ماذا يعني تصنيف أمريكا للحوثيين كيان إرهابي خاص (SDGT) وليس منظمة إرهابية أجنبية؟
في خطوة جديدة تعتبرها أمريكا ردعا لجماعة "أنصار الله" الحوثي، أعادت إدارة بايدن، مساء أمس الأربعاء، تصنيف الجماعة اليمنية، وأحد الأذرع العسكرية لإيران في المنطقة، على أنهم كيان "إرهابي دولي مصنف تصنيفًا خاصًا" (SDGT). ولم تقم الإدارة بإعادة إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.
ومنذ هذا الإعلان وتحديدا تصنيف SDGT واهتم عديد من النشطاء للتعرف على مواصفات التصنيف.
وفق تقارير فإن التصنيف يتيح فرض عقوبات اقتصادية، لكن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية فقط هو الذي يفرض حظر سفر على أعضاء المجموعة ويسمح بفرض عقوبات على أولئك الذين يقدمون "الدعم المادي" لها، وفقًا لوزارة الخارجية.
بحسب "CNN" فإن مصدرا مسؤولا في إدارة بايدن قال: "نعتقد أن تصنيف SDGT هو الأداة المناسبة في الوقت الحالي للضغط على الحوثيين". وأضاف أن هذا التصنيف يسمح "بمرونة أفضل" لاستهداف الحوثيين مع تقليل المخاطر على المساعدات الإنسانية.
يوضح أن إعادة فرض تصنيف SDGT سيدخل حيز التنفيذ بعد 30 يومًا "للسماح لنا بضمان وجود منح إنسانية قوية بحيث يستهدف عملنا الحوثيين وليس شعب اليمن".
وقال مسؤول أمريكي آخر إن إدارة بايدن ستجري اتصالات خلال فترة الثلاثين يومًا تلك مع المنظمات المشاركة في المساعدات الإنسانية لليمن.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن هذا التصنيف لا يهدف إلى التأثير على الهدنة الهشة في اليمن بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية. كما جادلوا بأن التصنيف هو جزء من جهد أوسع لحمل الحوثيين على وقف هجماتهم في البحر الأحمر.
وأزالت إدارة بايدن تصنيف الحوثيين كـ"إرهابيين دوليين مصنفين تصنيفا خاصًا" (SDGT)، وألغت إدراجها كمنظمة إرهابية أجنبية في فبراير 2021، بعد أن صنفتها إدارة ترامب في أسابيعها الأخيرة.
وتشن جماعة الحوثي هجمات ضد السفن الإسرائيلية في مضيق باب المندب، ردا على المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وقالت إن الاستهداف يتم فقط للسفن الإسرائيلية، قبل أن تقرر توسيع قاعدة المستهدفين بإضافة السفن الأمريكية والبريطانية، بعد الهجوم الذي شنته مقاتلات أمريكية بريطانية ضد أهداف حوثية، ردا على هجمات الحوثي.
وأعربت مصر عن قلقها العميق إزاء الهجمات الأمريكية ضد الأهداف الحوثية، وقالت إن من شأن تلك الضربات أن تزيد التوتر في تلك المنطقة الإستراتيجية، وأن الأولى معالجة مسببات هجمات الحوثي، بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبعد الهجمات الأمريكية توعدت جماعة الحوثي بالرد الحاسم على الهجمات الأمريكية البريطانية.
وتأثرت التجارة العالمية بهجمات الحوثي؛ إذ أعلنت العديد من شركات الشحن العالمية، التعليق المؤقت لرحلاتها في البحر الأحمر.
وقال مسؤولو إدارة بايدن إن التصنيف يهدف إلى ردع الحوثيين عن عدوانهم المستمر في البحر الأحمر. وهذا التصنيف هو الأحدث في سلسلة من الإجراءات الأمريكية التي تستهدف الجماعة المدعومة من إيران، ويأتي في الوقت الذي يلوح فيه شبح حرب إقليمية أوسع في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لشبكة CNN: "هذه الهجمات مثال واضح على الإرهاب وانتهاك القانون الدولي وتهديد كبير للأرواح والتجارة العالمية، كما أنها تعرض للخطر إيصال المساعدات الإنسانية".
في ذلك الوقت، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن قرار إزالة تصنيفات جماعة الحوثي كان مدفوعًا بمخاوف من أنها قد تعرض للخطر القدرة على تقديم المساعدة الحاسمة لشعب اليمن.
ومع ذلك، تزايدت الضغوط على الإدارة لإعادة فرض التصنيف وسط الهجمات في البحر الأحمر، والتي يقول الحوثيون إنها رد انتقامي على الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة.