واشنطن بوست تكشف كواليس محادثات بلينكن في تل أبيب حول الحرب في غزة
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ضغط على قادة إسرائيليين بارزين خلال اجتماعات متتالية، اليوم الثلاثاء، للحد من الضحايا المدنيين في غزة، وتجنب حربًا شاملة مع حزب الله في لبنان، والجدية في التخطيط لما سيأتي بعد انتهاء القتال في غزة.
وأضافت "واشنطن بوست"، خلال تقرير منشور عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أن بلينكن يقدم خطة لمستقبل غزة للقادة الإسرائيليين بناء على اجتماعاته مع القادة في السعودية والإمارات وقطر والأردن واليونان وتركيا قبل وصوله إسرائيل.
وخلال اجتماعات مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت وحكومة الحرب، يضغط بلينكين على إسرائيل لتقليل حجم خسائر المدنيين في حرب غزة - التي هي بالفعل واحدة من أكثر الصراعات تدميرًا في القرن - حيث استشهد حوالي 23000 شخص حتى الآن.
لكن الفجوات بين القادة العرب والإسرائيليين تظل شاسعة حيث يدعو أعضاء اليمين المتشدد في حكومة نتنياهو إلى نزوح جماعي للمدنيين من غزة، ويرفضون الدعوات الأمريكية لسلطة فلسطينية "معاد تجديدها وتنشيطها" كي تلعب دورًا في غزة ما بعد الحرب.
وقال بلينكن للرئيس الإسرائيلي هرتسوج قبل اجتماعهم في أحد فنادق تل أبيب: "لقد جئت من عدد من الدول بالمنطقة. أود مشاركة بعضًا مما سمعته من أولئك القائدة مع الرئيس وكذلك رئيس الوزراء والحكومة في وقت لاحق".
وبينما تظل هناك فجوات واسعة النطاق بين اللاعبين في المنطقة، يضغط وزير الخارجية الأمريكي على الحكومات من أجل النظر إلى الأزمة باعتبارها نقطة تحول في الصراع الممتد منذ عقود، بحسب "واشنطن بوست".
وقال بلينكن للمسئولين الإسرائيليين، أمس الاثنين، إن إنهاء الحرب سيعطي الأمر فرصة لتحسين العلاقات مع الجيران العرب، واصفًا إعادة الإعمار، مع عدم وجود فلسطينيين من التابعين لحركة حماس، باعتباره طريق محتمل لدولة فلسطينية في المستقبل.
مع ذلك، لم يقدم بلينكن تفاصيل بشأن كيف ستتغلب الولايات المتحدة على النقاط الشائكة التي أربكت كل إدارة أمريكية في شق طريق إلى دولة فلسطينية، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وتأتي الجهود الدبلوماسية الأمريكية التي تستمر على مدار يومين، والتي توجت رابع زيارة يجريها بلينكن إلى الشرق الأوسط خلال ثلاثة أشهر، وسط مؤشرات متضاربة من إسرائيل بشأن وتيرة تهدئة القتال في غزة.
ووفقًا للصحيفة الأمريكية، أعلن مسئولون عسكريون إسرائيليون سحب القوات في الجزء الشمالي من القطاع. وقالت إسرائيل إنها ستتجه إلى مزيد من الغارات المستهدفة في هذه المنطقة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاجاري، للصحفيين، الاثنين: "ستستمر العمليات في الشمالي، لكن بحجم مختلف. ستستمر الحرب في 2024 لكن بطريقة مختلفة. سنعمل بطرق مختلفة طبقًا لاحتياجات المجال العملياتي".
وأكد مسئول أمريكي بارز، تحدث مع "واشنطن بوست" شريطة عدم كشف هويته، أن إسرائيل سحبت بالفعل عدة آلاف من قواتها في إطار "انسحاب كبير" في شمال القطاع. وقال سكان في شمال القطاع إن مستوى القتال العنيف انخفض، لكن القتال مستمر في جنوب ووسط قطاع غزة.
وبحسب "واشنطن بوست"، أبلغت إسرائيل واشنطن بعزمها على تقليص العمليات في المرحلة المقبلة من حربها على غزة، مشيرين إلى أنهم سيعتمدون على عدد أقل من القوات وتقليل القصف الجوي، وأنهم سينشرون قوات خاصة للقضاء على قادة حماس وتدمير أنفاق الحركة وبناها التحتية العسكرية.
لكن المسئولين الأمريكيين أقروا بأن العديد من هذه التأكيدات السابقة لم تتحقق، وفقًا للصحيفة الأمريكية، موضحة أن أملهم هو أن البداية الفعلية لتقليص أعداد القوات - الأولى منذ بدء العمليات البرية - تشير إلى أن المسئولين الإسرائيليين ينصاعون أخيرًا للضغط الأمريكي.