وكتلة مستطيلة من الحجر الجيري، ووجد أن جزء من النفق مغمور تحت مياه البحر الأبيض المتوسط وقد هزت عدة زلازل المنطقة ودمرت أجزاء كبيرة من المعبد.

وخلال مقابلة مع ناشيونال جيوجرافيك، قالت الدكتورة كاثلين مارتينيز إن هناك فرصة بنسبة 1% أن يقودها النفق إلى المقابر المفقودة، وتابعت: "لسنا متأكدين من أن النفق الجديد يمكن أن يقودنا إلى المقبرة المفقودة ولكن لا يزال علماء الآثار يصرون على أنه سيكون أهم اكتشاف في القرن ومن المؤكد أن هذا سيعطي المزيد من المعلومات في الأيام المقبلة من البحث".

وخلال أعمال التنقيب والاستكشاف المستمرة للمعبد، كشفت كاثلين مارتينيز عن النفق على عمق 13 مترًا (43 قدمًا) تحت الأرض تم حفر النفق الذي يبلغ ارتفاعه مترين من خلال 1305 مترًا (4281 قدمًا) في كتل من الحجر الرملي.


ويشبه تصميمه، وفقًا لوزارة السياحة والآثار، بشكل ملحوظ نفق يوبالينوس الذي يبلغ طوله 1036 مترًا - وهو قناة مائية تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد في جزيرة ساموس اليونانية وغالبًا ما يشار إلى القناة على أنها أعجوبة هندسية، وكانت غير مسبوقة في التصميم والبناء في يومها.

وتعتقد مارتينيز، التي يعمل في تابوزيريس ماجنا منذ عام 2004 بحثًا عن مقبرة كليوباترا السابعة المفقودة، أن النفق يمكن أن يكون بمثابة طريق واعد إلى المقبرة الغامضة وفي السابق، أسفرت أعمال التنقيب عن أدلة يبدو أنها تشير إلى الملكة الشهيرة وآخر البطالمة.

وتأسست تابوزيريس ماجنا حوالي عام 280 قبل الميلاد على يد بطليموس الثاني، ابن قائد الإسكندر الأكبر الشهير وأحد أسلاف كليوباترا ويعتقد الفريق أن المعبد كان مخصصًا للإله أوزوريس وملكته الإلهة إيزيس، الإلهة التي ارتبطت بها كليوباترا بعلاقة قوية وقد عثر هناك على عملات معدنية تحمل أسماء وصور كليوباترا والإسكندر الأكبر، بالإضافة إلى تماثيل صغيرة لإيزيس.

كما تم العثور في المعبد على ممرات دفن تحتوي على مدافن يونانية رومانية ومن المحتمل أن كليوباترا وزوجها مارك أنتوني قد تم دفنهما في مقابر مماثلة ويمكن أن يؤدي العمل البحثي المستقبلي إلى مزيد من المعلومات حول ما إذا كان النفق الجديد يمكن أن يؤدي إلى هذه المقابر المفقودة منذ فترة طويلة.

وستكون المرحلة التالية هي استكشاف البحر الأبيض المتوسط القريب وبين عامي 320 و1303 م، ضربت سلسلة من الزلازل الساحل، مما أدى إلى انهيار جزء من المعبد وابتلعته أمواج البحر بالإضافة إلى ذلك، كشفت أعمال التنقيب في وقت سابق عن شبكة من الأنفاق تمتد من بحيرة مريوط إلى البحر الأبيض المتوسط.

وسواء تم العثور على مقبرة كليوباترا أم لا، فإن التنقيب الشامل لهذه الآثار يمكن أن يخبرنا المزيد عن المدينة القديمة الغامضة وقد أسفر النفق بالفعل عن بعض الكنوز: قطع فخارية، وكتلة مستطيلة من الحجر الجيري.