عاجل| ماذا سيحدث لو سيطر جيش الاحتلال على خان يونس؟
كثفت إسرائيل من عمليتها العدائية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وعينيها على مدينة رفح الفلسطينية، ومن ثم محور صلاح الدين المعروف باسم (فيلادلفيا)، الذي أعلنت مصر في بيان لهيئة الاستعلامات أنها لن تقبل بأي حال من الأحوال بالسيطرة الإسرائيلية عليه.
كانت هيئة الاستعلامات المصرية التابعة للرئاسة حذرت، الاثنين الماضي، من أن أي تحرك إسرائيلي للسيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة سيؤدي إلى "تهديد خطير وجدي" للعلاقات المصرية - الإسرائيلية.
وقالت، في بيان لرئيسها ضياء رشوان، إن "القاهرة قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها، ولن ترهنها في أيدي مجموعة من القادة الإسرائيليين المتطرفين ممن يسعون لجر المنطقة إلى حالة من الصراع وعدم الاستقرار".
ونفت الهيئة، صحة ما ورد من تصريحات، خلال الفترة الأخيرة، على لسان مسؤولين إسرائيليين، في مقدمتهم نتنياهو، حول وجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات والذخائر ومكوناتها إلى قطاع غزة بواسطة أنفاق عبر الأراضي المصرية.
وكان مسؤولون إسرائيليون، على رأسهم نتنياهو، توعدوا بالسيطرة على محور فيلادلفيا باعتباره خطوة لحسم الحرب، بحسب تقديراتهم.
موقف حماس
بدورها، ثمّنت حركة حماس موقف مصر من التهديدات الإسرائيلية بشأن محور صلاح الدين (فيلادلفيا). ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) الخميس الماضي عن المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو، قوله “إن هذا الموقف يعبر عن أهمية الدور المصري وتأثيره في دعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في هذه المعركة التاريخية ووقف العدوان الغاشم الذي يتعرض له شعبنا خاصة في غزة”.
وتحول محور صلاح الدين (فيلادلفيا) المحاذي للحدود المصرية مع قطاع غزة، خلال الأسبوعين الماضيين، إلى نقطة تجاذب مصرية- إسرائيلية”.
ورفضت مصر مساعي الاحتلال للسيطرة الأمنية على المحور الحدودي، معتبرة “أي تحرك في هذا الاتجاه، خط أحمر سيؤدي إلى تهديد خطير وجدّي للعلاقات المصرية- الإسرائيلية”.
تطورات ميدانية
ووفق صحيفة “الشرق الأوسط”، فقد توغل الجيش الإسرائيلي في عمق خان يونس في الساعات الماضية، وشوهدت دبابات للمرة الأولى في غرب المدينة عند مستشفى “الخير” الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي لاحقًا في وقت حاصر فيه مستشفيي ناصر الطبي والأمل ومناطق سكنية عدة.
جاء ذلك في ظل مؤشرات على أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى حسم معركة خان يونس بعدما دفع بـ4 ألوية للمشاركة في اقتحامها.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 4 ألوية بقيادة “الفرقة 98” تشارك في الهجوم الجديد على خان يونس.
ووفق مؤشرات ميدانية، شهدت مدينة خان يونس موجة نزوح جديدة مع توغل القوات الإسرائيلية في المدينة، منذ أن قرر جيش الاحتلال بدء عملية واسعة في خان يونس؛ بهدف الوصول إلى قيادة حركة حماس ومحتجزين إسرائيليين، لكنها واجهت مقاومة شرسة، وتفاجأت بقدرات حماس وعدد مقاتليها وحجم أنفاقها مما يشبه المتاهة التي لا تنتهي، بخلاف الوضع في شمال القطاع.
وزعمت «قناة 12» الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي هزم 3 من 4 كتائب لـ"حماس" في خان يونس، لكن التقديرات لدى قادة الجيش تفيد بأن القتال في خان يونس المستمر منذ شهر ونصف الشهر فوق الأرض وتحتها في وقت واحد، سيشتد ولن يتوقف.
وتقدّر المؤسسة الأمنية أن الأمر سيستغرق بضعة أسابيع أخرى لإكمال العملية فوق الأرض، أما تحت الأرض فالوضع معقد إلى حد ما.
ووفق صحيفة “الشرق الأوسط”، لكن حتى إذا نجح الجيش في التقدم أكثر في خان يونس، فتظهر منطقة رفح عقدة جديدة أمام إسرائيل. وتقول مصادر إسرائيلية إنه تم تسجيل فرار مئات الفلسطينيين الإضافيين من خان يونس إلى رفح الصغيرة يوم الاثنين. وفي الصور القادمة من خان يونس، يظهر كثير من السكان وهم يستقلون المركبات ويحملون ما أمكن من أمتعتهم نحو الجنوب.