الهجمات ضد السفن التجارية قد تؤدي لارتفاع أسعار النقل الجوي أيضًا
أكدت شبكة سي إن بي سي أن أحجام الشحن الجوي وأسعار خدماته ترتفع بشكل مضطرد مع تأخر السفن التجارية بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر، وتثير المخاطر المزيد من مخاوف كبار تجار التجزئة، وتزيد كذلك من توتر شركات السيارات.
ويوضح الارتفاع الحاد في الطلب على الشحن الجوي الذي تتابعه شركة زينيتا المتخصصة في متابعة سلاسل التوريد، القلق المتزايد بين الشركات وشركات الشحن بشأن أزمة البحر الأحمر، حيث ارتفعت أحجام الشحن الجوي على الطريق الرئيسي من فيتنام إلى أوروبا بنسبة 62٪ في الأسبوع المنتهي في 14 يناير.
ولم ترتفع تكلفة الشحن الجوي بشكل حاد، ولكن إذا استمرت هجمات الحوثيين على السفن وظل الطلب على البضائع مرتفعا، فمن المرجح أن ترتفع الأسعار أعلى من المستويات الراهنة، وقال نيال فان دي وو، كبير مسؤولي الشحن الجوي في شركة زينيتا: "سيكون هناك المزيد والمزيد من الشركات التي تشعر بالتوتر".
وتسببت عمليات التحويل لمسارات طويلة لسفن الشحن عبر المحيطات نتيجة لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر في ارتفاع أحجام الشحن الجوي، وستشهد تكلفة شحن البضائع بالطائرة زيادة كبيرة إذا لم تهدأ الأزمة، مع تزايد القلق بين الشركات.
ويرجع الارتفاع الحالي في استخدام الشحن الجوي في المقام الأول إلى أحجام البضائع المتجهة إلى أوروبا، حيث يتجنب المزيد من الشركات عمليات التحويل الأطول حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، وفقًا لما ذكرته زينيتا، وهي منصة رائدة لقياس أسعار الشحن البحري والجوي.
وكان الشحن الجوي يميل إلى أن يكون "أكثر هدوءًا" في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر والأسبوع الأول من شهر يناير، وفقًا لنيال فان دي وو، كبير مسؤولي الشحن الجوي بالشركة ولكن البيانات الأخيرة والمعلومات الواردة من العملاء تجعل هذه الفترة مختلفة.
وقال فان دي وو: "قبل أسبوعين، بدأت التحدث مع الشركات ووجدت أن تجار التجزئة بدأوا يفكرون في الشحن الجوي كوسيلة لإيصال منتجاتهم مباشرة إلى عملائهم".
وزادت أزمة البحر الأحمر من المخاوف من تجدد نوبة التضخم في سلسلة التوريد، ولكن حتى الآن "الأمر الأكثر إلحاحا هو الارتفاع الكبير في أحجام البضائع المنقولة جوًا.
ووفقًا لمجلة أفييشن 24، المتخصصة في مجال الطيران، تلجأ الشركات، لا سيما في قطاع التجزئة الاستهلاكية والملابس، إلى الشحن الجوي لحماية سلاسل التوريد الخاصة بها وتخفيف الاضطرابات الناجمة عن هجمات الحوثي على سفن الحاويات في البحر الأحمر وقناة السويس.
وفي السياق، ارتفعت أسعار الشحن الجوي من فيتنام إلى أوروبا بنسبة 10%، ومن الممكن أن تحدث زيادات أخرى في التكاليف مع تزايد الضغوط على القدرة الاستيعابية وعوامل الحمولة. سيوفر الأسبوعان المقبلان مزيدًا من الوضوح حول ما إذا كان هذا الاتجاه يمثل تحولًا دائمًا من الشحن البحري إلى الشحن الجوي.