الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

الرؤساء والفنانون.. حقيقة زواج مبارك من إيمان الطوخي (5-6)

الرئيس نيوز

خلال هذه الحلقة نستكمل أبرز ملامح علاقة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بأهل الفن، إذ كان يتدخل في الكثير من الأمور الفنية، ويصدر تعليماته للرقابة بالموافقة على عدد من السيناريوهات لأفلام كانت تلقى معارضة شديدة من الرقابة، ومنها على سبيل المثال فيلم "طباخ الريس" و"الديكتاتور" و"عايز حقي" و"جواز بقرار جمهوري" وغيرها من أفلام عادل إمام وأحمد عيد وأخرون. 

وكان فيلم "وداع في الفجر" في قطيعة بين كمال الشناوى ومبارك، إذ منع الرئيس عرض الفيلم، والذي ظهر فيه "مبارك" في عام 1956، حيث كان قائدًا لسرب الطيران، وهو بالفعل منصبه وقتها، وأدى منع الفيلم إلى غضب كمال الشناوي لسنوات طويلة، وتحديدا بعد تولي مبارك رئاسة الجمهورية مباشرة.

كما ربطت علاقة قوية بين أهل الفن مع مبارك وأسرته، وكانت أبرز ملامحها العلاقة القوية بين أبناء الرئيس والدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، والذي كان له نصيب كبير من الاقتراب لـ"أهل القصر"، ففي عام 1996 كان هناك وفد لإحدي الدول في ضيافة الرئيس مبارك وأسرته بشرم الشيخ، وأسند إخراج حفل أقيم لهذا الوفد لأشرف زكي، وهو الحفل الذي قدم فيه لأول مرة المطربة آمال ماهر، ونالت إعجاب الحضور بشدة، وأصبحت من المطربين المفضلين لمبارك، وكانت تلك الواقعة السبب في وجود صداقة قوية بين أشرف زكي وعلاء مبارك.

أما الفنانة مني زكي فلها نصيب أيضا من صداقة عائلة الرئيس وكذلك النجم الشاب أحمد السقا حيث جمعتهما الظروف في منزل الرئيس اثناء تكريم كل منهما عن دوره في فيلم "أيام السادات" مع الراحل أحمد زكي، ومنذ هذا التاريخ سارت مني قريبة من السيدة الأولي سوزان مبارك، وكذلك زوجها أصبح يتمتع بعلاقة جيدة مع كل من علاء وجمال مبارك، أما أحمد السقا فقد حافظ علي علاقته بعلاء مبارك، خاصة أنهما يشتركان في هواية واحدة وهي لعب كرة القدم.

كذلك الفنانة نيللي كريم كانت من الفنانات اللاتي كان لهن حظ بالقرب من سوزان مبارك، التي كانت تعتبرها واجهة راقية لمصر في فن الباليه، وكانت دائما تدعوها لرقص الباليه أمام الوفود النسائية الأجنبية.

وكان أخر لقاء للرئيس الراحل مبارك بأهل الفن، عندما استقبل عددا من الفنانين، كان على رأسهم يحيى الفخرانى وحسين فهمى ويسرا ومنى زكى وعزت العلايلى ومنة شلبى ونيللى كريم ومحمود ياسين ود. أشرف زكى، نقيب الممثلين، بحضور أنس الفقى وفاروق حسنى، وزيرى الإعلام والثقافة، وتطرق اللقاء إلى عدد من الموضوعات الفنية، وطرح عليه الفنانون أبرز المشكلات التى تواجههم.

اللقاء الذى استمر 4 ساعات كان مفاجئا لكل الفنانين الذين حضروه، حيث تم إبلاغهم به قبل الاجتماع بساعات قليلة، وروى من حضروا الاجتماع تفاصيله في مناسبات مختلفة، وهو الاجتماع الذي أعلن خلاله عودة عيد الفن.

وقالت يسرا: الرئاسة أبلغتنا تليفونيا، ولم نعلم بعدد الحاضرين إلا خلال اللقاء، وأضافت: الرئيس فتح صدره لكل الحاضرين وتحدثنا بحرية مطلقة عن المشاكل التى تواجه الفنانين وصناعة الفن فى مصر لاقتناعه بأهمية الرسالة التى يقدمها الفنان، ولم يتحدث أحدنا فى مشكلات شخصية، وانصب الحديث على هموم الفنان، وقرار الرئيس مبارك عودة عيد الفن المقرر إقامته فى ديسمبر المقبل، وأكد الرئيس سعادته بعودة عيد الفن مرة أخرى حتى يشعر الفنانون بقيمة ما قدموه.

