هل تمتلك الولايات المتحدة الإرادة لإنهاء "الحرب الساخنة" في غزة؟
قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق في شمال وجنوب قطاع غزة، الأربعاء، بعد أن قالت حركة حماس الفلسطينية إنها تلقت اقتراحا جديدا وتدرسه لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، وفقًا لموقع فرانس 24 الإخباري.
ويبدو أن الاقتراح، الذي قدمه الوسطاء بعد محادثات مع إسرائيل، هو أخطر مبادرة سلام منذ أشهر في الحرب بين إسرائيل وحماس وجاء اقتراح وقف إطلاق النار بعد محادثات في باريس شارك فيها رؤساء المخابرات من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر مع رئيس وزراء قطر.
وفي إشارة إلى جدية المفاوضات، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إنه سيتوجه إلى القاهرة لبحث الأمر، وهي أول زيارة علنية له إلى هناك منذ أكثر من شهر. لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرر تعهده بعدم سحب القوات من غزة حتى تحقيق "النصر الكامل" في تذكير بالفجوة الكبيرة في المواقف العلنية بين الطرفين المتحاربين بشأن ما يلزم لوقف القتال ولو بشكل مؤقت.
وتزعم حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنها لن تتوقف عن القتال حتى يتم القضاء على الجماعة المسلحة التي تحكم غزة منذ عام 2007.
ولتحليل متعمق ومنظور أعمق للحرب بين إسرائيل وحماس ومحادثات وقف إطلاق النار في باريس والانقسام الأمريكي الإسرائيلي الآخذ في الاتساع، أجرى مارك أوين مراسل فرانس 24 مقابلة مع ويليام لورانس أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في كلية الحقوق بالجامعة الأمريكية في واشنطن ومدير مشروع شمال أفريقيا السابق في مجموعة الأزمات الدولية والدبلوماسي الأمريكي السابق.
ويعتقد لورانس أن الولايات المتحدة لابد أن تتوافر لديها القوة والإرادة اللازمتين لإنهاء "الحرب الساخنة" وأن نتنياهو لديه "مصلحة شخصية قوية" لشن حرب لا نهاية لها، وكانت المفاوضات تجري في قطر سرًا بمعنى أنه لا يتم نشر تفاصيلها علنًا، ولم يتم إصدار أي تصريحات إعلامية في قطر التي يتمركز فيها كبار قادة حماس ويستضيفون رؤساء المخابرات من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، بهدف إيجاد خارطة طريق لهدنة وإمكانية عودة حوالي 130 رهينة إسرائيلية لا تزال تحتجزهم حماس في قطاع غزة.
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، أصبح من الصعب بعض الشيء تغطية كل شيء على الأرض، ويرى لورانس أن المباحثات أحرزت تقدمًا كبيرًا في في باريس ويجري عرض تلك النتائج في القاهرة وواشنطن الآن.
وما تتطلع إليه المنطقة بالفعل هو وقف جديد لإطلاق النار، وقد تراجعت كل من الاحتلال وحماس عن خطوطهما الحمراء، ففي السابق، قالت حماس إنه لا يوجد اتفاق دون وقف كامل لإطلاق النار، وقالت إسرائيل إنه لا يوجد وقف دون عودة جميع الرهائن أولًا، ولكن تم التراجع عن الخطوط الحمراء ونحن الآن ننظر إلى جوانب الصفقة على مراحل.
تم الانتهاء من الاتاق بشأن المرحلة الأولى نوعًا ما، وستتم مناقشة المرحلتين الثانية والثالثة، لذلك كان هناك عدة أنواع من النجاحات في التفاوض حول الإطار العام وأضبحت الأطراف المعنية أقرب إلى إنفراجة لأزمة غزة، وأزمة الرهائن.
وفيما يتعلق بما يجري في قطر، يرى لورانس أن الأمر يتطور بشكل واضح، على مستوى المناقشات السرية للغاية، ومن الواضح أنها تجري خلف أبواب مغلقة، ولكن الأمر لا يقتصر على قطر فقط، فقد التقى رؤساء المخابرات المعنية خلال عطلة نهاية الأسبوع في باريس وكانت هناك محادثات قبل ذلك في بولندا، ويوجد مسؤولون قطريون اليوم في واشنطن وبالتالي فإن قطر مجرد جزء آخر مما يحدث، ولكن الكرة في ملعب حماس الآن، لأن إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر توصلوا إلى صفقة يتم عرضها الآن على حماس.
ويتوقع لورانس أن تقبل حماس نوعًا من الصفقة، فما كان واضحًا منذ البداية هو أن موضوع الرهائن من أجل وقف إطلاق النار لم يكن أبدًا هو المقصود، فقد أطلق سراح يحيى السنوار ضمن مبادلة سابقة إلى جانب 999 سجينًا فلسطينيًا آخر مقابل جندي إسرائيلي واحد، قبل بضع سنوات، وحماس نعم تتوقع مبادلة كل رهينة من جيش الاحتلال بمئات، إن لم يكن الآلاف من الفلسطينيين. وهذا هو ما يدور حوله الأمر، في كثير من النواحي. فما هي المعادلة التي يتم حساب عدد من سيطلق سراحهم، وبالنسبة لحوالي ستة آلاف أسير فلسطيني، يوجد الآن حوالي 1200 منهم محتجزون دون توجيه تهم إليهم.
ويقول لورانس: ": لو أراد الأمريكيون أن تنتهي المرحلة الساخنة من هذه الحرب بنهاية العام 2023، لفعلوا، ولكن المدى الزمني الآن يتغير، فهم يريدون الانتهاء من الحرب بحلول نهاية يناير 2024 ولكن هذا ليس ما يريده الإسرائيليون، ولكن الأمريكيين أجبروا الإسرائيليين إلى حد كبير على وقف إطلاق النار في 24 نوفمبر. وإلى حد ما، فإنهم يجبرونهم على نفس الشيء الآن مرة أخرى، وسط تدهور ملحوظ في العلاقة بين بايدن ونتنياهو وهي تتدهور أكثر فأكثر، فنرى نتنياهو يسخر من بايدن علانية ويقول إنه لن يتبع تعليماته، عندما يتحدث باللغة العبرية، ويرتدي ملابس مختلفة، يتحدث بهذه الطريقة، لكن الأمريكيين يعرفون والمجتمع الدولي أن الأمر متروك للأمريكيين لوقف هذه الحرب، كما فعلوا في 2021 و2014 و2008. وكان الأمريكيون في النهاية هم من قالوا إن هذه الحرب يجب أن تتوقف.
ويعتقد لورانس أن التلويح بسحب التمويل من الاحتلال الإسرائيلي سيكون ممكنًا ومن الواضح أنه سيؤتي ثماره، ومن الممكن أن يكون هناك نوع من الضغط الذي يمارس على إسرائيل بهذا الشكل، إنهم يقولون ببساطة إننا سنقطع التمويل ما لم توقفوا الحرب.