الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

نيويورك تايمز: فوز هيلي يمنح الولايات المتحدة أخطر رئيسة على الإطلاق

الرئيس نيوز

أصبح التهديد الوحيد الذي يواجه الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري متمثلا في منافسته نيكي هيلي، ولفتت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن بعض المراقبين ينظرون إلى سيناريو وصول نيكي هيلي إلى البيت الأبيض على أن رئاسة هيلي أكثر خطورة من ولاية ترامب الثانية.

ولا تكمن هذه المخاوف في الاعتقاد بأن هيلي قد تشكل تهديدًا استبداديًا للديمقراطية الأمريكية، بل إن فوزها، إن حدث، سوف يكون له الأثر المفيد المتمثل في إعادة تطبيع سياسة الجمهوريين فيما يتصل بمسائل مهمة مثل الممارسة المعتادة المتمثلة في خوض انتخابات خاسرة من خلال الضغط من أجل إحداث أزمة دستورية وإثارة الغوغاء الغاضبين، كما حدث في 6 يناير 2021.

ولكن عندما يُكتب تاريخ التراجع الأمريكي في القرن الحادي والعشرين، فإن الفصل الحاسم لن يركز على ترامب، بل على أحد أسلافه، جورج دبليو بوش: رجل أفضل من ترامب، وسياسي مقتدر يتمتع بعدد من السياسات السليمة بالنسبة له، ولكن الخطر الحقيقي جاء من كونه تحول إلى مهندس سياسة خارجية متعجرفة لا تزال آثارها الكارثية تنتشر في جميع أنحاء البلاد والعالم، وليس أدل على ذلك من الوضع الراهن في كل من العراق وأفغانستان اليوم.

لم تكن حرب العراق والفشل الأبطأ والأطول أمدا في أفغانستان مجرد بداية لتفكك السلام الأمريكي، كما أنها شوهت مصداقية المؤسسة الأمريكية في الداخل، وحطمت يمين الوسط وقوضت يسار الوسط، وبددت الثقة في السياسيين والبيروقراطيات وحتى الثقة في الجيش الأمريكي نفسه، واستمرت الآثار الاجتماعية للحرب في وباء المواد الأفيونية وأزمة الصحة العقلية.

وتشترك نيكي هيلي في المزاج العام الذي نشأ بين مؤسسي الجمهوريين بعد انهيار مذهب بوش، والذي ألقى اللوم في فشل رئاسته على الإفراط في الإنفاق وليس على العراق، وتصور مستقبلًا جمهوريًا يحدده التقشف المالي، والاعتدال في القضايا الاجتماعية، والتشدد الكامل في السياسة الخارجية.

ومع ذلك، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فإن الرؤية المتشددة بشكل كاسح بعيدة كل البعد عن المشهد العالمي الحالي، حيث تواجه الولايات المتحدة عالمًا مزعزعًا للاستقرار مع جيش ممتد لا يمكنه تحقيق أهداف التجنيد ومجموعة من المنافسين الذين يراقبون هذه اللحظة. باعتبارها نافذة الفرصة المتاحة لهم (أو الضرورة، في حالة الصين القوية اليوم).