عاجل| مزاعم إسرائيلية بالتوصل لتفاهمات مع القاهرة بشأن محور فيلادلفيا

علق مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسين هريدي، على المزاعم التي تتناقلها وسائل إعلام إسرائيلية بشأن الوصول إلى تفاهمات مع مصر بشأن الشريط الحدودي مع قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، (محور صلاح الدين) أو محور (فيلادلفيا)، وقال السفير في تصريحات لفضائية الجزيرة: "علينا الانتظار حتى صدور بيان رسمي من القيادة العامة للقوات المسلحة بشأن ذلك". 

أوضح السفير هريدي أن محور فيلادلفيا هو جزء من المنطقة (د) وفق البروتوكول الأمني، الملحق باتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، وهي منطقة منزوعة السلاح. ويحدد البروتوكول عدد الأفراد المتواجدة في محور صلاح الدين.

لفت السفير هريدي إلى أن المحور يقع في المنطقة (د)، وهذا المحور هو شريط حدودي يربط بين مصر وقطاع غزة، وهو يقع غربي البحر المتوسط، ويمتد حتى المعبر الإسرائيلي كرم أبو سالم شرقًا لمسافة 14.5 كم.

أشار إلى أنه عند تم توقيع اتفاق السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، كان قطاع غزة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي دخل هذا الشريط، في بروتوكول الدفاع الملحق باتفاق السلام، وفي المادة 2 تحدد عدد القوات الإسرائيلية، على ألا تزيد عن 4 كتائب مشاة، وعدد أفراد الكتيبة لا يتجاوز 4000 جندي. 

قال السفير هريدي إن هذه المنطقة غير مصرح أن يكون فيها دبابات أو قاذفات صواريخ أو مضادات طيران، إلا الصواريخ المحمولة على أكتاف الجنود، على أن يتواجد في المنطقة 180 عربية ناقلة جند مدرعة. أوضح السفير أنه وفق اتفاق السلام هناك مكتب اتصال مصري في العريش ومكتب اتصال إسرائيلي في (بير سبع)، وأي تحركات تتعلق بالترتيبات الأمنية في تلك المنطقة لا تتم إلا عبر تلك المكاتب الرسمية. 

يقول السفير هريدي: "عندما ترددت أنباء نقلًا عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان جيش الاحتلال، بأن العملية العسكرية ستمتد إلى محور فيلادلفيا، أعربت مصر عن رفضها الوجود الإسرائيلي في ذلك الشريط الحدودي، وبالتالي أي مزاعم إسرائيلية عن الوصول إلى تفاهمات مع مصر بشأن المحور لا يمكن التعاطي معها إلا بعد صدور بيان رسمي من القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بشأن ذلك". 

كانت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلت عن مصادر في جيش الاحتلال إنه تم التوصل إلى تفاهمات مع مصر بشأن التواجد في محور فيلادلفيا، لكن الجيش المصري لم يصدر عنه أي بيانات بشأن ذلك. 
وقبل أيام، قال موقع "القدس العربي"، إن قناة الميادين نقلت عن مصادر فلسطينية، أن “مصر أبلغت الفصائل الفلسطينية، بقرارها الحاسم بعدم السماح للاحتلال الإسرائيلي باجتياح الحدود الفلسطينية- المصرية في رفح".

لفتت المصادر إلى تشديد مصر على أن “أي اعتداء على الحدود المصرية- الفلسطينية، هو اعتداء على الأمن القومي المصري"، وبحسب مصادر القناة، فإن الفصائل الفلسطينية أشادت بالموقف المصري، وعدّته “حمايةً للحدود وتعزيزًا للسيادة عليها”، مشيرة إلى أن “مصر تمنع مشروع التهجير". كما أضافت أن الفصائل الفلسطينية ترى الموقف المصري أنه من أهمّ المواقف التي ستمنع العدوان على منطقة الحدود.

وقبل أيام، أكد رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان، أن “سعي إسرائيل للسيطرة على محور فيلادلفيا في قطاع غزة على طول الحدود مع مصر” سيؤدي إلى تهديد خطير وجدّي للعلاقات المصرية- الإسرائيلية.

وقال رشوان إن “الفترة الأخيرة قد شهدت عدة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحمل مزاعم، وادّعاءات باطلة، بشأن وجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات والذخائر ومكوّناتها، إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية".

أضاف أن “إمعان إسرائيل في تسويق هذه الأكاذيب، هو محاولة منها لخلق شرعية، لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين، في قطاع غزة على طول الحدود مع مصر، في مخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقّعة بينها وبين مصر”.