الرئيس الصومالي يستقبل وفدا مصريا وسط خلاف بشأن صفقة ميناء إثيوبيا
مازالت تداعيات الخطوة الإثيوبية المثيرة للجدل والمزعزعة للاستقرار التي أعلنت فيها عن اتفاق مع إقليم أرض الصومال الانفصالي لاستخدام ميناء بربرة على البحر الأحمر، تتوالى وتنذر بتفجر أزمة جديدة في منطقة القرن الإفريقي والمواجهة مع مصر، وفقًا لصحيفة تورنتو ستار الكندية.
وكانت مصر قد بادرت برد رسمي سريع على تلك الخطوة بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي دعم مصر لوحدة وسيادة الصومال وسلامة أراضيه، كما أعلنت الخارجية المصرية معارضتها لأية إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية.
واستمرارا للرد والخطوات المصرية، أرسلت القاهرة وفدا رفيع المستوى إلى الصومال وهو الوفد الذي استقبله الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وبحث معه تفاصيل الأزمة، فيما نقل الوفد دعوة رسمية للرئيس الصومالي لزيارة مصر، وأكد مجددا دعم القاهرة القوي لسيادة الصومال ووحدته وسلامة أراضيه.
وأكد الوفد المصري للرئيس الصومالي التزام الرئيس السيسي الثابت بتعزيز العلاقات الأخوية بين مصر والصومال في كافة المجالات ذات المنفعة المشتركة وتأتي تلك الزيارة بعد ساعات من بيان للخارجية المصرية أكدت فيه ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة الصومال على كامل أراضيه، ومعارضتها لأية إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، مشددة على حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة قدرت خطورة تزايد التحركات والإجراءات والتصريحات الرسمية الصادرة عن دول في المنطقة وخارجها، التي تقوض من عوامل الاستقرار في منطقة القرن الإفريقى، وتزيد من حدة التوترات بين دولها، في الوقت الذي تشهد فيه القارة الإفريقية زيادة فى الصراعات والنزاعات التي تقتضي تكاتف الجهود من أجل احتوائها والتعامل مع تداعياتها، بدلًا من تأجيجها على نحو غير مسؤول.
وشددت مصر على ضرورة احترام أهداف القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، ومنها الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها، ومبادئ الاتحاد التي تنص على ضرورة احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال وعدم تدخل أي دولة عضو في الشؤون الداخلية لدولة أخرى.
وطالبت مصر بإعلاء قيم ومبادئ التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق مصالح شعوب المنطقة، والامتناع عن الانخراط في إجراءات أحادية تزيد من حدة التوتر وتعرض مصالح دول المنطقة وأمنها القومي للمخاطر والتهديدات.
وكان مكتب رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، قد أعلن قبل أيام أن أديس أبابا وقعت، الاثنين قبل الماضي، اتفاقا مبدئيا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي صوماليلاند لاستخدام الميناء، والوصول لمياه البحر الأحمر واتخاذ منفذ بحري لها هناك.
وقال أبي أحمد خلال مراسم التوقيع مع رئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا: "تم الاتفاق مع أشقائنا في أرض الصومال، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم، فيما صرح الرئيس عبدي رئيس إقليم أرض الصومال بأنه في إطار هذا الاتفاق ستكون إثيوبيا أيضا أول دولة تعترف بأرض الصومال كدولة مستقلة".
وذكر رضوان حسين، مستشار الأمن القومي لأبي أحمد، أن مذكرة التفاهم تمهد الطريق لإثيوبيا للتجارة البحرية في المنطقة بمنحها إمكانية الوصول إلى قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.