زيارة جديدة لـ نصر أبوزيد.. الباز يناقش "إمام التفكير" بمعرض الكتاب 2024
شهدت قاعة "كاتب وكتاب" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الجمعة، ندوة لمناقشة كتاب "إمام التفكير.. زيارة جديدة لنصر حامد أبو زيد" للإعلامي ورئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور" محمد الباز، وناقشه الكاتب محمد عبد العزيز، وعميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الأسبق وأستاذ تفسير وعلوم القرآن محمد سالم أبو عاصي.
في حديثه عن كتابه، قال الباز: الدافع لهذا الكتاب لم يكن الرغبة في الانتصار لأبي زيد فقط ولكنه انتصار للحياة ولأفكار نرددها دون أن نطبقها من قبيل حرية الفكر والاجتهاد، ومناقشة الفكر والإبداع لا أن تصل الأمور إلى درجة العداء والتحريض على القتل والتفريق بين المفكر الراحل وزوجته.
استطرد الباز: هذا الكتاب يأتي هذا العام بعد مرور 30 عامًا على قضية التفريق بين أبي زيد وزوجته، و80 عامًا على ميلاده، فالمشكلة الأساسية أن الوعي العام يختصر فكر نصر أبو زيد في فكرة مغلوطة تتمثل في أنه عادى الإسلام، وهو تلخيص مجحف لأننا أمام واحد من مفكرينا الكبار اتفقنا أو اختلفنا معه.
أوضح الباز أن أبا زيد اتبع نهجًا فكريًا في تفسير القرآن الكريم ذا صلة بسلسلة سابقة عليه من المفكرين بدءًا من الإمام محمد عبده، والشيخ أمين الخولي، ومحمود أحمد خلف الله، وكل من دخلوا إلى هذه الدراسات طوردوا وحوصروا، إلا أن نصر أبا زيد أصر على موقفه حتى النهاية رغم أنه كانت أمامه الفرصة لأن يتراجع، ولكنه لم يسلك هذا المسلك ورفض تقديم أي تنازلات فيما قدمه من فكر لأنه للحظة الأخيرة كان مؤمنا بأن ما قدمه كان في خدمة الإسلام وليس معاداته.
وتابع الباز: أبو زيد كان مفكرًا حقيقيًا، ولذلك كانت الحرب عليه بلا رحمة، إذ خرجت خلافاته مع الجامعة إلى الرأي العام وهوجم بضراوة، ولم تمنح له الفرصة لأن يدافع عن أفكاره، ومن ثم فقد كتبت هذا الكتاب اتباعًا لما اعتبرته وصيّة للمؤلف الراحل إذ قال ذات مرة: أتمنى أن أقابل كل مواطن مصري على حدة وأشرح له حقيقة مواقفي وآرائي لأنه منع من الظهور الإعلامي والدفاع عن نفسه، فأردت أن أكتب عنه وأوضح حقيقة مواقفه وأفكاره، فقد تعلمت التفكير منه وهذا الكتاب محاولة لرد الجميل له.