أزمة الدواء تشعل أروقة الشيوخ.. نواب: الحكومة شغالة عند المحتكرين.. وآخرون يشيدون بجهود الدولة
فجّرت مناقشة طلب استيضاح سياسة الحكومة بشأن الإجراءات والتدابير الحكومية للحد من آثار الأزمات الاقتصادية والصحية والسياسية التي يشهدها العالم على قطاع الرعاية والخدمات الصحية وأسعار الدواء، الجدل بين النواب ووزير الشئون النيابية داخل أروقة مجلس الشيوخ.
ياسر الهضيبي: من الصعب تحمل ألم المرضى
النائب ياسر الهضيبي رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، يقول في كلمته إن الأمن الصحي والدوائي جزء من الأمن القومي المصري، مضيفا: "كذلك من المعلوم أن الإنسان يستطيع أن يتحمل الجوع والعطش لكنه من الصعب جدا أن يتحمل ألم مرضي".
وأضاف: لدينا توصيات مهمة نتمنى من الحكومة أن تأخذ بهذه التوصيات وأولها هي حل مشكلة العجز في الأطباء وخاصة تصدي أزمة هجرة الكوادر الطبية المتميزة، فضلا عن حل إشكاليات إجراءات الإفراج الجمركي عن شحنات الأدوية والمستلزمات الطبية، مؤكدا أهمية وضع استراتيجية وطنية للنهوض بصناعة الدواء.
“برلمانية التجمع”: الحكومة أصبحت شغالة عند المحتكرين
وفي السياق، وجه النائب سيد عبدالعال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع بمجلس الشيوخ، انتقادات حادة للحكومة بسبب ارتفاع أسعار الدواء، وعدم قدرة الحكومة على السيطرة على الأسعار، موجهًا اللوم والمسئولية الكاملة على الحكومة بسبب فوضى السوق فى مصر.
وقال عبدالعال: "الأسعار تأكل ما يتم إنجازه على الأرض والمواطن أصبح مستاء جدًا"، متابعًا: "الحكومة أصبحت شغالة عند المحتكرين".
وأضاف "أننا لا نصنع الدواء بل نقوم بتجميعه فى مصر، متوقعًا أن يتم التصنيع من خلال مدينة صناعة الدواء التى تم إنشائها".
فيما أعلن المستشار علاء فؤاد وزير الشئون النيابية، تحفظه على تعليق رئيس حزب التجمع، قائلًا: “ذلك الكلام غير صحيح، ولابد من توضيحه”، مشيرًا إلى أن أسعار الدواء مرتبطة بأسعار المواد الخام التى يتم استيرادها من الخارج والتى ترتبط بأسعار الدولار.
وأضاف أن "الحكومة مش شغالة عند الاحتكارات، إنها تراقب السوق، وهناك أسعار ترتفع ليس فى مصر فقط ولكن فى أماكن كثيرة".
وعقب المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس المجلس على رد الوزير، قائلا: "هي شكوى يقدمها النائب، ولعلها جرس إنذار، فسوق الدواء المصري يحتاج إلى ضبط لأن تسعير المواد الغذائية شيء والأدوية وما يتعلق بالصحة شيء آخر ربما يكون جرس إنذار من النائب".
النائب حسام الخولي: فاتورة الدواء أصبحت ترعب كل بيت
وقال النائب حسام الخولي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن عضو بمجلس الشيوخ، إن صناعة الأدوية موضوع حساس وفي غاية الأهمية، مشيرًا إلى أن البيوت في الدولة المصرية لا يخلو منها الدواء.
وأضاف: “فاتورة الدواء ترعب كل بيت، ولم يصل للشعب حتى الآن فكرة الاطمئنان للدواء المحلي”، لافتًا إلى أنه يجب أن يكون هناك نظرة أخرى ومختلفة لسعر الدواء.
أبوشقة يشيد بجهود الدولة في المنظومة الصحية
في المقابل، أشاد المستشار بهاء أبوشقة، وكيل أول مجلس الشيوخ، بالإجراءات التي تقوم بها الدولة المصرية في منظومة الصحة، مؤكدًا أن هذا الأمر هو أمر كان محل عناية من الدستور ورعاية غير مسبوقة من الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ 2014، خاصة أن المادة 18 من الدستور واضحة ومحددة لإلتزام الدولة بهذا الشأن، مشيرًا أن لكل مواطن الحق في الصحة الرعاية الصحية المتكاملة،غير منقوصه وفقًا لمعايير الجودة، مشيرًا بأن إلتزام الدولة بإقامة نظام تأمين صحي شامل لاقى نجاحًا ملموسًا في كل ربوع الوطن.
وأضاف أبوشقة أن نجاح جهود الدولة في المنظومة الصحية لاقى نجاحا واستحسانا محليا ودوليا، وبأن الإشادة بالتحركات المصرية في ملف الصحة لم تقتصرعلى الجانب المحلي، وإنما جانب الدولة ممثلة في منظمة الصحة العالمية والتي كان لها تقرير في 2021 أنها بتقدم التهنئة على تقدمها الغير المسبوق في القضاء على فيروس الكبد سي وفيرس سي، وكذلك شهادة رئيس منظمه الصحه العالمية أن المسيرة التي قطعتها مصر في القضاء على فيروس سي تستحق الإشادة والتقدير، وكذلك كنا أمام جائحة كورونا وسجلت مصر أقل نسبة وفيات.
