السفير جمال بيومي: التصعيد العسكري بالبحر الأحمر يدفع باتجاه حرب إقليمية
قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير جمال بيومي، إن تصاعد العمليات العسكرية بمنطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تم توجيهها لعدد من المناطق داخل جمهورية اليمن، هو ما سبق وحذرت منه مصر المجتمع الدولي وكافة الأطراف والدول المعنية، نتيجة استمرار الحرب الإسرائيلية ضد أهل قطاع غزة وإراقة الدماء الفلسطينية.
وأضاف السفير بيومي - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت - أن مصر طالبت بوقف فوري لإطلاق النار وأنذرت العالم مرارًا وتكرارا بأن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أهل قطاع غزة ستؤدي إلى توسيع نطاق الحرب الدائرة، وستمتد لتجلب أطرافا أخرى لحلبة الصراع، منوهًا في هذا الصدد إلى ما تشهده الآن منطقة باب المندب وجنوب لبنان، فضلًا عن الهجمات في سوريا والعراق.
وأوضح أن مخطط تصفية القضية الفلسطينية عبر الإبادة الجماعية والحصار والتهجير مع عجز المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن، عن إصدار قرار بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، يدفع الحوثيين وحزب الله وأطرافا أخرى إلى التدخل في الصراع دفاعًا عن "أهل فلسطين أصحاب الأرض المُحتلة"، الأمر الذي يزج بالمنطقة في حرب إقليميّة تزعزع استقرار الشرق الأوسط وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
ورأى السفير بيومي أن السبيل الوحيد لتجنب توسيع رقعة الحرب وإنقاذ الشرق الأوسط من القتل والدمار وإحلال الاستقرار المنشود هو "حل الدولتين"، الذي صار ينادي به عقلاء العالم وحتى البعض من داخل تل أبيب نفسها، إذ يرون أنه لا مستقبل للشعب اليهودي في ظل وجود دولة واحدة يُشكل فيها العرب أغلبية، وأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ستجلب لهم الأمن والسلام.
وانتقد السفير بيومي عدم احترام الحكومة الإسرائيلية للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، وكذا رفضها وعدم امتثالها لقرارات الشرعية الدولية، وذلك في حين أن "الدولة العبرية" قد أنشُئت في الأساس بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 والذي قسم أرض فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية ونظام دولي خاص يغطي القدس وبيت لحم، إلا أنه منذ ذلك التاريخ لم ترَ النور سوى دولة واحدة "الدولة الإسرائيلية".
وأشار إلى ضرورة أن يأتي الإسرائيليون بحكومة جديدة تعبر عن أغلبية الشعب اليهودي، وتعمل على تحقيق السلام وتسعى للتفاوض مع الفلسطينيين والعرب، على أن ترحل "حكومة نتنياهو" الحالية التي تمثل مجموعة من الأقليات المتطرفة، بل والأخطر من ذلك أنها تضم مجموعة ليس لديها خبرة بالسياسة، والنتيجة أنهم تسببوا في قتل الآلاف من الأبرياء، وأوقعوا قطاع غزة في كارثة إنسانية، وأضروا بأمن مواطنيهم، ويجرون الآن المنطقة إلى حرب إقليمية لا تحمد عقباها.
واختتم مساعد وزير الخارجية الأسبق قائلًا: "حتى وإن توسعت الحرب وطالت معركة إنهاء الاحتلال وعودة الأرض واسترداد حقوق شعب فلسطين، بالنهاية سيتحقق الحلم العربي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بفضل صمود شعب فلسطين؛ لأنه لا يضيع حق وراءه مطالب".