قلق أوروبي واسع بشأن احتمالية توسيع إسرائيل الحرب في غزة إلى رفح الفلسطينية
أعرب الاتحاد الأوروبي، أمس السبت، عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم نقل معركته ضد حماس إلى مدينة رفح على حدود غزة مع مصر وهو الموقع الذي فرّ أكثر من مليون شخص من القصف الانتقامي لجيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، حذّر كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي من أن الصراع من المرجح أن ينتشر في جميع أنحاء المنطقة ما لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة حماس، بعد أن ضربت الغارات الجوية الأمريكية عشرات المواقع في العراق وسوريا التي تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران والحرس الثوري الإيراني.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن حوالي مليون فلسطيني “نزحوا تدريجيًا نحو الحدود المصرية، وكان ذلك بعد مزاعم إسرائيلية بأنها مناطق آمنة، ولكن في الواقع ما نراه هو أن القصف الذي يؤثر على السكان المدنيين مستمر ويخلق وضعًا سيئًا للغاية".
وكان وزير دفاع سلطات الاحتلال يوآف جالانت قد صرّح، الخميس، بأنه بعد سيطرة قوات الاحتلال على مدينة خان يونس الجنوبية، التي فر منها عشرات الآلاف من الأشخاص، فإنها ستنتقل إلى رفح ولم يحدد إطارًا زمنيًا لتلك الخطوة.
وأشار بوريل إلى أن مثل هذا الهجوم يمكن أن يدفع اللاجئين إلى مصر، مما يقوض اتفاق السلام الإسرائيلي مع البلاد ويثير غضب الولايات المتحدة. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى نسف محادثات السلام البطيئة مع حماس وتعقيد الجهود الرامية إلى إطلاق سراح عشرات الإسرائيليين الذين لا يزالون رهائن منذ 7 أكتوبر.
وأثار احتمال نشوب حرب برية في رفح مخاوف متعددة بشأن المكان الذي سيذهب إليه السكان بحثا عن الأمان وقالت الأمم المتحدة إن المدينة أصبحت مثل " طنجرة الضغط وعنوانها الرئيسي: اليأس".
وفي حديثه في بروكسل، حيث كان يترأس محادثات غير رسمية بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قال بوريل إن الحرب بين إسرائيل وحماس خلقت “تأثير الدومينو”، مع اندلاع الصراع أيضًا في لبنان والعراق وسوريا ومنطقة البحر الأحمر، مضيفًا: "إننا نشاهد وضعًا حرجًا في الشرق الأوسط، وفي المنطقة بأكملها وطالما استمرت الحرب في غزة، فمن الصعب للغاية الاعتقاد بأن الوضع في البحر الأحمر سيتحسن، لأن هناك شيئًا مرتبطًا بالآخر".
وحذرت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب، التي تتولى بلادها حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، من "خطر حقيقي لامتداد الصراع"، وقالت: "إنه مصدر قلق كبير، لذا فإننا نطالب بضبط النفس، ونطالب بالحوار والدبلوماسية وأضافت في تصريحاتها للصحفيين "إنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها تهدئة الوضع في الشرق الأوسط".
وقال راديك سيكورسكي، وزير خارجية بولندا، الحليف القوي للولايات المتحدة، إن أولئك الذين استهدفتهم الضربات الجوية الأمريكية كانوا يدركون أن الغارات الأمريكية قادمة لا محالة، مؤكدًا: “لقد لعب وكلاء إيران بالنار لأشهر وسنوات، وهم الآن يحترقون بنفس النار”.
وقال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبرج إنه يعتقد أن "أولئك الذين يهاجمون القواعد الأمريكية عليهم أن يعلموا أنهم في الواقع يصبون الزيت على النار"، وحذر من أن الشرق الأوسط بأكمله على برميل بارود، وهناك الكثيرون الذين يركضون حاملين أعواد الثقاب المشتعلة.
وبعد الاجتماع، أعرب بوريل أيضًا عن قلقه بشأن مصير الأونروا؛ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي تعمل مع الفلسطينيين، بعد مزاعم واتهامات إسرائيلية تحدثت دون دليل عن تنورط 12 من موظفيها في هجمات 7 أكتوبر، مما دفع الولايات المتحدة وآخرين إلى سحب التمويل من أكبر مزود للمساعدات إنسانية في غزة.
وقال بوريل إن غالبية الوزراء الحاضرين من دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين يعتقدون أن عمل الأونروا مهم وحيوي وبينما جمدت بعض الدول دعمها، قال بوريل إن وزراء آخرين أبلغوه أن حكوماتهم ستزيد التمويل ولم يسمهم.
وقال بوريل إن "الأونروا تلعب دورا حاسما في دعم اللاجئين الفلسطينيين، ليس فقط في غزة" ولكن أيضا في لبنان والأردن وأضاف: “من يستطيع أن يوفر بديلا للوكالة بين عشية وضحاها؟”.
وقال إن الاتحاد الأوروبي يرحب بالتحقيق الذي بدأته الوكالة وأشار بوريل أيضًا إلى أن إسرائيل كانت تنتقد عمل الأونروا لسنوات عديدة، وهو أمر معتاد.