يسرا أكدت أن الرئيس تحدث أيضا عن مشروع حق الأداء العلنى الذى تسعى النقابات لتنفيذه، لتوفير دخل للفنانين يكفيهم إذا ما توقفوا عن العمل، فضلا عن إقامة مستشفى خاص بالفنانين، وقالت: الرئيس استمع إلى كل مشكلاتنا، وبصراحة كان دمه خفيف، وكفاية إنه استحملنا كل الوقت ده، ووعدنا بحل كل هذه المشكلات بشكل نهائى خلال الفترة المقبلة، وقبل مغادرتنا اللقاء، قال لنا أكثر من مرة: مين عنده مشكلة؟.

حسين فهمى كان أحد الفنانين الذين تلقوا الدعوة للقاء الرئيس مبارك، أكد أن سبب الزيارة الرئيسى هو رغبة فنانى مصر فى الاطمئنان على صحة الرئيس مبارك، وقال: كان نفسنا نشوفه ونطمن عليه، وهو لبى لنا رغبتنا، لأنه لا يتأخر عنا، وكان يريد أن يعرف أشياء أخرى عن وضع الفنانين وعيد الفن بعد لقائه مع طلعت زكريا، وأضاف الرئيس صحته كانت ممتازة، وروحه المعنوية مرتفعة جدا، وكان قاعد بيهزر ويضحك معانا طول اللقاء، اللى كان أقرب إلى الجلسة العائلية، لدرجة إن الرئيس عرض علينا تناول الغداء معه، لكننا اعتذرنا، وأنا بصراحة قلت له اعفينى، أنا عايز أروح ألعب رياضة.

فهمى أكد أن الفنانين الذين حضروا اللقاء لم يتحدثوا عن مشكلاتهم الخاصة، بل تحدثوا بلسان 3500 فنان فى النقابة، وقال: طرحنا فكرة تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر، وكانت الجلسة مفتوحة وتحدثنا عن المواطن المصرى البسيط، والرئيس مهتم جدا بمحدودى الدخل، وعلى دراية كاملة بكل كبيرة وصغيرة فى البلد.

وأضاف حسين فهمي: ليست هذه المرة الأولى التى أقابل فيها الرئيس مبارك، فقد سبق أن تحدثنا هاتفيا عدة مرات، منها عندما قرأ حوارى الذى نشر فى (المصرى اليوم)، وقتها ناقشنى فى آرائى السياسية التى طرحتها فى الحوار.

يحيى الفخرانى هو الآخر عرف باللقاء فى وقت متأخر، فقد أبلغه به النقيب أشرف زكى مساء أمس الأول، وقال: استمتعت جدا بلقاء الرئيس مبارك، وعرضنا عليه جميع المشكلات التى تواجه الفنانين، وطلبت من الرئيس التدخل لحل مشكلة التصوير الخارجى للمسلسلات، لأن هناك جهات كثيرة تطلب مبالغ ضخمة لتصوير أى مسلسل، وهى اكبر مشكلة تواجه الفن. 

وقال الفخرانى للرئيس مبارك: هناك جهات إنتاج أجنبية ترفض التصوير فى مصر، وتتجه إلى التصوير فى دول أخرى مثل المغرب وسوريا بسبب ارتفاع الضريبة الجمركية التى تفرض على معدات التصوير، وأكد الفخرانى أن الرئيس طمأنهم على البلد رغم أن الحوار لم يتطرق إلى الحديث عن الأوضاع السياسية أو الانتخابات المقبلة إنما كان مركزا على الفن المصرى وأهميته فى المجتمع، وأوضح الفخرانى أن الرئيس شاهد مسلسله "شيخ العرب همام" وداعبه: "فين العباية يا همام؟".

أما أبرز الشائعات التي ربطت بين اسم الرئيس الراحل مبارك وأهل الفن، هي الشائعة التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير مباشرة، وكانت تفيد بأن مبارك متزوج من الفنانة إيمان الطوخي، إذ نشرت جريدة "الخميس" التي كان يرأس مجلس ادارتها وتحريرها الإعلامي عمرو الليثي، إذ نشر الليثي صورة حصرية لمبارك مرتديا "شورت" وتجلس بجانبه إيمان الطوخي، وأشار في تقرير صحفي منشور أن هذه الصورة تثبت زواج مبارك من الفنانة التي اختفت عن الأنظار لسنوات طويلة، وسرعان ما تم نفي الخبر جملة وتفصيلا، وقدم الليثي اعتذار لأسرة مبارك.

ومن الشائعات أيضا التي انتشرت بقوة، هو وجود علاقة بين علاء مبارك نجل الرئيس الراحل مبارك، وبين الفنانة شريهان، وكانت المعلومات المتداولة تشير أن حادث شريهان كان مدبرا من نجل مبارك بعد خلافات بينه وبين الفنانة الاستعراضية الكبيرة، ولم تعلق شريهان على الأمر، إلا أنها بعد ثورة 25 يناير كانت من أكثر المعارضين لنظام مبارك وشاركت في المظاهرات للمطالبة بإسقاطه.