هل تعد مشكلة الملاحة في البحر الأحمر محفزا لموجة تضخم عالمية؟
انخفضت حركة سفن الحاويات عبر قناة السويس بنسبة 90% على أساس سنوي في الأسبوع الأول من شهر يناير، مما أدى إلى تعطيل طرق التجارة العالمية بشكل كبير ويؤدي تحويل مسار السفن إلى مسارات أطول، كما هو الحال حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، إلى زيادة أوقات الشحن وتكاليفه، مما يؤثر على سلسلة التوريد بأكملها ويساهم في ارتفاع أسعار الشحن، وفقا لصحيفة أويل برايس المتخصصة في شؤون الطاقة، والتي حذرت من تداعيات استمرار هجمات المتمردين الحوثيين اليمنيين في تعطيل أحد أكثر طرق التجارة ازدحامًا في العالم.
وارتفع مؤشر شنغهاي للشحن بالحاويات بشكل حاد، كما ارتفعت أسعار النفط بسبب المخاوف الأمنية في المنطقة، مع قيام شركات الشحن الكبرى مثل ميرسك، وإم إس سي، وهاباج لويد بتغيير مساراتها.
وكشفت أرقام جديدة من شركة كلاركسونز ريسيرتش لتتبع جركة ومرور الحاويات، انهيار حركة المرور في خليج عدن، الذي يستخدم كنقطة دخول لسفن الحاويات المسافرة عبر قناة السويس.
وكانت شركات الشحن الرئيسية مثل ميرسك وإم إس سي وهاباج لويد قد قامت بتقييد حركة المرور عبر المنطقة منذ أن بدأت هجمات المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في منتصف نوفمبر، مما أثار مخاوف بشأن التأثير على سلاسل التوريد العالمية والتضخم، ولكن العديد من شركات الشحن عادت إلى البحر الأحمر الذي يعد طريقًا ملاحيًا حيويًا، حيث يربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.
واستأنفت شركة ميرسك الشحن عبر البحر الأحمر خلال الفترة بين 25 ديسمبر و2 يناير في ظل التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة. لكن شركة هاباج لويد حذرت من أنها تخطط لمواصلة تحويل حركة المرور بعيدًا عن البحر الأحمر، على الرغم من العملية العسكرية الدولية للحفاظ على المنطقة آمنة.
وقال تقرير شركة كلاركسونز إن إجمالي الرحلات اليومية عبر قناة السويس، بما في ذلك ناقلات البضائع السائبة والناقلات وناقلات الغاز الطبيعي المسال، انخفضت بنسبة 46 في المائة في الأسبوع الأول من يناير، مقارنة بديسمبر.
وكشفت البيانات أيضًا أن حوالي 364 سفينة حاويات اختارت القيام برحلة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا منذ تصاعد المخاوف الأمنية في نوفمبر، حيث بلغ إجمالي هذا العدد أكثر من ضعف العدد المسجل في 21 ديسمبر وهو 155 سفينة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من الممكن أن يؤدي تغيير المسار عبر القارة الأفريقية ورأس الرجاء الصالح إلى إضافة ما بين 10 إلى 14 يومًا للرحلة، وفقًا لشركة استشارات الشحن Sea Intelligence.
وتتسبب عمليات التحويل الطويلة بعيدًا عن قناة السويس في زيادة تكاليف الشحن، مما يؤثر على سلسلة توريد البضائع بأكملها، حتى الخروج، كما أثر ذلك على أسعار النفط، التي ارتفعت في يناير مع رفض إيران الدعوات لإنهاء دعمها لهجمات الحوثيين.
وقالت شركة كلاركسونز إن مؤشر شنغهاي للشحن بالحاويات (SCFI)، وهو المقياس الأكثر استخدامًا لتكلفة الشحن، ارتفع بنسبة 88 بالمائة منذ أوائل ديسمبر إلى أعلى مستوى خارج تلك المستويات المسجلة سابقًا خلال جائحة كوفيد-19 عندما تراجعت الأسعار.
وبلغت تكاليف خط إس سي إف آي من شنغهاي إلى شمال أوروبا 2871 دولارًا في الخامس من يناير الجاري، أي أكثر من ثلاثة أضعاف مستوى أوائل ديسمبر.
قال ماثيو جور، الخبير اللوجستي والشريك في شركة هولمان فينويك ويلمان: "لقد شهد قطاع شحن الحاويات بداية صعبة لهذا العام"، مع زيادة أوقات الرحلة مما أدى إلى قيام شركات النقل “بفرض رسوم إضافية لتغطية التكاليف الإضافية”.
وأكد جور: "امتصت هذه المواقف بعض الطاقة الاستيعابية للسوق، وارتفعت أسعار الشحن، ومن المرجح أن تستمر التداعيات لعدة أشهر قادمة".