ولفت أبوشقة، بأن ماقامت به الدولة وماتحملته في سبيل الإرتقاء بصحة المواطن وتأمينه كبير ومقدر، بالإضافة إلى مدينة الدواء وغيرها من الإجراءات التي تقوم بها مصر.
فيبى فوزى: المنظومة الصحية قادرة على مواجهة التحديات
ووجهت فيبي فوزي، وكيل مجلس الشيوخ، إشادة واجبة لما تبذله الدولة من جهد كبير في توفير رعاية صحية لائقة بمواطن الجمهورية الجديدة، وهو الجهد الذي حرص عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي نال إشادة عالمية في وسائل الإعلام الدولية، ومن مختلف المنظمات المعنية بالشأن الصحي، عندما أُعلن عن مصر أول دولة، على مستوى العالم، خالية من فيروس "سي" الأمر الذي يمثل إنجازا غير مسبوق تحقق بفضل الله وتصميم القيادة على أن صحة المواطن المصري هي الرصيد الأول والأهم من بين عناصر الثروة المصرية.
وأكدت على أنما يؤيد ذلك ويبرزه ما تم خلال الاجتياح الساحق لوباء كوفيد 19 لمختلف ومناطق دول العالم، الأمر الذي أصاب عديدًا من الدول- ومنها المتقدمة - بالشلل وباخفاق أجهزة ومؤسسات الرعاية الصحية بها، في الوقت نفسه نالت المنظومة الصحية المصرية بقيادة وزارة الصحة كل التقدير من مختلف الهيئات وكانت مصر من أقل الدول تأثرًا بهذا الوباء الفتاك.
ولفتت إلى أنه على الرغم من أنه ثمة تأثيرات سلبية جراء المتغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية، مثل ما هو الحال بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والحرب في قطاع غزة وعرقلة بعض منظومات وسلاسل الإمداد العالمية وغيرها، فان المنظومة الصحية المصرية قادرة بإذن الله وبفضل السياسات والاستراتيجيات التي تتبعها الدولة على مواجهة هذه التحديات والحد بقدر الإمكان من آثارها على الرعاية الصحية وعلى توافر الأدوية وغيرها من عناصر المنظومة وهو الامر الذي نلمسه بانفسنا في مختلف المجالات.
وكان مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبدالوهاب عبد الرازق، نظر الأربعاء الماضي، طلب المناقشة العامة المقدم من النائب سالم شتيوي سالمان، والموجه إلى وزير الصحة والسكان، لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن الإجراءات والتدابير للحد من آثار الأزمات الاقتصادية والصحية والسياسية التي يشهدها العالم على قطاع الرعاية والخدمات الصحية وأسعار الدواء، بحضور المستشار علاء الدين فؤاد وزير الشئون النيابية، والدكتور طارق توفيق نائب وزير الصحة وممثلين عن وزارة الصحة، وهيئة الدواء المصرية.
وأكد النائب "شتيوى" في طلب المناقشة أن تأثير التداعيات العالمية على تكلفة الخدمات الصحية يمكن أن يكون متنوعا ومعقدا، ويعتمد على العديد من العوامل منها الأوضاع الاقتصادية العالمية حيث تؤثر تقلبات الاقتصاد العالمي في توفر التمويل اللازم للخدمات الصحية، مشيرًا إلى أن من بين تلك العوامل أيضا انتشار الأوبئة والأمراض العالمية مثل وباء كوفيد (19)، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية، وبالتبعية تكاليف الاستجابة لمثل هذه الخدمات، موضحا أن العوامل المؤثرة كذلك التغيرات في هياكل السكان، حيث أن الزيادة السكانية يمكن أن تؤدي إلى زيادة في الطلب على الخدمات الصحية، مما يضع ضغوطا إضافية على نظام الرعاية الصحية، ويؤدي إلى زيادة في تكاليفها، وكذلك في أسعار الدواء.
وأوضح النائب أن الأزمات السياسية العالمية، من شأنها أن تؤدي إلى صعوبة الوصول إلى الإمدادات الطبية الضرورية، بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية، لافتا إلى أن هناك العديد من العوامل يمكـن أن تؤثر سلبًا على قـدرة الجهات المعنية بتقديم الرعاية الصحية، مضيفًا أنه لما كان تقـديم الرعايـة الصـحية اللائقـة وتوفير الدواء يندرجان ضـمن إطـار الحمايـة المجتمعيـة، فهما يتفقـان ورؤيـة الدولة لتـوفير حيـاة كريمـة للمـواطن.
وطالب الحكومة بتوضيح سياستها للحـد مـن آثـار الأزمات الاقتصادية والصحية والسياسية التي يشهدها العـالم علـى قطـاع الرعايـة والخدمات الصحية وأسعار الدواء.
وبعد مناقشات موسعة أحال المستشار رئيس المجلس طلب المناقشة العامة وتعقيب ممثلي وزارة الصحة، وهيئة الدواء إلى لجنة الصحة والسكان بالمجلس لبحثه وإعداد تقرير بشأنها.
ورفع المستشار عبد الرازق الجلسة العامة على أن تعقد الجلسة القادمة الأحد ٢١ يناير الجاري.